الوقت - تشهد العلاقات الايرانية والعراقية في المجال الطبي تطورا ملحوظا، كان فيها للشركات والمشافي الإيرانية دور كبير في دعم المجالات الصحية والمستلزمات الطبية وبناء المستشفيات في العراق الذي يمر في ظروف استثنائية نتيجة الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي.
وفي هذا السياق أكدت وزيرة الصحة العراقية عديله حمود، الخميس، أن التعاون والتنسيق بين وزارتي الصحة الايرانية والعراقية في الوقت الراهن في مستوى عالٍ، مشيدة بدور طهران في دعم العراق طبياً في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها بغداد.
وأضافت الوزيرة حمود، في تصريح لوكالة الأنباء الايرانية ارنا، ان "التعاون في المجال الصحي بين وزارة الصحة العراقية ووزارة الصحة الايرانية على مستوى عال وهناك تبادل زيارات مابين البلدين وعلى مستوى الوزراء وقبل فترة وجيزة جدا كان معالي وزير الصحة الايراني في زيارة للعراق"، واشارت الوزيرة العراقية الى أنها وقعت مع وزير الصحة الايراني خلال زيارته الاخيرة الى بغداد على الجدول التنفيذي لمذكرة التفاهم مابين البلدين في مجالات مختلفة وأهمها في مجال الادوية والتدريب والتطوير وعلاج المرضى وغيرها من آفاق التعاون المشترك مابين وزارتي الصحة في البلدين، مضيفة انه "في ظل الظروف الاستثنائية والصعبة نجد الاستجابة دائما سريعة من قبل الاخوة في وزارة الصحة الايرانية لما يحتاجه العراق في المجال الصحي، فهم لايؤلون جهدا في تقديم كل مايتم طلبه منهم وبسرعة كبيرة من قبل وزارة الصحة العراقية".
وكان وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي الايراني حسن هاشمي وصل قبل ايام الى بغداد على رأس وفد رسمي رفيع المستوى في تأكيد على متانة العلاقات بين ايران والعراق ومن ضمنها الكثير من البرامج المشتركة في المجال الصحي والطبي، ووقع الجانبان محضر تعاون مشترك لتفعيل المحاور والبنود الواردة في مذكرة التفاهم الصحي الموقعة بين الجانبين عام 2015 .
دعم ايراني متواصل للمرافق الصحية العراقية
ولطالما أكدت طهران حرصها وسعيها الدؤوب لتطوير وتعزيز التعاون الصحي مع العراق، وانعاش مستشفيات العراق بالادوية والعلاجات في ظل الحروب التي يعيشها العراق، تأكيداً على حجم الروابط الأخوية بين الجارين، اذ ان العلاقات والروابط التاريخية التي تربط البلدين والمواقف المشتركة تدفع قدما لتعزيز تلك العلاقات وتقوية الاواصر من خلال التعاون المثمر الذي يخدم مصلحة ابناء الشعبين العراقي والايراني لاسيما في مجالات التعليم الطبي والادوية والتدريب والتطوير واستقدام الفرق الطبية الايرانية لاجراء العمليات المعقدة في المؤسسات الصحية العراقية وعلاج المرضى في ايران وتعزيز التعاون والتنسيق خلال الزيارات المليونية في المناسبات الدينية وخاصة اربعينية الامام الحسين (ع)، حيث تقوم ايران بانشاء عشرات المرافق الصحية كل عام على طول طريق المشاة بين النجف وكربلاء مزودة بكوادر طبية ايرانية تضم أكثر من 1000 طبيب من الأخصائيين في أمراض القلب وأطباء عموميين وكوادر تمريض واغاثة وانقاذ وخدمات مختبرية وتخطيط القلب لتقديم الخدمات لكل الزوار وليس للايرانين فقط.
أبواب المشافي الايرانية مفتوحة للعراقيين
وفي ظل الحرب التي يشنها العراق على التنظيمات الارهابية، ارسلت ايران أكثر من مرة عدداً من الطواقم الطبية الى العراق مجهزة بكافة المستلزمات الضرورية لعلاج المصابين في الحرب ضد داعش، كما عززت قدرات مراكزها الصحية في المناطق الحدودية مع العراق، بالاضافة الى استقبال المشافي الايرانية بشكل متواصل للجرحى العراقيين الذين يتلقون العلاج بشكل مجاني على نفقة الحكومة الايرانية، ناهيك عن عشرات الالاف من العراقيين الذين يزورون ايران بغرض السياحة الطبية كون ايران تحتل مرتبة مرموقة في كثير من المجالات الطبية لا سيما أمراض الكبد والخلايا الجذعية بالاضافة الى مشافي أمراض العيون وغيرها من الخدمات الطبية الجيدة.
مصانع أدوية ايرانية على الاراضي العراقية
كما أكدت وزارة الصحة العراقية في وقت سابق رغبتها في استيراد أدوية مصنعة من الجانب الإيراني، ضمن اتفاقات مبرمة بين الطرفين، في ظل وجود شركات إيرانية متخصصة بصناعة الأدوية، مسجلة لدى وزارة الصحة العراقية، وتنتج أدوية ناجحة وفعالة، مما يحقق مصلحة ومنفعة مشتركة للبلدين.
وتشهد العلاقات التجارية بين بغداد وطهران تطوراً ملحوظاً منذ عام2003، اذ تطور حجم التبادل بين الطرفين بشكل كبير من مليار دولار عام 2006، لتصل إلى 4 مليارات و439 مليون دولار في عام 2010 دون الأخذ بعين الاعتبار حجم المبادلات في مجال الطاقة، وارتفع هذا الرقم بشكل كبير لتصل الى 6.5 مليار دولار وهذه الارقام تشمل التبادل التجاري فقط ولا تتضمن الخدمات الفنية والهندسية التي لو احتسبت فان الرقم سيرتفع الى نحو 88 مليارات دولار وسيرتفع الى 14 مليار دولار مع الأخذ بعين الاعتبار الأعمال التجارية في مجال المشتقات النفطية، بحسب التصريحات الرسمية العراقية، التي تؤكد أن نسبة الزيادة السنوية في عملية التبادل التجاري تصل الى اكثر من ربع مليار دولار سنويا.