الوقت- في إطار مشروعهم الرامي إلى إجهاض ثورة الشعب اليمني ومنعه من تحقيق أهداف الثورة، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء أمس الجمعة تفجيرات إرهابية دامية استهدفت جموع المصلين أثناء أدائهم صلاة الجمعة. هذه التفجيرات الإرهابية التي تبناها تنظيم داعش الإرهابي في بيان نشرته بعض المواقع التي توصف بالجهادية استهدفت مسجدي الحشحوش وبدر في صنعاء وراح ضحيتها ما لا يقل عن 140 شهيداً بالإضافة إلى أكثر من 350 جريحاً. من بين شهداء هذه المجزرة إمام وخطيب جامع بدر والأستاذ في كلية القانون والشريعة في جامعة صنعاء المرجع الزيدي العلامة الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري.
هذه التفجيرات جاءت استمراراً للحملة المسعورة التي تستهدف قيادات ورموز الثورة اليمنية والتي لم يكن آخرها اغتيال القيادي البارز في حركة أنصار الله اليمنية وعضو اللجنة الثورية الصحافي والناشط الحقوقي عبد الكريم الخيواني بالقرب من منزله في صنعاء. اغتيال القيادي الخيواني لم يكن العمل الإجرامي الأول الذي يستهدف قادة الحركات الثورية ومن ضمنها حركة أنصار الله ، حيث شهدت الفترة الماضية استهداف قادة ورموز عدة لهذه الحركة منهم فيصل الشريف ومحمد الشامي وغيرهم.
المتحدث باسم حركة أنصار الله محمد عبد السلام اتهم أمريكا بالوقوف وراء هذه التفجيرات عبر دعمها لعناصر تنظيم داعش الإرهابي وقال "إن الاعتداءات التي تجري في اليمن تأتي نتيجة النشاط الاستخباري الأمريكي... وأمريكا تقوم بتحريك عناصر داعش وبتسليحهم" ، كما وجه القيادي في حركة أنصار الله الاتهام للسعودية "بدعم تنظيم القاعدة في جنوب اليمن".
محمد عبد السلام كان قد أشار سابقاً إلي وقوف أيادٍ خارجية وراء عملية اغتيال القيادي في أنصار الله عبدالكريم الخيواني وقال "إن هناك دولاً تتحرك "لخلط الأوراق في اليمن، ودفن كل من ممكن أن يعارضها بالرأي او بأي موقف كان". لافتاً إلى أن "الذين لا يملكون القدرة على مواجهة المشاريع السياسية والثورية، يلجأون للقتل والاغتيال إلا أنّنا لا يمكن أن نقبل بأي شروط تأتي تحت سياسات الترهيب أو الترغيب" على حد تعبير عبد السلام.
عمليات الاغتيال والتفجيرات هذه قابلتها الأحزاب والحركات اليمنية بالشجب والاستنكار الوسيعين حيث أدانت كل من حركة أنصار الله، التجمع اليمني للإصلاح، الحزب الاشتراكي اليمني، حزب المؤتمر الشعبي، التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وحزب التجمع الوحدوي وغيرها هذه العمليات الإرهابية ووصفتها بأنها تأتي في إطار استهداف اليمن دولة وشعباً وثورة.
إلى ذلك خرج عشرات الآلاف من اليمنيين في مسيراتٍ حاشدةٍ في محافظات عدة في اليمن منها محافظات صعدة والحديدة وذمار رفضاً للاغتيالات ولإثارة الحروب والنزاعات.
المسيرات التي دعت إليها اللجنة الثورية العليا نددت بجريمة اغتيال الصحافي عبد الكريم الخيواني وطالب المشاركون فيها بسرعة ملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة كما أكدوا استمرار الثورة حتى استكمال جميع أهدافها مؤكدين رفضهم جميع أشكال التدخل الإقليمي والدولي في الشأن الداخلي لبلدهم.
هذه التفجيرات وعمليات الاغتيال الإرهابية والتي يرجعها الكثير من المتابعين للشأن اليمني إلى ضيق ذرع الدول الخارجية وخصوصاً دول مجلس التعاون وعلى رأسهم السعودية من ثورة الشعب اليمني، وخشيتهم يمناً مستقلاً ذا سيادة يخرج عن سربهم. لن تثني الشعب اليمني ولن تحول بينه وبين الوصول بثورته إلى بر الأمان، وهو الذي قدم الكثير الكثير من التضحيات لإنجاز هذه الثورة والخروج باليمن من عصر الذل والتبعية إلى عصر الاستقلال والحرية والإرادة الوطنية. هذا الشعب سيستمر في ثورته ومسيرته ولن يسمح لأتباع الخارج وشذاذ الآفاق إضاعة دماء الشهداء الذين سقطوا لأجل هذه الثورة.