الوقت - فجّرت سلسلة الإنتصارات الأخيرة التي حقّقها الجيش السوري مرفقا بالحلفاء على عدّة محاور في مدينة حلب، الأمل بين السوريين على مواقع التواصل الإجتماعي.
حيث اكتظت مواقع التواصل خلال اليومين السابقين من قبيل "فيسبوك" و"تويتر" وغيرها، بكلمات الفرح والتهنئة من قبل رواد هذه المواقع، متوجهين بها الى جميع المشاركين في معركة استعادة حلب من قوات الجيش السوري والحلفاء بمن فيهم الروس والايرانيين وحزب الله.
وبينما تواصل القوات السورية والحلفاء تقدمها الميداني على محور حلب الغربي، وتمكنها من تحرير الأحياء القديمة للمدينة التي كانت معقلا رئيسيا لإرهابيي جيش الفتح (النصرة سابقاً)، واصل رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداول منشوراتهم التي حثّت على تحرير المدينة بأسرع مايمكن، مثمنين جهود الجيش السوري وحلفائه في تحرير المدينة، مترحمين على أرواح الشهداء الذين فدوا أنفسهم في سبيل القضاء على الإرهاب في ثاني مدن سوريا أهمية وكبرا.
هذا ونالت أنباء مطالبة "جبهة النصرة" الارهابية عناصرها بالإنسحاب من خلال معبر الكاستيلو في حلب، أهمية خاصة بين رواد مواقع التواصل، حيث اعتبر المستخدمون قرار الجبهة الارهابية دليلا على انتهاء المعركة في حلب لصالح الجيش السوري وحلفائه.
في حين رأى البعض أن توسّل الأمريكيين من أجل فرض هدنة جديدة في حلب، ليس سوى دليلا آخرا على إفلاس الإرهابيين والوضع الحرج الذي أصبحوا فيه.
وعلى الرغم من أن انتصار الجيش السوري في حلب لم يمرّ عليه أكثر من يوم واحد حتى الآن، سارع العديد من أهالي حلب من الذين هجّروا قسرا من قبل المسلحين بالإستفسار عن إمكانية عودتهم الى منازلهم التي أخرجوا منها مرغمين، معربين عن أملهم في العودة سرعان مايتم تحرير المدينة بالكامل.
أما عن الإرهابيين فقد واصلوا شنّ هجماتهم الإرهابية، معلنين عن بدء حملة انتقامية تستهدف المدنيين والعسكريين دون استثناء. فقد انهالت يوم الخميس قذائف صاروخية قصفها الإرهابيون على حي "حلب الجديدة" بالقرب من جمعية البيئة والمقبرة الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية دون وقوع أي إصابات.
بينما قام تنظيم جبهة النصرة الارهابي عصر الأربعاء بإعدام ١٧ مسلحا بتهمة التخاذل، لاسيما بعد محاولاتهم للفرار من أيدي إرهابيي التنظيم وتسليم أنفسهم للجيش السوري الذي منحهم فرصة كبيرة للتراجع وعدم التورط بهجمات التنظيم الارهابية.
كما ذكر مصدر بارز في حلب على مواقع التواصل الاجتماعي، عن حدوث حالة كبيرة من التوتر بين المسلحين المتبقين داخل الأحياء الشرقية لحلب، مؤكدا أن جميع الأهالي ينتظرون دخول القوات السورية الى كامل الاحياء لتحريرهم من الفصائل الإرهابية.
في غضون ذلك، قامت قوات الجيش السوري والحلفاء بإجلاء المدنيين من أحياء باب الحديد وقاضي عسكر ومناطق أخرى بعد سيطرتها عليها ونقلهم الى مراكز إيواء غرب حلب، تحسبا من وقوع هجمات انتقامية من قبل المسلحين تستهدف هؤلاء المدنيين. لاسيما بعد انسحاب الإرهابيين من هذه المناطق إلى أحياء المعادي والصالحين لتتم بذلك محاصرتها بشكل كامل من قبل القوات السورية والحلفاء.
هذا ووجّهت قيادة الجيش السوري برقية الى أهالي شرق حلب، حذّرتهم بها من الإحتياط من المسلحين، وعدم الانصياع لأوامرهم، حيث أنهم سيطلبون من الأهالي الخروج بأعداد كبيرة، ليتسنى لهم دسّ انتحاريين بين المدنيين. ودعا الجيش السوري الأهالي الى التواصل مع الجهات الأمنية والعسكرية المختصة لتحديد المعابر النظامية، ليخرجوا بأعداد قليلة لا تتجاوز 20 شخص.