الوقت- يسعى ديني ساسو نغيسو رئيس جمهورية الكونغو الحالي جاهداً للاستمرار في حكم البلاد. إذ لم تحل السنين الـ 71 التي عاشها الرجل بينه وبين طموحه في الاستمرار في حكم الكونغو. فقرر العمل على تغيير دستور البلاد بشكل يتيح له الاستمرار في الحكم.
وتناقلت بعض وكالات الأنباء أخباراً تفيد بدء الرئيس الكونغولي ديني ساسو نغيسو مباحثات متعددة الأطراف بهدف تغيير بعض مواد دستور البلاد، وذلك من أجل إتاحة الفرصة له للترشح لولاية حكم ثالثة. دستور الكونغو الحالي والذي اعتمد عام 2002م لا يعطي الحق لرئيس الجمهورية في الترشح لأكثر من ولاية رئاسية ثانية مدتها سبع سنوات، كما تمنع بعض مواد هذا الدستور أي تعديل لعدد الولايات الرئاسية المسموحة لرئيس البلاد، ويحدد الدستور عمر المترشح للانتخابات الرئاسية بـ 70 عاماً كحد أقصى. وبذلك يمثل دستور الكونغو الحالي عقبة كبيرة أمام طموح ساسو نغيسو. ولهذا السبب يعمل قادة حزب العمل الكونغولي الحاكم في الكونغو، والذي يترأسه الرئيس الحالي ساسو نغيسو، منذ أشهر عدة ضمن حملة إعلامية وسياسية كبيرة من أجل جلب التأييد لإدخال تنقيحات على دستور عام 2002، بما يسمح ضمناً لساسو نغيسو بالترشح مجدداً، متذرعين بذرائع مختلفة، منها أن الدستور الحالي لم يعد متطابقاً مع الواقع بعد أن مضى عليه أكثر من عقد من الزمن.
ترأس ديني ساسو نغيسو، المولود في عام 1943م، جمهورية الكونغو بعد انقلاب عسكري قام به عام 1979م. واستمر في الحكم حتى عام 1992. في ذلك العام خسر ساسو نغيسو الانتخابات أمام منافسه باسكال ليسوبا، ليتحول بعدها إلى قيادة المعارضة في البلاد. وفي عام 1997م عاد ساسو نغيسو إلى حكم جمهورية الكونغو بعد حرب أهلية طويلة، وانتخابات رئاسية مثيرة للجدل قاطعها معظم منافسي ساسو نغيسو. وبهذا يكون ديني ساسو نغيسو قد حكم الكونغو لمدة تزيد عن ثلاثين سنة، الأمر الذي يهدد البلاد بإرساء قواعد نظام حكم دكتاتوري شبيه بأنظمة الحكم الملكية.
خطوة الحزب الحاكم هذه قابلتها المعارضة بامتعاض شديد، وذكّر قادة المعارضة في الكونغو قادة الحزب الحاكم بسقوط "بليز كمباوري" رئيس بوركينافاسو حينما قام بما يحاول ساسو نغيسو القيام به. وقال جون فيليكس ديمبا نائب رئيس حزب "من أجل التغيير الديمقراطي" المعارض "أنه وإن كانت الأوضاع في الكونغو وبوركينافاسو ليست متطابقة بشكل جلي، إلا أن نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج، فينبغي احترام الدستور".
يذكر أن الكونغو هي دولة افريقية تقع في وسط افريقيا، تطل على المحيط الأطلسي وتحدها دول الغابون، الكاميرون، جمهورية افريقيا الوسطى، جمهورية الكونغو الديمقراطية وأنغولا. وتمتد على مساحة 342 ألف كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها 3.68 مليون نسمة. عاصمتها مدينة برازافيل ولغتها الرسمية الفرنسية. تعاني الكونغو منذ تسعينات القرن الماضي من حروب أهلية وانقلابات عسكرية عديدة، سلبت أهلها الأمان والاستقرار، وحولتها إلى ساحة لتحقيق أطماع قادة البلاد السياسيين والعسكريين.