الوقت- أثار قرار مجلس الامن الدولي الأخير بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غضب وسخط نتنياهو بشكل كبير، ما كشف عن العلاقة المتوترة أصلاً بين الكيان الإسرائيلي وأمريكا التي طالما كانت تستخدم حق الفيتو ضد القرارات التي لاتتماشي مع الكيان الإسرائيلي في مجلس الأمن".
وتجلى غضب نتنياهو، بأن قامت وزارة خارجيته باستدعاء سفراء عشر دول من أصل 14 دولة صوتت لقرار مجلس الأمن الذي اعتبر المستوطنات في الأراضي الفلسطينية غير شرعية، هذه الدول هي بريطانيا والصين وروسيا وفرنسا ومصر واليابان وأوروغواي وإسبانيا وأوكرانيا ونيوزيلندا.
فماهي الاسباب الرئيسية الكامنة وراء هذا الغضب:
السبب الاول: قبل هذا فقد كان الانتقاد الرئيسي للكيان الاسرائيلي من قبل الامم المتحدة هو بناء المستوطنات في فلسطين المحتلة، التي لم يكن اي منها موجود في الأراضي المحتلة قبل عام 1967، وتعتبر هذه المسألة بالغة الاهمية، لانها تضع حدا وبشكل دائم للمستوطنات الاسرائيلية التي لطالما سعى الكيان الاسرائيلي لبنائها وجلب اليهود اليها لتبديل ديموغرافية الاراضي الفلسطينية، وعلى الاخص بيت المقدس التي لطالما قال عنها اوباما بانها ستبقى مناطق اسرائيلية.
اما السبب الاخر: والذي يعتبر الاكثر تهديداً لنتنياهو هو ان قاطني المستوطنات وبعد قرار الامم المتحدة قد يتم استدعائهم الى المحاكم الجنائية الدولية.
وطبقا لما تم سرده أعلاه فان هذا القرار يعد من اكثر القرارات التي تعتبر ضد الکیان الاسرائيلي من قبل الامم المتحدة في السنوات الأخيرة لا بل وانه في الواقع من أكثر القرارات أهمية، حيث ان أمريكا التي تعتبر من الداعمين الرئيسيين للكيان الاسرائيلي هي من دعمت وتبنت القرار في مجلس الامن الدولي.
يذكر ان نتنياهو كان قد قال، في كلمة له خلال حفل إطلاق برنامج لتطوير المجتمع والاقتصاد في منطقة الجليل: إن "رد فعلنا على قرار مجلس الأمن بشأن الاستيطان عاقل وصارم ومسؤول وطبيعي وضروري للتعبير عن رفضنا للقرار".
وأضاف، في التصريحات التي نشرها مكتبه عبر بيان رسمي: "من المهم أن نواصل ردنا على هذا القرار، حتى لو كانت هناك محاولة أو محاولتان للنيل منّا خلال الشهر المقبل".
وتابع: "لكن لا بديل لرد الفعل الصارم لأنه يخلق الأرضية لتعامل آخر معنا لاحقاً، لذلك وصف احتجاجنا بأنه حرب عالمية هو أمر سخيف، دول العالم تحترم الدولة القوية التي تصر على مواقفها".
وأوعز نتنياهو لوزرائه، خلال جلسة للحكومة، أمس الأحد، بتجنب اللقاء أو الحديث مع مسؤولين ودبلوماسيين من الدول التي أيدت القرار المناهض للاستيطان في مجلس الأمن، خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.