الوقت- احتلّ الرد السوري على الغارة الاسرائيلية الأخيرة، المانشيتات العريضة لأغلب الصحف العبرية، وكان المادة الأكثر تداولاً و تحليلاً على وسائل الاعلام الاسرائيلية المرئي منها والمسموع.
اذ اعترفت صحيفة يديعوت احرونوت العبرية أن "إطلاق صاروخ SA-5 هو تغير في السياسات من جانب الدولة السورية"، معترفةً أن الرئيس بشار الأسد "قوي ويشعر بالثقة، وخصوصاً بعد الانتصار في حلب والسلاح الاستراتيجي الحديث الذي زود الروس به الجيش العربي السوري".
ونشرت الصحيفة مقالاً مفصلاً حول إسقاط مضادات الجيش العربي السوري لطائرة من جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في قلب الأراضي المحتلة، معتبرة أن سلاح الجو في جيش الاحتلال الإسرائيلي، كان يعتزم ضرب أسلحة استراتيجية لحزب الله، والرئيس الأسد، أطلق للمرة الأولى صواريخ SA-5، التي تعرف أيضاً باسم "أس 200"، باتجاه طائرات "اسرائيلية".
وبينت صحيفة يديعوت احرونوت أنه "يمكن التقدير أن سلاحاً استراتيجياً حاول حزب الله نقله هو الذي تمت مهاجمته تلك الليلة داخل الاراضي السورية"، مؤكدة أن الرد السوري حصل عندما كانت الطائرات لا تزال فوق أراضي فلسطين المحتلة، مضيفة أنها "المرة الأولى التي يتم اطلاق صاروخ SA-5، ذو إمكانية الاعتراض العالية لديه ومداه الذي يصل إلى مئات الكيلومترات".
كما اعتبرت الصحيفة العبرية أن "إطلاق هذه الصواريخ، عندما كانت طائرات الاحتلال الإسرائيلية ما زالت بعيدة من الأراضي السورية، نذير شؤم ويشير إلى ارتفاع في التوتر وقابلية الانفجار”، موضحة أن “إطلاق كهذا بعد هجوم داخل الأراضي السورية يؤدي إلى صدامات تتطور إلى حرب".
بدوره أكد الخبير العسكري الاسرائيلي، نوعام أمير، أن تصدي الجيش السوري للطائرات الهجومية الإسرائيلية، قد يحد نشاط سلاح الجو والجيش الإسرائيلي في المنطقة ويزعزع قدرة إسرائيل على ضرب مواقع ما أسماه "العدو" وراء الحدود.
وأضاف أمير، لقناة "20" التلفزيونية الإسرائيلية، إن الصدام الذي وقع فجر أمس بين سلاح الجو الإسرائيلي والجيش السوري، كان تطورا دراماتيكيا يحتم على الجيش الإسرائيلي رسم مسار جديد له في ما يتعلق بأي حرب جديدة.
وأكد الخبير العسكري الاسرائيلي أن "جدية الحادث" أجبرت الجيش الإسرائيلي على إصدار بيان غير مسبوق، اعترف فيه بأنه هاجم أهدافا لم يذكرها في سوريا، وأن الدفاعات الجوية السورية تصدت لطائراته، وتابع: كسر السوريين المعادلة بهذا الشكل، قد يحد نشاط سلاح الجو والجيش الإسرائيلي في المنطقة ويزعزع قدرة إسرائيل على ضرب مواقع العدو وراء الحدود. وإن لم يستعد سلاح الجو الإسرائيلي تفوقه، فإن الأمر سينتهي بـ"تغير جذري في العلاقة بين الجيشين الإسرائيلي والسوري، حيث ما من أدنى شك في أن حادث أمس، قد أجج المواجهة".
أما المحلل السياسي والعسكري في إذاعة إسرائيل، إيال أليما أن تل أبيب "اضطرت هذه المرة للاعتراف بغارتها على الأراضي السورية لأنها تركت آثارا واضحة، حيث اطلقت صفارات الإنذار الإسرائيلية آليا، وتصدت الدفاعات الإسرائيلية للصاروخ السوري الذي لاحق طائرات تل أبيب، حتى استيقظ الإسرائيليون على صوت هذه الصفارات"، وأضاف: "في السنتين الأخيرتين شنت إسرائيل حوالي عشر غارات ضد أهداف سورية وتمكنت من التستر على ذلك أو تجاهله. أما هذه المرة، واستنادا إلى ما ذكرته، فقد اضطرت إسرائيل لتتحمل تبعات هذه العملية والمسؤولية عنها، رغم أن ذلك ليس في صالحها، حيث انتهكت المجال الجوي لدولة مجاورة واضطرت للاعتراف، ما يتيح لسوريا الشكوى لدى المنظمات الدولية