الوقت- لم تمضِ ساعات قليلة على الضربة الأمريكية لسوريا حتي بدأت أصوات الداخل الأمريكي المعترضة بالصدور تتابعاً لتبدأ عبر المنصات السياسية وتصل إلى منصات المظاهرات الشعبيّة.
الضربة التي ألقت بالرئيس الأمريكي الـ45 في أزمة سياسيّة حرجة على الصعيدين الداخلي والخارجي، على حدّ سواء، تزامنت أيضاً مع تأييد سياسي غربي وعربي أيّد ضربة "فشّة الخلق" الأمريكية.
بدا واضحاً ارتباك الرئيس الأمريكي من تبعات الضربة حيث سارع للتبرير للداخل الأمريكي أسباب الضربة، إلا أنّ ذرائع ترامب لم تقنع كثيراً من الأمريكيين الذي هاجموا ترامب من على المنصات السياسيّة، في حين قرّر بعضهم الخروج بمظاهرات ضدّ الضربة في نيوورك وشيكاغو ولوس انجلوس.
أصوات سياسيّة
على الصعيد السياسي، انتقدت عضوة مجلس النواب الأمريكي تولسي جابارد "بشدة" الضربة الصاروخية الأمريكية على سوريا، واصفةً هذا القرار بـ"قصير النظر والطائش"، معتبرةً أنَّه سيعقِّد ما وصفتها بـ"الحرب الأمريكية غير الشرعية" في سوريا.
وقالت جابارد النائبة الديموقراطية عن ولاية هاواي، في بيان: "إدارة ترامب تصرفت بلا مبالاة ودون الأخذ بالاعتبار العواقب الوخيمة لهجوم الولايات المتحدة على سوريا، ودون انتظار الأدلة من مكان الهجوم الكيميائي".
على صعيد متّصل، اعتبر الجمهوري جاستن أماش، أنه "عندما نهاجم دولة كسوريا فلا بد من وجود تفويض من الكونغرس ودعم من الشعب الأمريكي".
السيناتور الديمقراطي تيم كين وصف العمل العسكري الذي شنّه ترامب ضد سوريا بدون تصويت من الكونغرس بأنه "غير دستوري"، أيضا قال زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر: "كان لا بد لإدارة ترامب من التشاور مع الكونغرس قبل الضربة".
في السياق ذاته، أعلن عضو مجلس الشيوخ في ولاية فرجينيا السيناتور الأمريكي ريتشارد بلاك عن تعب الأمريكيين من الحرب نيابة عن دول أجنبية، وبالأخص السعودية وتركيا. وقال: من الهام بمكان أن يدرك الرئيس ترامب في أسرع وقت أن الأمريكيين تعبوا من الحرب والقتال من أجل السعودية وتركيا.
من جانبها، قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، إن على رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، صياغة استراتيجية طويلة الأمد في سوريا عقب الهجمات الصاروخية. وبيّنت الصحيفة أن الضربات الأمريكية أثارت القلق داخل الكونغرس الأمريكي، مؤكدين أن على الرئيس أن يلجأ إلى الكونغرس ويحصل على موافقته في حال رغب بتكرار الهجوم.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أنه هناك انقسام في الإدارة الأمريكية بشأن الضربة الأمريكية على سوريا.
على صعيد متّصل، كشف الجنرال الأمريكي المتقاعد مارك هيرتلينج، عن الأهداف الخفية وراء الهجوم الصاروخي الأمريكي على سوريا، موضحاً بأن الهدف نفسي واستعراض قوة أمريكي أكثر من كونه هدفا عسكريا واقعيًا، نظرًا للعدد الهائل من الصواريخ الذي تم استخدمه في عملية القصف.
مظاهرات شعبيّة
لم تتوقّف الاعتراضات على ترامب عند الحدود السياسية، بل اجتاحت الشارع الأمريكي عبر تظاهرات شملت بعض الولايات الأمريكية. فقد تظاهر عشرات الأمريكيين، أمس الجمعة، أمام برج ترامب في نيويورك، ضد الضربات العسكرية الأمريكية على مطار الشعيرات في سوريا.
وردد المتظاهرون شعارات "لا للحرب في سوريا"، و"لا نريد المزيد من الهجمات الأمريكية على سوريا".
وفي ولاية شيكاغو الأمريكية، الجمعة، خرجت مظاهرة منددة بالضربة الأمريكية على قاعدة "الشعيرات" الجوية التابعة للجيش السوري.
واجتمع مئات الأشخاص أمام برج ترامب بهدف التعبير عن رفضهم للحرب والصراعات، حيث وجّهوا دعوة إلى أمريكا بعدم التدخل في سوريا، مؤكّدين حاجة العالم للسلم.
وردّد المتظاهرون هتافات "لا نريد حربًا جديدة" و"أمريكا اسحبي يدك من سوريا" و"جميع أطفال العالم بحاجة إلى السلام"، منتقدين أوامر الرئيس دونالد ترامب، بقصف قاعدة الشعيرات.
وفي مدينة لوس انجلوس، أكبر مدن ولاية كاليفورنيا، جالت تجمعات ومظاهرات عفوية شوارع المدينة تنديدا بالضربة الأمريكية على مطار الشعيرات.
لم تقتصر الدعوات الشعبيّة ضد ترامب على أمريكا، فقد دعت منظمة مناهضة للحرب "أوقفوا الحرب" لمظاهرة في شوارع مقاطعة ويستمينستر في إنجلترا؛ احتجاجًا على الضربات الأمريكية ضد سوريا.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أمس الجمعة، فإن المنظمة التي يترأسها زعيم حزب العمل جيريمي كوربين، منذ أكثر من عقدين، دعت للاحتجاج في داونينج ستريت.
ورفع المتظاهرون لافتات مكتوب عليها: "لا لهجمات ترامب في سوريا" و"لا للدعم البريطاني" و"توقفوا عن قصف سوريا".
وفي العاصمة البوليفية لاباز، خرجت مظاهرة حاشدة ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعتراضا على توجيه ضربات لمطار الشعيرات السوري، وندد المحتجون بالغارات الأمريكية.