الوقت- فيما تستعد اللجان الانتخابية الفرنسية على قدم وساق لإجراء الجولة الحاسمة من انتخابات الرئاسة الفرنسية، يوم غد الأحد، لتحسم الصراع بين كل من المرشحين الوسطي "ماكرون" واليمينية "لوبان"، قامت بعض الجهات الأوروبية والأمريكية بتوجيه اتهامات زائفة لروسيا باختراق حملة المرشح الوسطي على غرار مافعلته مع كلينتون.
وفيما تعمل العديد من العواصم الاوروبية على منع وصول مرشحة اليمين المتطرفة "مارين لوبان" تحسبا من وقوع طلاق آخر عن الإتحاد الأوروبي المتهالك بعد بريطانيا، والترويج لمرشح الوسط "إيمانويل ماكرون" اليد الناعمة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أعلن عدد من قيادات الحزب الديمقراطي وأنصار المرشحة الخاسرة في الانتخابات الأمريكية هيلارى كلينتون عن تضامنهم مع المرشح المستقل لانتخابات الرئاسة الفرنسية "إيمانويل ماكرون" بعد تسريبات بريده الإلكتروني، متهمين روسيا بالتورط في تلك التسريبات.
وجاءت هذه المواساة الأمريكية لماكرون بعد أن حذّر موقع ويكيليكس من تسريب كبير وخطير لرسائل البريد الإلكتروني الخاصة بحملته الانتخابية، وقال الموقع: إن الحديث يدور عن مئات الآلاف من الرسائل الإلكترونية والصور والتطبيقات التى يعود تاريخها إلى فترة ما قبل 24 أبريل 2017.
وشنّ المتحدث السابق باسم المرشحة الخاسرة "هيلارى كلينتون" بريان فالون هجوما لاذعا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدونته على موقع تويتر كتب فيه: بوتين يشن حربا ضد الديمقراطيات الغربية، ورئيسنا يقف على الجانب الخطأ.
إيميلات "ماكرون" المسربة
وفي وقت سابق من يوم السبت حذّرت اللجنة الانتخابية الفرنسية وسائل الإعلام من ألا تعيد نشر المعلومات التي جرى الوصول إليها عبر عمليات تسلل إلكتروني، استهدفت حملة المرشح ماكرون. وتوعّدت اللجنة الإنتخابية في بيان كل من ينشر أو يعيد نشر المعلومات بتهمة جنائية.
الكرملين: اتهامات سخيفة
وكان قد استنكر الكرملين الثلاثاء الماضي هذه الإتهامات، مؤكدا عدم ضلوعه في أي هجمات إعلامية وإلكترونية على حملة المرشح ماكرون، إلا أن حملة ماكرون وعلى غرار حملة كلينتون تصرّ على إتهاماتها لروسيا وإعلامها بفضح مراسلات ماكرون السرية. وصرّح ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: إن الإتهامات التي وجهها ريشار فيران رئيس الحزب الذي ينتمي له ماكرون الاثنين سخيفة.
وأكد المتحدث باسم الكرملين أنه لم تكن لدى روسيا ولن تكون النيّة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى أو في عملياتها الانتخابية على وجه الخصوص.
هيستريا الإختراق الروسي
واتهم الكرملين عواصم أوروبية والحزب الديمقراطي الأمريكي بفبركة مثل هذه الإدعاءات للترويج لمرشح رئاسي على حساب آخر، قائلا: الحقيقة الواضحة أن هناك حملة هيسترية مناهضة لبوتين في بعض الدول بالخارج.
وكانت قد توجّهت أصابع الإتهام مجددا إلى مواقع إخبارية روسية مثل روسيا اليوم وسبوتنيك على أنهما نشرتا "أكثر الشائعات إساءة" عن ماكرون ومنها ما يخص حياته الشخصية وتمويل حملته. وكانت قد نفت كل من روسيا اليوم وسبوتنيك نشر "أخبار كاذبة" عن ماكرون وقالتا إن مزاعم فيران لا أساس لها.
وزعمت جهات فرنسية أن موسكو تفضل سياسات زعيمة أقصى اليمين مارين لوبن، ولاتحبّذ ماكرون، معتبرةً أن روسيا لا تميل لموقف ماكرون الداعم بشدة لأوروبا. وأن أكثر من نصف الهجمات الإلكترونية جاءت بالأساس من أوكرانيا ونظمتها "جماعة مترابطة" وليس متسللين فرادى.
بناءا على ماذكرناه آنفا يبدو أن عواصم أوروبا تعمل على تشويه سمعة لوبان التي تريد إخراج فرنسا من الاتحاد الأوروبي وتدعم سياسة روسيا في أوكرانيا، بينما يبدي المرشح ماكرون خضوعا مرضيا لأوروبا من خلال تأييد سياسات ميركل.
ويواجه الفرنسيون يوم غد الأحد خياراً صعبا بين لوبان وماكرون، فالأولى كانت قد أمضت سنوات محاولة حشد الدعم للحزب الذي أسسه والدها والذي يستند على كراهية الأجانب ومناهضة المهاجرين، والثاني يعدّ وافداً جديدا في عالم السياسة، حيث لم يشغل مناصب انتخابية قبلا، كما لا يتجاوز عمر حركته السياسية "إلى الأمام" الـ18 شهرا.