الوقت- قالت صحيفة لوس انجلس تايمز على لسان الكاتبة " لينا اغراوال" اليوم السبت: ان الرئيس الامريكي باراك أوباما وجه يوم الخميس عقوبات جديدة بحق روسيا بحجة انها تتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث قامت امريكا بطرد عدد من الدبلوماسيين المشتبه بهم كما فرضت قيود مصرفية على خمسة أشخاص وأربع منظمات زعمت الادارة الامريكية أنهم متورطون.
واتهمت وكالة الاستخبارات المركزية "سي اي ايه" روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية 2016 وذلك باختراق شبكات الكمبيوتر للحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وقالت الصحيفة ان امريكا لديها تاريخ طويل من محاولة التأثير على الانتخابات الرئاسية في بلدان أخرى حيث انها فعلت ذلك ما لا يقل عن 81 مرة بين عامي 1946 و 2000، وفقا لقاعدة بيانات جمعها مركز العلوم السياسية "دوف ليفين" من جامعة كارنيجي ميلون، ولا يشمل هذا العدد ماقامت به امريكا من دعم الانقلابات العسكرية وجهود تغيير الأنظمة في أعقاب انتخاب مرشحين لا تريدهم امريكا، لا سيما تدخلها في إيران وغواتيمالا وتشيلي.
وتابعت الصحيفة نقلها عن مركز الدرسات بالقول ان عملية التدخل في الانتخابات هي "عمل مكلف والذي يهدف إلى تحديد نتائج الانتخابات لصالح واحد من الطرفين"، هذه الأفعال، التي نفذت في سرية تشمل تمويل الحملات الانتخابية لأحزاب معينة ونشر معلومات مضللة وتدريب السكان المحليين من جانب واحد فقط في مختلف الحملات مما يساعد جانب واحد في تصميم المواد الدعائية الخاصة به، وتقديم أو سحب مساعدات أجنبية.
وتابعت الصحيفة بالقول انه وفي 59 بالمئة من هذه الحالات، فان الجهة التي تلقت مساعدات تمكنت من الوصول إلى السلطة.
وقالت الصحيفة في مثال على التدخل الامريكي في الانتخابات ان الانتخابات العامة التي جرت في إيطاليا عام 1948 هي مثال مبكر على التدخل الامريكي في عملية الانتخابات حيث ساندت امريكا الحزب الديمقراطي المسيحي بما في ذلك تقديم "أكياس من المال" لتغطية نفقات الحملة بشكل سري، حيث تم ارسال خبراء للمساعدة في إدارة الحملة، إضافة إلى دعم مشاريع "لحم الخنزير" واستصلاح الأراضي، والتهديد العلني بإنهاء المساعدات الأمريكية لإيطاليا إذا تم انتخاب الشيوعيين.
وقالت الصحيفة نقلاً عم مركز ليفين للدراسات أن التدخل الامريكي ربما لعب دوراً هاماً في منع انتصار الحزب الشيوعي، وليس فقط في عام 1948، ولكن في سبعة انتخابات اجريت في ايطاليا لاحقاً.
ونقلت الصحيفة عن "توماس كاروثرز" خبير السياسة الخارجية في معهد كارنيجي للسلام الدولي خلال الحرب الباردة، قوله ان الدافع الرئيسي في تورط الولايات المتحدة في الانتخابات الخارجية هو احتواء الشيوعية"، وقال "إن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى الحكومات اليسارية منتخبة، ولذلك انشغلت في كثير من الأحيان في شنها محاولات للتأثير على الانتخابات في بلدان أخرى".
وقال الصحيفة انه وفي انتخابات نيكاراغوا عام 1990، سربت وكالة المخابرات المركزية معلومات عن فساد مزعوم من قبل الماركسية إلى الصحف الألمانية، حيث استخدمت المعارضة هذه التقارير ضد المرشح السانديني دانيال اورتيغا، والذي خسر أمام مرشح المعارضة فيوليتا تشامورو، وفي تشيكوسلوفاكيا في العام نفسه، قدمت الولايات المتحدة تدريب وتمويل للحملة الانتخابية لحزب فاتسلاف هافل التابع لسلوفاكيا لأنه خطط لأول انتخابات في البلاد بعد انتقاله من الشيوعية.
وتابعت الصحيفة بالقول بان امريكا حاولت أيضا التأثير على الانتخابات الروسية، في عام 1996، في رئاسة الرئيس بوريس يلتسين حيث قامت امريكا بضرب الاقتصاد الروسي، حيث أيد الرئيس كلينتون حينها قرض بقيمة 10 مليار دولار من صندوق النقد الدولي مرتبط بخصخصة وتحرير التجارة وغيرها من التدابير التي من شأنها أن تحرك روسيا نحو اقتصاد الرأسمالية حيث استخدم يلتسين القرض لتعزيز دعمه الشعبي، وفقا لتقارير وسائل الاعلام في ذلك الوقت، انه استخدم المال للإنفاق الاجتماعي قبل الانتخابات، بما في ذلك دفع الأجور المتأخرة والمعاشات التقاعدية.
وتابعت الصحيفة بالقول انه وفي الشرق الأوسط، أكدت الولايات المتحدة على دعم المرشحين الذين يحققون اهدافها، حيث انه وفي عام 1996، سعت امريكا لتحقيق إرث رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين بوساطة كلينتون الذي أيد صراحة شمعون بيريز، حيث انه وعقب عقد قمة سلام في منتجع شرم الشيخ لزيادة دعمه الشعبي دعي لاجتماع في البيت الابيض قبل شهر من الانتخابات.
وفي عام 1999، وفي جهد أكثر دقة للتأثير على الانتخابات، ارسل كلينتون كبير الاستراتيجيين جيمس كارفيل لتقديم المشورة لمرشح حزب العمل "ايهود باراك" في الانتخابات ضد نتنياهو.
وقالت الصحيفة انه وفي يوغوسلافيا، قامت امريكا وحلف شمال الاطلسي بقطع الزعيم الوطني واليوغوسلافي الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش عن النظام الدولي من خلال العقوبات الاقتصادية والعمل العسكري، في عام 2000، أنفقت الولايات المتحدة ملايين الدولارات من المساعدات للأحزاب السياسية، والتي شملت تكاليف حملة وسائل الإعلام المستقلة، وكانت التمويل وبث المعدات المقدمة إلى أحضان وسائل الإعلام المعارضة عاملا حاسما في انتخاب مرشح المعارضة فويسلاف كوستونيتشا رئيسا ليوغوسلافيا.