الوقت- يستمر العدوان السعودي الأمريكي على اليمن منذ 25 آذار مارس من عام 2015 وحتى اليوم، عدوان حصد أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، كما شرد الملايين من الشعب اليمني داخل الأراضي اليمنية. عدوان ليس خفي على أحد في هذا العالم، بل إن أخباره تملأ الإعلام العالمي والغربي على وجه الخصوص.
عدوان بتنا نتمنى من العالم التزام الصمت حياله، فالصمت قد يكون أفضل من هذا الواقع من الدعم السافر. دعم يشتريه آل سعود باليسير من دولاراتهم النفطية.
وفي جديدة المأساة اليمنية الانتشار الغير مسبوق للأمراض والأوبئة المعدية، أمراض كانت قد انقرضت من اليمن لتعود اليوم في ظل الحصار الاقتصادي والعسكري الذي يفرضه آل سعود على الحدود والمرافئ اليمنية تحت حجة دعم الشرعية وإعادة رئيس مستقيل ومخلوع إلى سدة الرئاسة.
منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" وعبر حسابها على تويتر أعلنت أن الوضع بات مقلقا بسبب انتشار الوباء في اليمن من قلة المياه الصالحة للشرب وضعف الخدمات الصحية.
كما تحدثت المنظمة عن موت طفل يمني كل عشرة دقائق، بسبب سوء التغذية وانتشار أمراض الإسهال الحاد والعفونة الرئوية وغيرها من الأوبئة التي يمكن احتواؤها من خلال توفر الأدوية والخدمات الطبية اللازمة.
كما تحدثت اليونيسف عن معاناة 237 ألف طفل من سوء التغذية، مشيرة إلى تقديم خدمات معاينة طبية لأكثر من مليون طفل يمني، ولكنها خدمات غير كافية فالبلاد بحاجة إلى مساعدات طبية وغذائية عاجلة.
إضافة إلى ما أشارت إليه اليونيسف، تؤكد تقارير داخلية أنه ومنذ أواخر شهر نيسان أبريل الماضي، بدأ مرض الوباء ينتشر بسرعة في أكثر من 11 محافظة يمنية. وفي تصريح لمسؤول معني عن صحة الأطفال في اليمن فإن أرقام تصل لـ1671 حالة قد تم إحصاؤها، كما شوهد 21 حالة وفاة بين الأطفال بسبب هذا الوباء. ومن المؤكد أن الأعداد أكبر بكثير ولكن وبسبب العدوان السعودي وتشريد الملايين لا يمكن تقديم إحصاءات دقيقة لعدد الحالات.
كما وتؤكد وزارة الصحة اليمنية أن هذا المرض بات ينتشر بشكل مخيف، ففي العاصمة صنعاء أرقام المصابين تتزايد بشكل كبير والمشكلة التي تواجه الطواقم الطبية هو قلة الإمكانات الاستشفائية والطبابية. موجهة نداء للمنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتها وإرسال المساعدات الطبية العاجلة لمواجهة هذا الوباء المهلك.
بدورها منظمة أطباء بلا حدود أعلنت أن الأوضاع الصحية في اليمن باتت وخيمة، وأن الوباء انتشر في محافظات صنعاء، اب، ضالع، عمران، حجه ومناطق أخرى. وأكدت أن تقارير لأعضاء في المنظمة تؤكد مصرع أكثر من مئة شخص يوميا في العاصمة صنعاء بهذا الوباء.
يُذكر أن اليونيسف كانت قد عرضت تقريرا في بداية العام كشفت فيه أن العدوان على اليمن حصد أرواح ما يزيد عن 1400 طفل وأصاب 21400 آخرين بجراح. كما أشار التقرير إلى استهداف وتدمير قرابة 2000 مدرسة لم تعد مؤهلة لاستقبال التلاميذ.
كل هذه الأرقام والتقارير لم تحرك للعالم ساكن، دول تدعي الحضارة والدفاع عن حقوق الإنسان ومن ثم تغض الطرف على أخبار هذا الشعب اليتيم الذي وكل أمره لله وعقد العزم على الصبر والمواجهة حتى النصر. نصر قبل أن يكون على العدوان السعودي، هو انتصار للحق على الباطل الذي يعم المعمورة.
وبالعودة إلى العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، فهو يمنع البواخر التجارية من دخول المرافئ اليمنية، هذا الأمر أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والطبية. وفي المقابل يسهل هذا العدوان استيراد الإرهاب بكافة أشكاله وعبر قنوات جوية وبرية وبحرية. استيراد لآلاف الإرهابيين من ساحات الصراع الأخرى كسوريا والعراق عبر سفن سعودية وطائرات قطرية وأخرى إماراتية. وكل الهدف إخضاع الشعب اليمني ورده إلى العصر السعودي.
أخيرا وبالعودة إلى الواقع الصحي والغذائي وانتشار الوباء وغيرها من المآسي التي يعيشها الشعب اليمني اليوم فإن هذه الأمور تؤكد بشاعة العدوان، وعدم التزامه بعدم استهداف المدنيين والمنشآت الحيوية في البلاد. ويؤكد أيضا أن العدوان وبعد خلو محفظته من أي أهداف عسكرية بدأ بضرب المنشآت والبنى التحتية اليمنية بهدف تدميرها ورد اليمن عصورا إلى الوراء. في عملية انتقام جماعية عربية أمريكية من بلد مليء بالخيرات والثروات الطبيعية. والسبب هو الرفض اليمني الشعبي للخنوع والبقاء تحت رحمة آل سعود وبقية مشايخ وحكام الخليج الفارسي.