الوقت- استراتيجيات انتقائية وسيناريوهات دموية في إطار الصراعات الاقتصادية والمنافسات السياسية ومحاولات مد النفوذ من أجل الحصول على الثروات وتاسيس الدول وحكومات ضعيفة عند الحاجة خاضعة لاجنداتها وتأمين ممرات لغرض فرض الارادات والسيطرة على الخيرات والمصالح وتشكيل الدول والحكومات التابعة والذيلية وتأمين منافذ وممرات لنهب الثروات وتقاسم امكانيات الشعوب المهضومة والمحرومة التي تعيش على كنوز من الذهب والمعادن. علينا ان نستشعر حجم الخطر الذي يهدد السلم العالمي، لم يبق احد بعيداَ عن شظاياه وشرارته، محاولات لا تنم إلا عن نيران حاقدة وتحتاج الى عمل فعال لتجفيف منابعه بتحالفات شريفة تخرج بنتائج عملية ملموسة وواضحة ونوايا صادقة وليست على حساب النفوذ وفرض المشاريع الجديدة التوسعية تحت خيم الذل التي لم تجلب إلا العار والشنار .
ويبدو أن الغدر تحول عند بعض قادة الدول الى مفهوم سهل للوصول الى الاستبداد المخيف الذي يسبب شكلا من أشكال الرعب ولا يفهم هؤلاء إلا الدم والقتل والسلب وطمس الحضارات الدينية والانسانية لأنهم ببساطة جهلاء يريدون فرض مفاهيمهم التي لا يعرفون معانيها، يكتبونها بأقلام من دم المظلومين، لا بفرشة الحب، او الوان السعادة، يتسابقون نحو الشر بدل الخير، كما تدعو اليه الاديان السماوية السمحاء وأمرت بها وتحت ذريعة حماية الممرات المائية وليرهبوا البشرية ويبعدونهم عن الدفاع عن حقوقهم والمقدسات بحماية دول الاستبداد الديني المصدرة والمنتجة للإلحاد والافكار الهدامة والناشرة لقوى الضلال والتكفير والبعيدين عن قيم السماء والارض .
ان قوى الشر والموت من جوف عقائد الجهل اصبحوا مطايا يقادون وفق رؤاهم الضيقة , بعقول تعشق الخراب والعبث وتتقن فنها، للوصول لغايات آنية قذرة, والتي باتت تعبث فساداً في اليمن وتحرق اليابس والاخضر وتزرع الحقد الطائفي وهي بعيدة عن القيم الربانية والانسانية. واليوم تتجدد افكار القاعدة تحت تسميات جديدة بعد ان ضاقت عليها الارض، تمارس أشكالا مختلفة من العنف والتطرف وتنتهك المقدسات الاسلامية والمسيحية وغيرها من الاديان وتجاهر بالفظائع التي ترتكبها. فهذه التنظيمات مهما تباعدت أجندتها وطروحاتها وانتماءاتها لها منبع واحد وهو المال الخليجي .
لقد قادت السعودية والحكم السلطوي الوراثي المستبد فيها، هذه الحرب على اليمن لشعورها بقرب الزلزال الذي لاح في الافق ويقرع ناقوس الخطر ليزلزل عروشهم فسعت الى إقناع بعض الدول لمساندتها واشترت ذمم البعض الاخر، والغريب اننا لم نشاهد تحالفاً من قبل للدفاع عن المقدسات او للدفاع عن المظلومين. لقد ترك هذا التحالف قضايا الامة الجوهرية والمصيرية كقضية العراق وسوريا وليبيا بحماية الجامعة العربية والتي وقفت صم بكم امام المد التكفيري المجرم واليوم تصدر قرارات تفتقر الى اليات عمل وتحمل صبغة عقائدية تشم منها رائحة طائفية نتنة تزكم الانفاس، وملامحها أخذت تتوضح للتصفية المذهبية .
هذا المشروع المبيت للمنطقة مظلة استعمارية للسيطرة على الشريان الاقتصادي(باب المندب) ولاستيطان القواعد العسكرية، ويعز عليها ان ترى اليمن يعيش ببحبوحة من العزة والكرامة. التحالف ورقة ضغط عسكرية - سياسية تستخدمها القوى الغربية حيث ما شاءت، بالتعاون مع بعض الدول الاقليمية، متى ما خدمت مصالحها الأنية وأولوياتها السياسية، في حين أن هذه الدول نفسها لم تتورع أن تكون راعية لبعض التنظيمات الإرهابية وممولة لها وحاضنة لنشاطها إذ وجدت في هذه التنظيمات نشاطاً يخدم مصالحها ورؤيتها والسير وفق ما يخدم خططها. لقد أغرقت اليمن في أتون حرب لا تنتهي وإبادة شعبه وقتل نسائه والرقص على جثث اطفاله وتبقى نافذة الدم ابوابها مفتوحة ينفذ بأدوات عربية وبغطاء امريكي وانطلاقاً من انها توفر ارضية استراتيجية لمواجهة التهديدات المشتركة المتمثلة بإيران ومحور المقاومة والممانعة .
ان ما يسمى بعاصفة الحزم ليست اول حرب يتعرض لها الشعب اليمني في تاريخه. بينما تعتبر اول حرب يخوضها الخليج بشكل مباشر وهي حرب منحت الشرعية الكاملة للقوى الوطنية واللجان الشعبية والجيش اليمني لكي يدافع عن بلده وكرامته وقد يكون الرد في الوقت المحدد والمكان المحدد اقوى واشد والذي لا يعلم عنه احد وهو ما يزيد الشكوك حول امكانية طول مدة الحرب والصراع الذي قد يستنزف الدول المشاركة في الحرب وتخسر امكانياتها في إعادة الحوار الى الطاولة من جديد بعد الانزلاق الخطير في سياسة جامعة الدول العربية وفشلها في إدارة الازمات العربية. عاصفة الحزم هي نهاية مؤكدة لاستقرار السعودية ودول الخليج الفارسي ولن يقدر المجتمع الدولى ان يمنحها السلام والامن والامان ابداَ بعد ان انتزعتها من اليمن السعيد كوطن مستقل وشعبه وشبابه يطمح في إقامة دولة كريمة ذات سيادة ترفض التدخلات الخارجية في شأنه .