وبرّر علماء مدينة حلب أن الدعوة لمواجهة الجماعات المسلحة إلى جانب الجيش السوري لم ترق إلى فتوى بالجهاد، لأن النفير العام يرتبط بالقيادة العامة للجيش، أما الدعوة إلى الجهاد فبإمكان علماء الدين أن يوجهوها لمواجهة الفكر التكفيري.
ومن واقع معاناة حلب خرجت دعوة علماء الدين في المدينة إلى شبابها لرفع السلاح والقتال إلى جانب الجيش السوري في مواجهة ما رأى فيه رجال الدين أنه فكر تكفيري يهدد واقع الأمة ومستقبلها.
ولعل دور علماء الدين في حلب بات أكثر تبلوراً في مواجهة خطر الجماعات المسلحة بعدما استهدفت هذه الجماعات الأضرحة والمزارات في مدينة اشتهر أهلها بإسلامهم المعتدل وبحبهم لمقامات الصالحين.
دعوة إلى الجهاد وإن تركت الباب مفتوحاً ولم تجعلْه فرض عين، إلا أنها تحمل دورا جديدا للمنبر الديني، خاصةً أن المدينة التي تتعرض لأقسى حرب نفسية موجهة ضد أبنائها في ظل انقطاع وسائل التواصل، كان لخطباء المساجد الدور الرئيس في توضيح حقيقة ما يجري وفي طمأنة الشارع فيها.