الوقت- كشف مركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب (INSS)، أن حزب الله الأن أصبح يشكل رادعاً لاسرائيل بعد أن فقد كيان الاحتلال قوة الردع التي كان يمتلكها سابقاً، والجرح العميق الذي خلفته حرب لبنان الثانية.
وبحسب المركز التابع لجامعة تل أبيب، فان محطات المواجهة بين حزب الله وإسرائيل، خلال احتلال الحزام الأمنيّ وحتى حرب لبنان الثانية عام 2006، ساهمت في نجاح الحزب بفرض قواعد اشتباك جديدة أدّت إلى تقييد الجيش الإسرائيليّ، ومنحت حزب الله هامشًا أوسع في المواجهة، ما أدى إلى كنس الاحتلال الإسرائيليّ بصورةٍ مُذلّةٍ في أيّار (مايو) من العام 2000، وحتى اندلاع حرب لبنان الثانية في تموز (يوليو) من العام 2006، والتي استمرّت 34 يومًا بالتمام والكمال.
وأضاف البحث الذي أعده نخبة من المحللين السياسيين فان معادلة جديدة برزت على الساحة وأصبح من خلالها استهداف حزب الله للجنود الإسرائيليين شرعيًا، كما أتاحت للحزب فرصةً ذهبيّةً لإطلاق الصواريخ على الجليل عندما يستهدف الجيش البيئة المدنيّة للمقاومة، هذا مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الاتفاق غير المكتوب بين إسرائيل والحزب، ألزم الأولى على استهداف المقاومة خارج الأراضي اللبنانيّة، أيْ في سوريّة.
وبذلك استطاع الحزب، رويدًا رويدًا، تحقيق الردع، بحيث ركزّ صراعه في الحزام الأمنيّ في الأماكن التي لعمله فيها شرعية، فإنّ الحزب ركّز ردعه أيضًا من خلال العمليات الخارجية، كاستهداف السفارة الإسرائيليّة في بيونس ايرس بعد اغتيال أمينه العام السيد عباس الموسوي، واستهداف المركز اليهودي في العاصمة الأرجنتينية في التسعينيات. وجزم معد التقرير: صمَّم حزب الله نفسه باعتباره تنظيمًا قادرًا على أنْ القول لإسرائيل إنّها تخضع لقيودٍ خطيرةٍ جدًا في المواجهة معه.
ولفت التقرير، الذي نشرته صحيفة رأي اليوم، فأنّه بعد تحرير عام 2000، كانت لدى حزب الله ثلاث حجج: مزارع شبعا، والأسرى المعتقلون، وانتهاك الأجواء اللبنانيّة. كما أنّ أسس وحدةً خاصّةً لدعم المقاومة الفلسطينية خلال الانتفاضة الثانية عام 2000. وشدّدّ التقرير على أنّ عملية مستوطنة متسوفا، التي قُتل خلالها ستة إسرائيليين قرب الحدود اللبنانية في آذار (مارس) 2002، كانت ترجمةً لهذا الدعم، وإدراكًا من الحزب بأنّ إسرائيل غير قادرة على فتح جبهةٍ ثانيةٍ في وقتٍ تخوض مواجهة في الداخل الفلسطيني، الأمر الذي عزَّز مفهوم حزب الله بأنّ إسرائيل كانت مردوعةً، ومن المُهّم الإشارة إلى أنّه بالنسبة لتل أبيب فإنّ السيناريو الأوسوأ هو اندلاع الحرب على الجبهتين الشماليّة والجنوبيّة (حماس) في آنٍ واحدٍ.
وأوضح معدوا التقرير أنه كانت هناك رهانات إسرائيلّية بأنّ التطورات الإقليمية والدولية ستؤدي إلى إضعاف حزب الله وكبحه، وذكّر بمقولة وزير الأمن السابق موشيه يعلون بأنّ صواريخ الحزب ستصدأ. لكن في الواقع، أضاف الجنرال الإسرائيليّ،، العكس هو ما حصل، وبدلاً من أنْ يضعف الحزب تعزّزت قوّته أكثر وحصل من دون قيد على الصواريخ البعيدة المدى من الرئيس السوريّ،
واختتم يدلين قائلاً أنّه بالنسبة لإسرائيل فلبنان جرح عميق، وبشكلٍ خاصٍّ بعدما مرّت سنوات قاسية نتيجة حرب عصابات نوعية شنّها حزب الله (خلال احتلال الحزام الأمني)، مؤكداً أن قادة جيش الاحتلال توصّلت إلى قناعةٍ بأنّ اجتياح بلاد الأرز بريًا سيكون باهظ الثمن من دون إنجازات واضحة، وبالتالي ما من داع للعودة إلى هذا البلد.
وأشار التقرير الى أن هناك شعور بأنّ عامل الزمن يعمل لصالحنا، فنحن نمتلك قوة أكبر بكثير وقدرة أكبر على التحمل والتسلح أكثر، وأنّ تنظيمًا صغيرًا مثل حزب الله سيصل في النهاية إلى نقطة انكسار. لكن الوضع لم يكن كذلك، على حدّ تعبيره، واليوم بعد تحقيق الحزب الانتصارات في الحرب بسوريّا تغيرّت النظرة الإسرائيليّة، وبات قادة تل أبيب يؤكّدون على أنّ الحزب تحولّ إلى جيش شبه نظاميّ، يمتلك أسلحة وصواريخ قادرة على استهداف وإصابة كلّ بقعة في العمق، وتكفي الإشارة إلى أقوال وزير الأمن الإسرائيليّ، أفيغدور ليبرمان، الذي أكّد على أنّ ترسانة حزب الله العسكريّة تفوق ترسانات العديد من الدول في حلف الـ"ناتو".