الوقت – أظهرت صور نُشرت في وسائل الإعلام، موت طفل عمره شهر واحد، بعد ان نجحت عائلته من الهروب من المناطق الغير آمنة في ميانمار، وذلك بالقرب من سواحل بنغلادش بعد ان غرق القارب مما أدى الى وفاته.
وقد اثارت هذه الصور المنشورة في وسائل الإعلام موجة من المخاوف بشأن وضع مسلمي روهينغا. وهذه الصور هي بلا شك واحدة من أكثر الصور المؤلمة التي تصف حالة مسلمي روهينغا في ميانمار، الذين أجبروا على الفرار من ديارهم بسبب العنف العرقي.
وكان القارب الذي يتجه صوب سواحل بنغلادش، يحمل الطفل المُدعى بعبد المسعود مع اسرته، هو إحدى عشرات القوارب التي استخدمها مسملوا روهينغا للهروب من العنف العرقي نحو حدود بنغلادش بعد ان طالتهم هذه الممارسات التعسفية هناك في مدينة آخن بماينمار.
و تُظهر الصور المُنتشرة، مشاهد مخيفة ومؤلمة من تحسُر والدي الرضيع بعد وصولهم الى الشاطئ، ومن الواضح أن طالبي اللجوء من روهينغا يكافحون للهروب من العنف العرقي للجيش والبوذيين المتطرفين من ميانمار.
ويَظهر في الصور أنه على الرغم من أن والدي الرضيع حاولوا الوصول إلى الشاطئ وإنقاذ حياة طفلهم، إلا أنهم لم تكن بيدهم حيلة سوى جلب جثة الطفل إلى الشاطئ، والذي عرجت روحه الى السماء بعد ان انقلب القارب بالقرب من الساحل.
وقبل فترة قصيرة أثارت أنباء تحكي عن حرق الأطفال المسلمين في ميانمار صدى واسع وكبير. وقد نزح حوالي 500 الف مواطن من روهينغا حيث منعت حكومة ميانمار امكناية حصولهم على المساعدات الانسانية لهؤلاء المسلمين.
ولم يكن لدى المسلمين يوم سعيد قبل أن يبدأ التوتر الجديد. ووفقا لليونسيف، فقد لقي اكثر من 150 طفلا مصرعهم بسبب التوترات النزاعات العرقية فى ميانمار.
ومنذ بداية الازمة في ميانمار وارتكاب المجازر ضد مسلمي البلاد، لقى اكثر من الف شخص مصرعهم حتى الان حسب ما تم الاعلان عنه. ومن مجموع العدد الكلي للضحايا، فقد كان 88 ألف شخص من هؤلاء الضحايا هم من الغارقين في نهر "نف". وفي الوقت نفسه، وعلى الرغم من القتل الوحشي لمسلمي روهينغا في ميانمار، رفضت اونج سان سو تشي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام والمدافع عن حقوق الانسان من ميانمار، ادانة هذه المذبحة. وقد أثار سكوتها وصمتها العجيب عن إدانة هذه المجازر، ردود أفعال غاضبة من قبل قادة وزعماء العالم، فضلا عن الفائزين السابقين بجائزة نوبل للسلام والفائز في عام 2014 "ملالا يوسفزاي" الذين طلبوا من سوتشي منع قتل المسلمين في ميانمار.
من يقف وراء هذه المجزرة التي يتعرض لها المسلمون هم شرطة وجيش ميانمار. ووفقا لما ذكره أحد مواطني روهينغا حيث يقول: "عندما حاصرت شرطة ميانمار وجيشها قريتنا وشروعوا بتوجيه ضربا تصاروخية على أهالي القرية، آنذاك لم يكن لدينا حيلة سوى الهروب منهم ومن بطشهم.
ومن مجموع عدد مسلمي ميانمار البالغ حوالي مليون و 300 ألف نسمة، فلا يملك سوى 40 ألف شخص من هذه النسبة على جنسية البلد، اما بقية مسملي البلد فلا يملكون الجنسية.
وأدت الاسابيع الثلاث الماضية من المجزرة الرهيبة ضد المسلمين في ميانمار إلى رد فعل مسؤولي الأمم المتحدة. ودعوا حكومة ميانمار الى وضع نهاية فورية لعمليات القتل هذه التي قالوا انها تعد نوعا من التطهير العرقي للسكان.
واذا ما ثبتت اتهامات مثل "الابادة الجماعية او التطهير العرقي" سيكون على الامم المتحدة التدخل عسكرياً بشكل فوري ونشر قوات حفظ السلام التابعة لها لوقف الجرائم البشعة، الا ان المنظمة لم تتخذ بعد اجراءات لوقف اعمال العنف والتطهير العرقي التي يمارسها البوذيين المتطرفين والجيش الميانماري ضد مسلمي البلد.