الوقت- كانت للزيارات الاخيرة التي قام بها عدد من المسؤولين السعوديين لسد النهضة في أديس أبابا العاصمة الأثيوبية صدى واسعاً في وسائل الاعلام المصرية وبين الشخصيات السياسية حيث صعدت مصر لهجتها الإعلامية والسياسية ضد السعودية وإتهمتها بالإستفزاز السياسي.
فبحسب ما نقلت صحيفة "الوطن"، عن الاعلامي "هاني رسلان" نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية، قوله إن "زيارة مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي أحمد الخطيب، إلى سد النهضة الإثيوبي، لها بعد سياسي، وإشارة إلى القاهرة، بأن المملكة دخلت في مرحلة جديدة من العلاقات، وأنها تجاوزت الخطوط الحمراء كافة، وتقف مع أديس أبابا في قضيتها ضد القاهرة"، وفق وصفه.
وأضاف أن زيارة الوفد السعودي وصلت إلى مرحلة الانتقام، ردا على تفسير الرياض أن السيسي تخلى عن السعودية في مواقفها ضد النظام السوري، وهو تفسير غير عاقل وغير متزن ويعكس حالة من اليأس وفقدان البوصلة بحسب قوله.
وأكد رسلان أن الخطوة التي اتخذتها المملكة نحو تعزيز العلاقات مع إثيوبيا في قضية بهذه الخطورة، وتمس كل الشعب المصري، تشير إلى أنهم لا يقدرون المواقف بشكل صحيح، وأن تحركاتهم غير محسوبة، وأنهم فقدوا الاتزان خاصة مع سياسة محمد بن سلمان، التي تتسم بالرعونة في تناول القضايا الخارجية، وفقاً لما قاله.
وأتت تعليقات رسلان بعد أن قام المستشار بالديوان الملكي للعاهل السعودي، وزير الصحة السعودي السابق، أحمد بن عقيل الخطيب، بزيارة سد النهضة، أثناء تواجده بالعاصمة أديس أبابا.
الدكتور طارق فهمي: زيارة الخطيب لإثيوبيا مكايدة سياسية ضد مصر
اما صحيفة "فيتو" فقد نقلت عن الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، قوله إن زيارة وفد سعودي برئاسة المستشار في الديوان الملكي أحمد بن عقيل إلى إثيوبيا توالتي ضمنت سد "النهضة" تأتي في إطار المكايدة السياسية ضد مصر، خاصة في ظل الخلافات مع إثيوبيا، بسبب سد النهضة.
وأضاف فهمي أن الزيارة تمت منذ ثلاثة أسابيع من قبل رئيس وزراء إثيوبيا إلى السعودية، بالإضافة إلى دور أشهر رجال الأعمال السعوديين، وهو محمد حسين العمودي، باستثماراته في إثيوبيا، مستدركا: "لكنني لست واثقاً من قيام السعودية باستثمارات كبيرة هناك لأنها تعاني من مشكلات مالية"، وتابع: "مساعي التقارب بين القاهرة والرياض توقفت بعد زيارة السيسي للإمارات، وتمسك الموقف المصري بدواعي الأمن القومي".
معصوم مرزوق: المضايقات السعودية لابد أن يرتقي عنها العمل العربى مهما كان الخلاف
ومن جهته، اعتبر مساعد وزير الخارجية السابق والقيادي بالتيار الشعبي، معصوم مرزوق، أن زيارة مستشار ملك السعودية، وإطلاق شارة بدء التعاون الزراعي، وفي مجال الطاقة، يعد مظهرا من مظاهر دبلوماسية المكايدة، مشيرا إلى أن هذه المضايقات لابد أن يرتقي عنها العمل العربي مهما كان خلاف الدولتين.
وأكد "مرزوق" في تصريحات صحفية، أن العلاقات بين مصر والسعودية تحتاج إلى مراجعة، وليس إلى صب النار على الزيت وهنا يأتي دور العقلاء في البلدين لتفعيل دور الدبلوماسية لترطيب العلاقات، وحل نقاط الخلاف، وفق قوله.
سعيد حساسين: "أسمع كلامك أصدقك.. أشوف أفعالك أتعجب"
بدوره استنكر عضو مجلس النواب سعيد حساسين، زيارة مستشار العاهل السعودي إلى سد النهضة، متسائلا: "السعودية عاوزة ايه؟".
وأضاف حساسين، لدى تقديمه برنامج "انفراد"، عبر فضائية "العاصمة": "هل زمن الوحدة العربية انتهى؟"، مردفا أن السفير السعودي في القاهرة دائما ما يشيد بالعلاقات المصرية السعودية، ولكن السعودية تفعل عكس ذلك، قائلا: "أسمع كلامك أصدقك.. أشوف (أرى) أفعالك أتعجب".
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، علاء يوسف، بأن الزيارة تأتي تلبية لدعوة من الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، بهدف بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، في إطار انفتاح مصر على أشقائها الأفارقة، وحرصها على تدعيم التعاون والتنسيق معهم في جميع المجالات.
جمال زهران: السعودية تصر على تهميش الدور المصري
إما الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، فقال ان السعودية ما زالت تمارس ضغوطا على مصر لعدة اعتبارات منها الإصرار على تهميش دور مصر الإقليمي والدولي، وهو ما ظهر خلال زيارة رئيس وزراء أثيوبيا للرياض.
وأضاف زهران في تصريح خاص لـ"بوابة القاهرة"، أن السعودية تريد مصر تابعة لها وهو ما يتعارض مع السياسات المصرية منذ حكم الرئيس جمال عبدالناصر.
النائب محمد عبد الله زين الدين: مصر لن تهتز لافعال السعودية
علق النائب محمد عبد الله زين الدين، وكيل لجنة النقل والمواصلات، بمجلس النواب ونائب إدكو عن محافظة البحيرة، على زيارة الوفد السعودي لسد النهضة الإثيوبي، قائلا: إنها زيارة غرضها الأساسي استفزاز مصر.
واستنكر النائب، قيام السعودية بمثل هذه الأفعال غير الحكيمة بسبب خلاف في وجهات النظر، مؤكدًا على أن مصر لن تهتز لمثل هذه الأفعال كما أنها ليست بحاجة لدولة أخرى لمساعدتها في حل أزمتها مع إثيوبيا.
وأضاف النائب أن الخطوة التي اتخذتها المملكة بتعزيز العلاقات مع إثيوبيا في قضية بهذه الخطورة الحساسة مع مصر تشير إلى أن السعودية لا تستطيع تقدير المواقف بشكل صحيح، وأن تحركاتها غير محسوبة و غير دقيقة، موضحًا أن هذه الزيارة ستفتح مجالًا جديدًا للخلاف بين مصر والرياض وستزيد من توتر العلاقات.
يذكر ان زيارة الخطيب لإثيوبيا هي الثانية لمسؤولين سعوديين خلال أيام، بعد زيارة لوزير الزراعة السعودي عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، فيما تتخوف القاهرة من تأثير السد على حصتها السنوية من مياه النيل "55.5 مليار متر مكعب".