الوقت- يقول القانوني الأمريكي والناشط في حقوق الإنسان: بخلاف ما صورته لنا وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى فإن لدى إيران رئيس جمهورية وبرلمان منتخب بشكل ديمقراطي، وفيها مجتمع مدني نشيط و حيوي.
"دان كفاليك" حقوقي أمريكي وناشط في القانون الإنساني الذي حضر إلى إيران للمشاركة في مؤتمر "الولايات المتحدة، حقوق الإنسان و الخطاب السلطوي" الذي إستضافه "مركز أبحاث السياسة الخارجية والدبلوماسية العامة" في جامعة طهران. و قد نشر تقريراً عن مشاهداته و تجربته في مجلة "هافينغتون بوست" ورد فيها:
قبل أن أسافر إلى إيران، أصيب عدد من أصدقائي وأعضاء عائلتي بالصدمة من سماعهم الخبر وأصابهم القلق على سلامتي و أمني حتى أنه طلب بعضهم مني عدم الذهاب إلى إيران. وهذا أمر طبيعي نوعاً ما نتيجة للإنزعاج الأمريكي من إيران وطريقة تصويرها لهذا البلد في وسائل إعلامها.
دائماً ما نردد في أمريكا بأن إيران عدونا، تنضوي هذه المسألة ضمن "محور الشر" الذي يجب علينا فرض العقوبات عليه ومعاداته وحتى أن نقوم بتغيير النظام فيه. إنها إدعاءات عجيبة، وخاصة أن إيران عدو داعش والقاعدة الأول، وقد قدمت مساعدات كبيرة لمحاربة القاعدة وداعش بعد هجمات الحادي عشر من أيلول، إلى الوقت الذي تدخل فيه دونالد رامسفيلد، بينما تقوم السعودية حليفة أمريكا بدعم القاعدة وداعش جهاراً وخفية. كما يجب أن أذكّر أن 15 شخصاً من أصل 19 من مُنفّذي عمليات الحادي عشر من أيلول هم مواطنون سعوديون وأن السعودية كانت قد قدمت المساعدات لعدد من منفذي الإعتداء.
على الرغم من الإدعاءات الخاطئة التي تستهدف وضع المجتمع الإيراني والتمييز الحاصل فيه، إلا أن كل من يزور إيران سوف يخبركم بأنها في الواقع بلد متطور ومتقدم ويستطيع الكثير من سكانه التحدث بالإنجليزية. في هذا البلد ترتدي النساء ما يكفي من الحجاب لسترها، أغطية الرأس حريرية ملونة، تقود النسوة السيارات بحرية، و تشارك في كافة القطاعات الإدارية والتجارية.
عندما كنت أتجول في شوارع طهران وأصفهان كنت أُقابل بترحيب الشعب الإيراني الحار، كما شاهدت الفن المعماري التاريخي والغني لإيران، مثل الكنائس المسيحية والكنس اليهودية والأرمنية النشطة.
في الحقيقة إن إيران بلد يخطو على مسير التطور، ولكن على طريقته الخاصة. لدى هذا البلد رئيس جمهورية وبرلمان ينتخب بشكل ديمقراطي، وفيه مجتمع مدني نشيط وحيوي يطالب بحريات وإصلاحات متزايدة. إنني واثق أن الشعب الإيراني سيصل إلى مبتغاه وفقاً للتوقيت الذي يختاره.
هذا ما رواه حقوقي أمريكي من أرض الواقع والحقيقة، وهذا ما يفند الأكاذيب التي تنشرها بعض الدول عن إيران وإدعاءاتهم الجوفاء التي طالما حاولوا من خلالها تشويه صورة إيران وحضارتها العريقة وتلاحم وانسجام شعبها والمحبة والوئام فيها.