الوقت- لا يكاد يعلن الجيش السوري والحلفاء مدينة حلب آمنة بشكل كامل، حتى تتناهل منشورات النواح الإلكتروني من قبل الجهات الداعمة للإرهاب على مواقع التواصل.
هذا يوم يختلف عن باقي الأيام التي مرّت بها حلب، المدينة التي أنهكها إرهاب المسلحين من ضمن "جيش الفتح" و"جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" وغيرها من التنظيمات الارهابية المبعثرة على الأراضي السورية، فاليوم باتت حلب موحدة تتفيأ تحت أجنحة العلم السوري الذي عاد ليرفرف على قلعتها الأثرية.
وعلى الرغم من إصرار الجيش السوري وحلفائه وعلى رأسهم "روسيا وايران" بأن يتم تأمين خروج المدنيين من حلب الى مناطق تحددها الدولة، تجنبا لوقوع أي خطأ خلال تطهير المدينة من الإرهابيين، إلا أن مسلحي الفصائل الإرهابية أرغموا سكان المناطق المحررة على البقاء فيها ليذوقوا المصير الذي سيلقونه أنفسهم، متخذين منهم درعا بشرية وسلعا إعلامية يستعلونها لتأجيج الرأي العام الدولي على الجيش السوري والحلفاء، لنرى تكالب القنوات الخليجية على ترويج ماتزعمه على شاشاتها "رسائل الاستغاثة التي يرسلها الأهالي من الداخل إلى العالم".
إلا أن المبادرات التي يقوم بها الجيش السوري والحلفاء في حلب، من قبيل تأمين المدنيين وتقديم المساعدات لهم، وعدم المساس بكرامتهم "لا عن قريب ولا عن بعيد"، كانت خير دليل على حسن نيّة الدولة السورية وحلفائها في إعادة الأمن والسلام لأهالي مدينة حلب.
عشرات آلاف التغريدات من قبل شيوخ السلفية ودعاة الطائفية تستعرض مدى النفاق الذي يتّبعه دعاة حماية الانسانية هؤلاء، فتناهلت خلال الأيام الأخيرة حملة من النواح الإلكتروني والدعوات السلفية لدول الخارج لدعم إرهابيي حلب، لقد نجحوا في مخططهم الظلامي بتلفيق المآسي الإنسانية خدمة لمآربهم السياسية ولتأنيب الضمير العالمي بحجة مايجري للمدنيين من ظلم وقتل في حلب تحت وسوم ملفقة من قبيل "#حلب تحترق، #حلب_تستغيث #حلب_تباد"، وغيرها من الوسوم الأخرى التي لاتبت للواقع بصلة، بل إنها تشوه الواقع بكل وقاحة.
هاهنا نرى بعض المغردين والمستخدمين لمواقع التواصل الإجتماعي من المؤيدين للفصائل الإرهابية في حلب بدأوا بالنعيق على هزيمة قادتهم، ناهيك عن أن البعض حمّل قادة التنظيمات الإرهابية مسؤولية الهزيمة التي تعرضوا لها، مطالبين بمحاسبة قادتهم وقتلهم قبل أن يفرّوا من المدينة التي ملّت إرهابهم، ليشهد أهالي حلب حقيقة مايسمى "قادة وعناصر ثوار حلب" الذين تنكروا بملابس منقبات متسللين بين المدنيين الخارجين من أحياء حلب الشرقية، خوفا من وقوعهم بأيدي الجيش السوري والحلفاء.
من يتابع القنوات المغرضة وصفحات الفتنة الخارجية على مواقع التواصل، سيرى مقدار خيبة الأمل التي أصابت هذه القنوات وحزنهم على فشل مخططاتهم في سوريا.
لن تنفعهم دموع التماسيح التي يذرفونها، فحلب اختارت العودة الى أحضان وطنها، ولن ينجّيهم هذا التباكي المسرحي على جثث الأطفال والنساء والشيوخ من الذين أرغموهم على البقاء في أحياء المدينة الدامية من الجرائم التي ارتكبوها بحقّ هذه المدينة وأهلها.
وبعد سيطرة الجيش السوري على أكثر من 98 بالمئة من هذه الأحياء، يحاول إرهابيو الفصائل إطالة عمر المعارك شرقي حلب لإبعاد قدرهم المحتوم، ولكنهم أدركوا أنه لايوجد لهم سوى خيار من اثنين لا أكثر فإما أن يسلموا أنفسهم للجيش السوري ليقذف بهم عبر الحافلات إلى ادلب، وإما عليهم القتال حتى الموت حيث لامؤزرات تذكر ولا حتى وعود بفك الحصار عنهم بعد الآن.
والمصادر تؤكد أن خيار الإرهابيين في حلب كان الإنسحاب والتسلل عبر غطاء المدنيين، حيث أكد مسؤولون في فصائل المعارضة، يوم الثلاثاء 13 كانون الأول، أن اتفاقًا لوقف إطلاق النار بدأ الليلة، بضمانات روسية - تركية، على أن يتم إجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق حلب على دفعات، خلال الساعات القادمة. وجاءت موافقة موسكو على لسان المبعوث الروسي في الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، الذي أكد أنه جرى التوصل إلى اتفاق يسمح لمقاتلي الفصائل الارهابية بمغادرة حلب.
يذكر أن أغلب المتبقين في شرق حلب، وعددهم نحو 50 ألفًا، يُتوقع أن يغادروا المناطق الخاضعة لسيطرة "الجيش الحر". كما أكد مسؤول في حركة "نور الدين الزنكي"، أن اتفاقًا لإجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق حلب تم برعاية روسية - تركية، على أن يدخل حيز التنفيذ خلال ساعات.