الوقت- كثير منا مرّ بتلك الحالة التي يشعر فيها بأنه مستيقظ و لكنه عاجز عن الحركة فيحاول أن يتكلم فلا يستطيع، ويصاحب ذلك تخيلات وهلوسات غريبة ومخيفة جداً تذهب بالإنسان ليشعر بأنه قريب من الموت. اختلف القدماء في تسميتها بين القرينة والجاثوم وغيره من تسميات، كما اختلفوا في تفسيرها بأنها تنجم عن السحر أو الكتبة أو ..، إلا أن العلم فنّد هذه الحالة والاسم العلمي لها هو شلل النوم وهي تلك الحالة التي تعترينا بين اليقظة والنوم، وهي عندما يكون دماغك قد استيقظ ومعه ادراكك وحواسك ولكن لم تستيقظ عضلاتك بشكل فعلي وتام.
في التفسير العلمي
عندما يكون الانسان نائماً، يعيش جسده حالة من الاسترخاء الشديد والكامل والذي يشمل جميع عضلاته ما عدا عضلتي الحجاب الحاجز وعضلات العينين، يبقى الانسان مستقراً على هذه الحالة طالما هو نائم وتنتهي بمجرد أن يستيقظ في الحالات العادية.
كما نتعرض عند نومنا لحالتين اساسيتين اسمهما REM و NREM وهما عبارة عن سرعة حركة العين. في حالة NREM تظل العين مدركة لكل ما حولها بينما يرتاح الجسد ويستعد للنوم قبل أن ينتقل الى حالة الـ REM والتي تتحرك خلالها العين بسرعة ليبدأ الحلم. يبقى بعدها الجسد في حالة الراحة وتتوقف العضلات عن الحركة. واذا ما استعاد الانسان الوعي قبل انتهاء حالة REM لن يستطيع الحركة أو الكلام لأن العضلات لم تعد إلى حركتها الطبيعية ويحتاج إلى فترة لكي يستعيد قدرته على الحركة إذ أن العضلات تستغرق بعض الوقت لكي تدرك أن عملية اإاستيقاظ قد تمت فعلياً، وفي هذا الوقت يتعرض دماغ الانسان إلى حالة من الارتباك أو اختلاط الامور الشديدة فلا يدرك إن كان مستيقظ أو نائم، إلا أن تنتهي هذه المرحلة ويستيقظ الشخص ويشعر بأنه عاش حالة من الفزع الشديد بسبب ما حصل معه.
من يتعرض لهذه الحالة
تحدث هذه الحالة لكثيرين وحسب الاحصائيات الطبية فإن ما بين 2-3% من الناس يتعرضون لهذه الحالة مرة واحدة شهرياً على أقل تقدير، وأن ما يتراوح بين 12 إلى 14% قد تعرضوا لهذه الحالة أثناء طفولتهم.
هل هذه الحالة مؤذية؟
شدة الهلع التي تصيب الشخص أثناء هذه الحالة تذهب به للإعتقاد بأنه قريب جداً من الموت او أن جنيّ يضغط على صدره حد الخنق، إلا أن هذه المشاعر لا تفسير علمي لها سوى أنها مجرد هلوسات نتيجة الخوف الشديد. ومن الناحية الفعلية لم تحدث أي حالة وفاء نتيجة شلل النوم، إذ أنها لا تؤثر سلباً على عملية التنفس وحركة الحجاب الحاجز التي تبقى طبيعية، وبالتالي فإن نسبة الأوكسجين في الدم لا تتأثر أبداً، ولا خطر فعلي أساسي أو حتى جانبي على الانسان.
كيف نتعامل مع الجاسوم أو شلل النوم
عند اصابتكم بجاسوم النوم ما عليكم سوى محاولة الاسترخاء ومن ثم اللجوء إلى تحريك عضلات الوجه والعينين ومحاولة النظر من جهة إلى أخرى.
كيفية الوقاية من شلل النوم؟
في محاضرة للدكتور سليمان المدني الخبير في عالم ما وراء الطبيعة وعلوم السيكولوجيا قدم عدد من النصائح المهمة لمن يعاني من حالة شلل النوم بشكل مستمر، وجاءت كالتالي:
1. عدم النوم بعد الطعام مباشرة، إذ يجب تأخير النوم لساعتين في أقل تقدير بعد تناول آخر وجبة طعام.
2. الابتعاد عن شرب الشاي والقهوة وعن التدخين قبل النوم، فلا يجب الإقتراب من هذه الأمور الثلاثة لساعتين قبل النوم وطبعاً عدم التدخين وأنتم على السرير قبل النوم مباشرة.
3. عدم النوم على الظهر مطلقاً، وإن حدث فلا يجب وضع اليدين على جانبي الجسم، بل اجعلهما فوق الرأس، ولا يجب وضعهما تحت الوسادة.
4. الابتعاد عن الاعتقاد بأن الجاثوم سيأتي لو نمتم في ساعات معينة من الفجر كما يعتقد البعض، إذ انه قد يأتي في الليل أو النهار حتى فلا يجب جعله هاجزاً لنا قبل النوم.
5. محاولة الاسترخاء قبل النوم والابتعاد عن الافكار المزعجة والتي تحملك على التشنج.
6. أما من الناحية الدينية والروحية فينصح بالاستعانة بالأذكار وقراءة القرآن ما يجعل المرء يسترخي، كما يفضل النوم على طهارة واجتناب النوم على جنابة.