الوقت- علقت صحيفة الاندبندنت البريطانية على خطاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي القاه يوم الاحد في السعودية، معتبرة انه مَليء بالتعالي والنفاق وكان حصرا للترحيب بالحاضرين.
برأي الصحيفة، رغم التاكيد على ضرورة تجنب الخطابات، الا ان الرئيس الامريكي لم يفعل شيئا سوى اطلاق التصريحات المنحازة والواضحة ضد ايران، وذلك للترحيب بالسعودية التي وقّعت مع امريكا يوم السبت صفقات سلاح بمليارات الدولارات.
واعتبرت ان ترامب القادر على خلق الاخبار والمصطلحات الكاذبة، كان خطابه يوم الاحد مزيفا. فقد ادعى في البداية انه لا يريد التطرؤ الى المواعظ، ولكن خلال حديثه خاطب رجال الدين في الدول الاسلامية واشار الى النقاط التي يجب ان يتحدثوا عنها في خطاباتهم، ثم ادان "الارهاب الاسلامي"، كأن الارهاب فقط منحصر بالمسلمين. وتابع ادعائه حين اعتبر انه يقاتل في المعركة بين الخير والشر.
وجاء في التقرير ايضا ان خطاب ترامب كان مفتقدا لأي مشاعر وتعاطف، حتى انه لم يعتذر عن تصريحاته وخطاباته العرقية المبغضة للمسلمين والتي القاها السنة الماضية خلال حملته الانتخابية.
واضاف كاتب التقرير مستغربا ان ترامب حمّل ايران مسؤولية تشديد العنف الطائفي في منطقة الشرق الاوسط ولم يحملها لداعش، واعرب عن تعاطفه مع الشعب الايراني الذي وصفه باليائس والمحبط. اللافت ان هذا الكلام جاء بعد يوم واحد فقط من المشاركة الكبيرة للشعب الايراني في الاستحقاق الرئاسي.
وعلق الكاتب على رغبة ترامب بإنزواء اكبر دولة شيعية حسب قوله، وتحميلها مسؤولية عدم الاستقرار في المنطقة، وادانته ايضا لحزب الله اللبناني والشيعة في اليمن. مما مكّنه من اسعاد مضيفه السعودي برأي الكاتب.
وفي الختام اعتبر ايضا ان هناك حقيقة تم تجاهلها تماما، هي ان السعودية هي المنشأ الاساسي للمتطرفين السلفيين وان ارهابييها هم من يقتلون الابرياء وليس ايران.
سياسة ترامب تقليدية
على صعيد متصل، كانت الصحيفة قد نشرت تقريرا آخر حول زيارة ترامب الى السعودية جاء فيه: "إن السياسة الخارجية لترامب ظهرت حاليا بشكل تقليدي تماما، فزيارته الحالية تؤكد التحالفات التقليدية مع المملكة العربية السعودية وإسرائيل."
وأضافت الصحيفة أن "ضربته الجوية ضد نظام (بشار) الأسد في سوريا خلال الشهر الماضي كانت مجرد استعراض تقليدي للقوة تجاه ممثل روسيا، وذلك على الرغم من كل الضجة حول التقارب المزعوم للرئيس الأمريكي مع فلاديمير بوتين."
وتابعت ايضا: "لا يعني ذلك بالضرورة أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة ستكون متسقة، ولكن ليس هناك حتى الآن فجوة كبيرة مع ما قامت به الولايات المتحدة من قبل."
واستدركت: "ولكن هذا لا يعني أنه لابد أن نكون راضين عن رئاسة ترامب؛ فسياسته المعلنة بشأن الحمائية والانغلاق لا تصب بالتأكيد في مصلحة الولايات المتحدة وباقي العالم. ولكن في الواقع لم يكن هو (ترامب) حتى الآن الشرير الكبير ولا البطل العظيم كما تم وصفه."
واللافت ان ترامب خلال كلمته وجه حديثه للمسلمين مؤكدا على ضرورة أن تتخذ الدول زمام المبادرة في مكافحة التطرف بالمنطقة، قائلًا:"نواجه الآن كارثة إنسانية وأمنية في هذه المنطقة آخذة في الانتشار ولا تنتظروا من أن نحارب الإرهاب بدلا منكم."
الجدير ذكره ان الرئيس الأمريكي سيتوجه اليوم إلى كيان الاحتلال، في إطار جولته في الشرق الأوسط. وسيجري محادثات مع الزعماء الفلسطينيين ومسؤولين صهاينة.