الوقت- قال موقع اكتيفيست بوست الأمريكي على لسان الكاتب "مات اغوريست" أن عدداً كبيراً من الأطفال السود الأمريكيين يتم الإبلاغ عن فقدانهم حيث وصل عددهم مؤخراً إلى 501 من "الأحداث" في العاصمة الأمريكية منذ بداية العام الحالي فقط، فقد أجبر هذا العدد المذهل العديد من المسؤولين الذين كتبوا رسالة لطلب مساعدة خاصة من وزارة العدل في التحقيق بهذه المسألة الخطيرة التي تجتاح المجتمع الأمريكي.
وطلبت الرسالة التي حصلت عليها وكالة أسوشيتد برس مطالبة مكتب التحقيقات الفدرالي برئاسة جيمس كومي والنائب العام جيف سيسيونس "بتخصيص الموارد اللازمة لتحديد ما إذا كانت هذه التطورات ناتجة عن شذوذ والذي يجب ان يتم معالجته".
وقال الكاتب: لقد فقد عشرة أطفال من أصحاب البشرة الداكنة في بلادنا في غضون أسبوعين، ولم يحصلوا ولو على القليل من اهتمام وسائل الإعلام، وهذا ما يبعث على القلق العميق ".
وقال الموقع: إن إدارة شرطة مقاطعة كولومبيا سجلت وفقا لتقارير منظمة "ايه بى"، 501 حالة من الأحداث المفقودين، وكثير منهم من السود أو "لاتينو"، في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، فالملف الشخصي على تويتر لقسم الشرطة بات اليوم مليئاً بصور الفتيات المفقودات السود واللاتينيات، وعلى الرغم من اهتمام المسؤولين على تويتر، إلا إن الشرطة تؤكد بشكل متناقض أنه لا يوجد شيء غير عادي وكل شيء طبيعي، حيث قالت المتحدثة باسم شرطة العاصمة "راشيل ريد": ما الذي يحدث، لقد نشرنا صورهم للتو على مواقع التواصل الاجتماعي"، ثم ذهبت الشرطة لتبديد الحديث والأقاويل عن خطف هؤلاء الفتيات وبيعهن إلى الرق من قبل الذين يتاجرون بالبشر.
ونقلت شبكة "ان بي سي" الإخبارية عن قائد الشرطة "شانيل ديكرسون" رئيس قسم الخدمات الشبابية والأسرية قوله "ليس لدينا ما يدل أو يدفعنا للاعتقاد بأن الفتيات الصغيرات فى المقاطعة يتم تهريبهن من قبل الذين يتاجرون بالبشر بأعداد كبيرة".
وقال الكاتب مستهزئاً: لاحظ كيف قال ديكرسون "بأعداد كبيرة" وهذا يعني أنه لم يستبعد حقيقة أن هناك تجارا بالبشر في المنطقة والذين ينتهكون الفتيات الصغيرات، فكيف لا وكما أشار مشروع الفكر الحر في مناسبات عديدة، أنه قد تم بالفعل القبض على بعض هؤلاء المتاجرين في العاصمة، والذين كان بعضهم رجال شرطة، حيث تعرض منزل "لينوود بارنهيل" وهو من قدامى المحاربين في قسم شرطة العاصمة، من خلال مشروع الفكر الحر في عام 2014، لحملة مداهمة بعد الحصول على مذكرة تفتيش في شقة جنوب شرق العاصمة تابعة له حيث وجدت فتاة تبلغ من العمر 15 ربيعاً والتي سبق أن اعتبرت في عداد المفقودين من قبل والديها.
وتابع الموقع بالقول: وعندما أنقذت الشرطة الفتاة قالت للضباط أنها التقت بستة فتيات أخريات داخل شقة جنوب شرق العاصمة وقالت ان تلك الفتيات كانوا يعملون أيضا بالبغاء، بما في ذلك الإعلانات المنشورة على موقع "backpage.com" كما التقط بارنهيل صور عارية للفتيات، حيث تستخدم هذه الصور في الإعلانات عن الجنس، وقد تم العثور أيضا على كميات كبيرة من الماريجوانا، وإمرأة كبيرة حيث يقول مسؤولو إنفاذ القانون إن المرآة المضبوطة تحمل أسماء الإناث الأخريات اللواتي يتم الاتجار بهن.
وحول تورط الشرطة الأمريكية في هذه الأعمال قال الموقع: إنه وفي نفس الوقت تقريبا، تعرض شرطي آخر في المنطقة للتوقيف بعد أن تبين أنه خطف عدداً على المراهقين بغية الاتجار بهم واعترف "لامين مانه" البالغ من العمر 32 سنة، بالسفر واستخدام الهاتف والإنترنت لتشغيل أعمال البغاء باستخدام اثنين من المراهقين، وقال الموقع: إنه يشعر بالقلق بشكل فعلي إزاء ما إذا كان الاتجار بالبشر عاملاً مشيراً إلى حالة اختفاء الطفلة ريليشا رود البالغة من العمر 8 سنوات والتي فقدت من مأوى للمشردين في المدينة في عام 2014، حيث عثر على حارس يعمل في الملجأ منتحراً أثناء البحث عن الفتاة.
وتابع الموقع: إنه ومنذ عام 2007، تلقى الخط الساخن الوطني لمكافحة الاتجار تقارير عن 22191 قضية تتعلق بالاتجار بالجنس داخل الولايات المتحدة، وفي عام 2016، قدر المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين أن 1 من بين 6 من الأطفال مهددين بالموت والذين أبلغ عنهم وهم من المرجح أن يكونوا ضحايا للاتجار بالجنس، حيث تقدر منظمة العمل الدولية أن هناك 4.5 ملايين شخص محاصرين في الاستغلال الجنسي القسري على الصعيد العالمي.
واختتم الموقع بالسخرية: وللأسف، يبدو أن الحكومة الأمريكية تقضي وقتا أطول بكثير في البحث عن مصنع غير قانوني أكثر مما تفعله بالبحث عن الأطفال المفقودين.