الوقت - عقد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، مساء اليوم الثلاثاء مؤتمرا صحفيا بمشاركة وسائل الاعلام المحلية والأجنبية اجاب خلاله على أسئلة الصحفيين مباشرة، وفيما يلي أهم ما جاء في هذا المؤتمر.
وأكد الرئيس روحاني خلال كلمة ألقاها في بداية المؤتمر، أن إيران لا تسعى لامتلاك أسلحة دمار شامل، مفندا ما يُقال عن مساعي إيران لامتلاك هذا النوع من الأسلحة.
وتطرق روحاني الى تطبيق الاتفاق النووي (خطة العمل المشترك) حيث قال: "إن بعض الدول الكبرى وبصورة خاصة أمريكا، تعرقل تنفيذ الاتفاق النووي، ونحن كنا نتوقع هذا منذ البداية (..) من الواضح أن الخصم لن يُسَخِر جميع جهوده من أجل تنفيذ الاتفاق".
مؤتمر آستانة
وخلال رده على أسئلة الصحفيين، قال الرئيس روحاني: "إن الملف السوري مهم جدا، ونحن سعداء لحصول اتفاق لاعلان الهدنة"، واعتبر روحاني أن الهدنة خطوة ايجابية قامت بها الحكومة السورية وبعض الجماعات، مؤكدا أن الهدنة لا تشمل جميع الحركات المسلحة، حيث أنها لن تشمل الحركات الإرهابية أي جبهة النصرة وتنظيم داعش. مضيفا: "يجب أن نحافظ على استمرار الهدنة وألا نسمح باشتعال الحرب مجددا".
ولفت الرئيس روحاني الى أن إيران، روسيا وتركيا قد بذلوا جهودا كبيرة لعقد مؤتمر آستانة، إن أساس الحوار في هذا المؤتمر سوري-سوري؛ حيث "ستتفاوض الحكومة السورية مع الجماعات المعارضة التي حملت السلاح وقاتلت ووافقت على الهدنة".
وشدد روحاني على أن: "جهودنا تتركز من أجل ان تكون آستانة الخطوة الأولى لا أخيرة".
وفي معرض رده على سؤال حول العلاقات الإيرانية السعودية قال روحاني: "إن سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي تعزيز العلاقات مع دول الجوار (..) السعودية بدأت المشكلة عندما شنت حربا على بلد جار بلا مبرر، وما تزال هذه الحرب مستمرة بلا مبرر. وإن انهاء السعودية لهذه الهجمات على اليمن ودعم الإرهاب أفضل للمنطقة ولها".
وساطات لحل الخلاف بين إيران والسعودية
واضاف الرئيس روحاني: "قمنا بمفاوضات ومحادثات مع السعودية في السابق، وبعد اعدام الشيخ النمر وحادث السفارة قطعت السعودية العلاقات مع إيران من جانب واحد، ونحن لم نكن نرغب بقطع العلاقات". لافتا الى أن: "منذ ذلك الحين وحتى الآن توسطت بلدان مختلفة بين إيران والسعودية، منها الكويت والعراق، وإذا أردت ذكر الأسماء فإن اكثر من 8 دول فاتحتنا في الموضوع".
وعبر روحاني عن امله بحل الخلافات الإيرانية السعودية جذريا مشددا على أن: "إيران لا تريد التدخل في شؤون السعودية، ولا تريد أن تلغي الدور السعودي في المنطقة"، مستدركا: "يجب على السعودية ألا تقصف جارها المظلوم وألا تتدخل في شؤونه، وللأسف يستخدم الارهابيون الأموال السعودية".
وتابع: "نأمل أن تتخذ السعودية القرار الصحيح ونحن مستعدون لمساعداتها في تسوية ملف اليمن والشؤون الاقليمية، ومستعدون لتوفير الاستقرار والوحدة في المنطقة كافة من خلال التعاون مع السعودية.
مستقبل الاتفاق النووي في عهد ترامب
وفي معرض رده عن سؤال حول الاتفاق النووي خلال عهد الرئيس الامريكي ترامب، قال روحاني: إن الرئيس الأمريكي المنتخب، ترامب، أبدى امتعاضه من الاتفاق النووي معتبرا أنه لم يكن اتفاقا جيدا، وقد استخدم عبارات مختلفة للتعبير عن ذلك وكانت في غالبها شعارات؛ أنا استبعد أن يتغير شيء عمليا، لأن الاتفاق ليس ثنائيا".
وتابع روحاني: "عندما يدخل ترامب البيت الأبيض فإنه لن يستطيع القول: أنا أحب هذا أو لا أحب ذلك. ولا معنى لاعادة التفاوض، التفاوض كان مقدمة للاتفاق وقد استغرق التفاوض مدة طويلة حتى توصلنا لاتفاق".
وأكد روحاني: لن تكون هناك أي مفاوضات حول الاتفاق النووي، لقد تفاوضنا واتفقنا وانتهى الأمر؛ وقد تحول الاتفاق الى شبه وثيقة دولية.
الهدنة في سوريا بجهود إيران، روسيا و تركيا
وحول ما إذا كان مؤتمر آستانة سيؤدي لاستمرار الهدنة في سوريا، قال روحاني: إن الهدنة أقرت عبر جهود إيران، روسيا وتركيا وتابع إذا كانت الدول الثلاثة قادرة على اقرار وقف لاطلاق النار في حلب وفي كل سوريا مع الجماعات المقاتلة، فهذا يعني أن البلدان الثلاثة تتمتع بالنفوذ وتستطيع لعب دور في هذا المجال.
وتابع: البلدان الثلاثة مستعدة للتفاوض، وهذا يعني أن الخطوة الاولى كانت ناجحة وآتت أكلها، وإن القوى الأخرى التي كانت تنشط في سوريا سابقا، لن تشارك في آستانة حيث أن ممارسات بعضها كانت سلبية وساعدت الارهابيين.
واختتم روحاني بالقول: نأمل أن يحقق مؤتمر آستانة النجاح في الخطوة الاولى وأن تستمر هذه العملية وأن تعقد اجتماعات عديدة حتى التوصل لنتيجة، وإن ما ترغب به إيران هو استمرار الهدنة ونجاح المفاوضات من أجل متابعة الحرب على الارهاب أي داعش والنصرة والجماعات المرتبطة بها.