الوقت- نصر جديد سطرته دولة فلسطين في الأمم المتحدة، متمكنة من ادراج أهم مدنها التاريخية "الخليل"على لائحة التراث العالمي التابعة لليونسكو، الأمر الذي أثار حفيظة الكيان الاسرائيلي، الذي اعتبر أن القرار يشكل "وصمة عار" للأمم المتحدة.
وجاء القرار الجديد الذي يقضي بتسجيل مدينة الخليل والحرم الابراهيمي الشريف على لائحة التراث العالمي التابعة لليونسكو بعد انتهاء أعضاء لجنة التراث العالمي من التصويت على ملف ادراج المدينة، ضمن الدورة الواحدة والاربعين والتي عقدت يوم أمس الجمعة في مدينة كاراكوف البولندية.
ولم يتمكن الكيان الصهيوني من اخفاء حقده وعدوانيته تجاه الشعب الفلسطيني وتراثه الثقافي، ليعتبر عبر وزارة خارجيته أن ما حدث في منظمة "اليونسكو" يوم أمس الجمعة يشكل "وصمة عار" للامم المتحدة، كما إنه ينكر التاريخ اليهودي للمدينة.
إلى ذلك قال الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية ايمانويل نحشون في تغريدة بعد تصويت اليونسكو صباح اليوم إن القرار يشكل "وصمة عار. هذه المنظمة التي لا اهمية لها تروج للتاريخ الزائف" بحسب تعبيره.
وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها الكيان الاسرائيلي قرارات الأمم المتحدة التي تتعلق بالتراث الثقافي الفلسطيني، ففي وقت سابق هاجم رئيس الحكومة الاسرائيلية ،قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، الذي اعتبر مدينة القدس محتلة ولا سيادة إسرائيلية عليها، ووصف نتنياهو هذا القرار بـ "السخيف".
وبالعودة إلى تفاصيل ادراج مدينة الخليل والحرم الابراهيمي الشريف على لائحة التراث العالمي التابعة لليونسكو، أوضحت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة خلال اتصال هاتفي مع رويترز أن نتائج التصويت في لجنة التراث العالمي خلال اجتماعاتها المنعقد حاليا وعلى مدى 10 أيام في بولندا، أن "12 دولة كانت مع القرار وثلاث دول ضد، وامتنعت ست دول عن التصويت". ووصفت القرار بأنه "انتصار كبير".
وأضافت معايعة "كانت معركة حقيقية. كان الوضع صعبا. نبارك لفلسطين عامة ولأهالي الخليل خاصة هذا الانتصار الذي لم يكن سهلا واحتاج الكثير من العمل من أجل الوصول إلى هذا النصر".
واستطردت بالقول "الخليل تستحق أن تكون تراثا عالميا، فهي مدينة يعود تاريخها إلى ستة آلاف عام. بلدة الخليل القديمة والحرم الإبراهيمي قيمة عالمية مميزة".
وخلال حديثها مع رويترز أكدت معايعة على أهمية هذا الحدث التاريخي، والذي يؤكد على هوية الخليل والحرم الابراهيمي الفلسطينية وأنها تنتمي بتراثها وتاريخها الى الشعب الفلسطيني وبذلك يتم دحض الادعاءات الإسرائيلية التي طالبت صراحة بضم الحرم الابراهيمي إلى الموروث اليهودي، بالإضافة الى حماية الحرم الابراهيمي ومحيطه من الاعتداءات الاسرائيلية والتهويد المستمر منذ فتره طويلة وذلك من خلال الحصول على ورقة دولية ضاغطه على الاحتلال بحيث يتوقف عن طمس معالم الخليل وتاريخها وموروثها الثقافي الذي يمثل ارثا استثنائيا عالميا يهم الانسانية جمعاء وليس الفلسطينيين وحدهم.
وأشارت معايعة الى الأهمية السياحية الكبيرة التي ستجنيها فلسطين من تسجيل مدينة الخليل حيث ستعمل طواقم الوزارة على ترويج الموقع، كموقع تراث عالمي يستحق الزيارة لما يحتويه من قيم وعناصر جذب سياحي بالإضافة لاستقطاب مشاريع تطويرية من خلال اليونسكو تستهدف الحفاظ على الموروث الثقافي في الخليل وتأهيل البنية التحتية السياحية وبناء القدرات في مجال الحفاظ على الموروث الثقافي.
وفي نهاية حديثها وجهت معايعة الشكر لجميع الدول التي صوتت لصالح تسجيل الخليل ولجميع الطواقم الفلسطينية التي عملت ليل نهار على تحقيق هذا الحلم فضلا على المؤسسات الدولية التي ساندت فلسطين.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة الخليل أصبحت رابع ممتلك ثقافي فلسطيني على لائحة التراث العالمي بعد القدس "البلدة العتيقة وأسوارها" وبيت لحم "مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج" وبتير "فلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس".
وتعد الخليل واحدة من أقدم المدن العريقة التي مازالت مأهولة في العالم، ويمتد تاريخها إلى أكثر من 6000عام. وهي مدينة مقدسة للديانات السماوية، وأصبحت رابع أقدس مدينة إسلاميَّة بعد مكة والمدينة المنورة والقدس، يعتبر الحرم الإبراهيميّ الشريف من أهم المعالم الحضارية المميزة للمدينة والذي منحها مكانتها المميزة عبر التاريخ.
الجدير بالذكر أن عدد السكان الذين يقطنون في الخليل يبلغ نحو 200 ألف فلسطيني، مقابل بضع مئات من المستوطنين الإسرائيليين، المقيمين في قطاع يحميه جنود إسرائيليون، ويعتبر الفلسطينيون أن الموقع مهدد بسبب الازدياد "المقلق" للتخريب الذي يطاول ممتلكات الفلسطينيين في البلدة القديمة والتي ينسبونها للمستوطنين الإسرائيليين، فيما يعتبر المسؤولون الإسرائيليون أن القرار حول الخليل يتنكر للوجود لليهودي.