الوقت- بدأت صباح اليوم، الأربعاء، فعاليات القمة الآسيوية الأفريقية التي تعقد أعمالها بالعاصمة الأندونيسية جاكرتا، بمشاركة 34 رئيس دولة وحكومة وممثلين عن 80 بلدا، حيث من المقرر أن تحتفل القمة بمرور ۶۰ عاماً على تأسيس منظمة عدم الإنحياز.
وافتتح الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، القمّة التي ستناقش التعاون بين الدول الأفريقية والآسيوية، حيث أكد "ويدودو" خلال كلمته في القمة، على ضرورة إصلاح الأمم المتحدة حتى يتسنى لجميع أعضائها الاستفادة من وجودها، داعيًا إلى بذل المزيد من الجهود لتحقيق الاستقرار في آسيا وأفريقيا، مشيرًا إلى أن بلاده لن تتهاون بشأن العنف والإرهاب وانتشار الأيديولوجيات الراديكالية والمتطرفة وأنها تتصدي لذلك بالعديد من الأساليب ومنها الأمن والثقافة والقيم الدينية السمحة.
وشدد الرئيس الإندونيسي على أهمية التعاون بين القارتين، وخاصة في المجال الاقتصادي، بما يحقق مصالحهما على كافة الأصعد، معرباً عن اعتقاده بأنه يتعين على الأمم المتحدة التحرك بشكل أسرع لاحتواء أي نزاعات قبل أن يتسع نطاقها، ومن ثم كانت الحاجة إلى إصلاح الأمم المتحدة. وبشأن القضية الفلسطينية، أكد "ويدودو" ضرورة دعم ميلاد دولة فلسطينية حرة وإنهاء احتلالها، مشيرًا إلى أن فلسطين هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي مازالت مستعمرة.
من جانبه اشار الرئيس الإيراني حسن روحاني - رئيس حركة عدم الانحياز في دورتها الحالية - في كلمته بالقمة الآسيوية الأفريقية ان منطقتنا تشهد كل يوم ارتكاب مجازر وحشية لاهداف غير مشروعة. واضاف الرئيس روحاني ان إيران سعت لاستصدار قرار من الامم المتحدة بعالم بلا عنف وقال: آن الأوان لكي نخطوا خطوة عالمية ضد العنف والإرهاب. ولفت الى أن المفهوم الرئيسي لمكافحة الإرهاب هو ضمان كرامة الانسان، وتابع: يجب أن لا يكون الاسلام مستهدفا باسم مكافحة الارهاب، كما يجب أن نتصدى لأنشطة تجنيد الارهابيين مشددا على ضرورة مواجهة ثقافة الارهاب والتشدد في العالم. واشار الى ان الظروف المؤلمة في سوريا واليمن اثبتت عدم جدوى الحل العسكري واستطرد القول: من مسؤولية المجتمع الدولي الدفع نحو الحلول السلمية في المنطقة ونحن مستعدون للتعاون مع الدول العربية بهذا الشأن. واكد ضرورة مكافحة الفقر والتخلف في المنطقة من خلال طرح قيم اساسية وتعزيز العلاقات بين الدول الاسيوية والافريقية.
على صعيد متصل دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الدول الآسيوية والأفريقية إلى مواصلة روح "باندونغ" والعمل معا لتعزيز بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية جمعاء. وقدم شي جين بينغ في خطابه أمام القمة آسيوية- أفريقية بجاكرتا، اقتراحاً من ثلاث نقاط حول تحقيق هذه الرؤية العظيمة بما يتفق مع روح باندونغ العريقة والمتمثلة في التضامن والصداقة والتعاون والتي قال إنها مازالت تحافظ على أهميتها وفعاليتها في الوقت الحاضر. وذكر الرئيس الصيني أن النقطة الأولى تكمن في تعزيز التعاون الآسيوي - الأفريقي، مقترحا أن تسعى الدول في القارتين إلى تحقيق تنمية مشتركة تقوم على الكسب المتكافئ ومواءمة إستراتيجتها التنموية وترجمة تكاملها الاقتصادي إلى قوة محركة للنمو المشترك. وأضاف أن النقطة الثانية تكمن في توسيع التعاون بين بلدان الجنوب، مشيرا إلى أن الدول النامية، التي تواجه مهام متشابهة تتمثل في تسريع التنمية وتحسين مستوى معيشة الشعوب، بحاجة إلى تضافر القوى والسير للأمام معا.
ومن ناحية أخرى، دعا الرئيس الصيني أيضا الدول الآسيوية والأفريقية إلى تدعيم التعاون مع الدول النامية في أمريكا اللاتينية وجنوب الباسيفيك وغيرها من المناطق. وذكر شي أن النقطة الثالثة تكمن في تعزيز التعاون بين الجنوب والشمال، مؤكدا أن التعاون بين المعسكرين النامي والمتقدم ينبغي أن يرتكز على الاحترام المتبادل والمساواة. وأضاف الرئيس الصيني أنه لواجب ملزم على الدول المتقدمة أن تساعد في تعزيز تنمية نظيراتها النامية وتضييق الفجوة بين الجنوب والشمال. وقال إنه يتعين على الدول المتقدمة الوفاء بتعهداتها بتقديم مساعدات وزيادة مساعداتها للعالم النامي دون ربط ذلك بشروط سياسية.
إلى ذلك، أكد الملك الأردني عبدالله الثاني في كلمتة، أن "على بلداننا أن تكون رائدة في إشراك الشعوب، وتوفير الفرص الجديدة للشباب، وإعطاء الجميع مكانتهم في مجتمع يعيش بسلام". وأضاف عبدالله الثاني: "لقد لعب التضامن الآسيوي الأفريقي دوراً حيوياً في الدفع ببلداننا إلى الواجهة لتصبح قوة يُشهد لها على الساحة الدولية، وعلينا أن نستثمر ذلك لنبني المستقبل الذي تتطلع إليه وتستحقه شعوبنا، مستقبل يجعل من هذا الإقليم منطقة سلام وازدهار توحد العالم وتغيره نحو الأفضل".
ومن ناحية اخرى يلقي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي كلمة امام القمة ستتم متابعتها عن كثب قبيل خطاب متوقع في وقت لاحق هذا العام في الذكرى الـ 70 لانتهاء الحرب العالمية الثانية.
والمؤتمر الذي يستمر لخمسة ايام، تضمن اجتماعاً وزاريا الاثنين وقمة اعمال الثلاثاء. وينتهي المؤتمر الجمعة حيث يتوجه القادة الى باندونغ لاحياء ذكرى التجمع الاساسي. ومن المتوقع أن يصادق القادة المشاركون في القمة التي تستمر يومين على وثيقة "إعلان فلسطين"، حيث قالت وزيرة الخارجية الإندونيسية رينتو مارسودي في كلمتها في افتتاح اجتماع وزراء خارجية الدول المشاركة في قمة حركة عدم الانحياز الاثنين، إن اندونيسيا تدعم سعي الفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة. وقد دعا رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله أمس زعماء الدول المشاركين في القمة الأفريقية الآسيوية في جاكرتا إلى مساندة مساعي الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة.
وكان الحمد الله قد أكد سابقاً في كلمته أمس الثلاثاء إن "إعلان فلسطين سيشدد على التزام دول آسيوية وأفريقية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة داخل حدود عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية. كما يدين الأعمال الوحشية الإسرائيلية ضد شعبنا وأرضنا ومواردنا". وأضاف: "أنا هنا لأعبر عن تعهد الشعب الفلسطيني بالسلام وعدم استخدام العنف على رغم العدوان الإسرائيلي. القيادة الفلسطينية والشعب لا يزالان على التزام بالسلام وعدم استخدام العنف مع إسرائيل بموجب قرارات الأمم المتحدة ومبدأ حل الدولتين".