في لقاء خاص مع الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد أمين حطيط، تحدث لـ"الوقت"، عن الأهداف الكامنة وراء إرسال أمريكا قوات عسكرية لسوريا وعن مستقبل المشروع الكردي الإنفصالي في المنطقة. كما تطرق لتوضيح سياسة لعب أمريكا على الحبلين بعد الإنتصارات التي حققها محور المقاومة. فكان لنا الحوار التالي..
الوقت : قبل أيّام سمعنا عن إرسال قوات أمريكية لسوريا وبالأمس أعلن المتحدث بإسم البيت الأبيض عن إرسال وحدة عسكرية أمريكية مؤلفة من 400 جندي. برأيكم ماهي الأهداف والتداعيات المترتبة على هذا العمل؟
العميد حطيط: أمريكا تعلم أنّ سوريا وحلفائها في الآونة الأخيرة ساروا في خطٍ تصاعدي، يحصدون الإنجازات الميدانية الكبيرة. من تحرير حلب منذ ثلاثة أشهر وحتى الآن وسوريا تسجل الإنتصارات، مما حقق لها الأرجحية بالميدان، لحدٍ يمكِّنُنا من القول أنّ العدوان الذي استهدف سوريا، فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافه، كما نشاهد في ظل هذا الموضوع أنّ أرجحية اليد السورية. فتحت الأبواب أمام الحركة التفاوضية للبحث عن الحل السلمي. ولكنّ أمريكا لاتستطيع أن تدخل في حل سلمي للأزمة السورية وهي خاسرة في الميدان. لذلك نرى أنّ الأهداف الحقيقية لأمريكا في سوريا الآن هي عبارة عن أمرين. الأمر الأول: هو وقف الإنتصارات السورية التي تجعل من مهمة أمريكا في السياسة أمراً معقداً وصعباً. والأمر الثاني: هو امتلاك أوراق ميدانية تستطيع أمريكا أن تستثمرها في التفاوض حتى تحقق لنفسها مكاسب سياسية في سوريا؛ عندما يُعتمد الحل السياسي النهائي. وحتى تبلغ أمريكا هذه الأهداف، وجدت أنّ الطريق الأقصر لذلك هو إستقدام قوات عسكرية تدّعي من خلالها أنها تريد أن تحارب الإرهاب، وتدعم بعض الوحدات العسكرية المحلية مثل "قسد" وسواها، ولكنّ الحقيقة هي أنّ أمريكا تريد أن تمارس نوعاً من إحتلالٍ عسكري في سوريا. حتى تفاوض عليه لاحقاً لتحصل على مكاسب سياسية.
الوقت : برأيكم هل تأتي هذه المبادرة الأمريكية إلى جانب تحقيق مصالحها ضمن إطار دعم الأكراد بشكل واقعي في عملياتهم العسكرية التي ينوون القيام بها في الرقة وتحذير غير مباشر للاعب التركي؟
العميد حطيط: أمريكا لاتدعم هذا ولاتعادي ذاك ولايهمها الأكراد ولا الأتراك. أمريكا تعمل من أجل مصالحها فقط. فهي تستخدم الأكراد الذين أثبتوا أنهم في وضع قصور النظر السياسي والإستراتيجي. وكل ما تريده أمريكا هو تحصيل أوراق رابحة في الداخل السوري. سواء عن طريق الكردي أو عن طريق التركي فالمهم فقط أن يكون لها أوراق تلعب بها لتحقق مرابح. وبالنسبة للأكراد تعلم أمريكا وتعرف حق المعرفة أنّ هؤلاء هم جسر عبور لتحقيق الأهداف ليس إلّا، وليسوا في موضعٍ يمكّنهم من تحقيق مشروعٍ لهم في سوريا لأنّ كل الإقليم بأسره يرفض المشروع الكردي الإنفصالي الذي يحاول هؤلاء أن يطبقوه وهو غير قابل للحياة.
إعداد: عبدالسلام تقي