الوقت- بهمة عالية وعزيمة ثابتة واصل الجيش العراقي مدعوما بقوات الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر عملياتهم العسكرية واضعين نصب اعينهم تحرير كامل التراب العراقي من رجس الارهابيين .هذا المرة كانت محافظة صلاح الدين وتحديداً مدينة تكريت وقضاء طوز خرماتو والمناطق المجاورة مسرح العمليات الأهم لما تحمله هذه العملية من أبعاد استراتيجية واسعة فيما بات يعرف ببدء المرحلة الثانية من تحرير المحافظة.
سبق العملية الضخمة التي يشارك فيها حوالي 30 الف جندي ومئات العربات والدبابات وناقلات الجند اشارة البدء من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي القائد العام للقوات المسلحة، الذي أعطى الأوامر لقوات الجيش للشروع بعمليات تحرير محافظة صلاح الدين من سيطرة تنظيم داعش الارهابي، داعيا "المغرر بهم" والذين أخطؤوا في السابق إلى إلقاء السلاح مضيفاً ان :"هذه هي الفرصة الأخيرة لهم للالتحاق بالقوات العراقية من أجل تحرير مدنهم وإذا أصروا على البقاء.. سينالون الجزاء العادل.. أما إذا انحازوا إلى الشعب فأنا أعدهم بأنه سيتم التنازل عما قاموا به سابقا".
سير المعارك في محافظة صلاح الدين:
في التفاصيل الميدانية للمعارك الضارية التي تخاض في تكريت، التي تبعد نحو 40 كيلومترا شمال سامراء، نجحت القوات الامنية في محاصرة المدينة ، من جهات ثلاث.
ويعتبر المحور الاول بحسب المصادر الامنية يتمثل بالمحور الجنوبي في مستشفى تكريت، والثاني المحور الغربي، أما المحور الثالث فهو الشمالي الذي يبدأ من تحرير حي الطين وحي القادسية وكلية التربية. وشرعت القوات العراقية على اثر ذلك ب التقدم باتجاه مركز المدينة.
حيث نجحت القوات المهاجمة بتحرير المزيد من المناطق شرقيَ تكريت ووصلوا الى مركزِ الدور وضَيّقوا الخناقَ على الارهابيين، وذلك بعدَ تحريرِ مناطقِ البوطلحة والبورياش المحاذية لقضاءِ طوزخورماتو. كما سيطرَ الجيشُ على الطريق الرابط بين طوز خورماتو وتكريت والطريق بين تكريت ومحافظة كركوك.
وفي هذا السياق اكدت مصادر عراقية أنّ القوات الامنية المشتركة تمكّنت من تحرير عدد من المناطق بين محافظتي صلاح الدين وكركوك. وأوضحت أنّ قوة مشتركة من الحشد الشعبي وابناء العشائر حرّرت مناطق المعيبدي ومبارك الفرحان والبوسعيد شرقي المحافظة, وقطعت الطريق الرابط لداعش بين مدينتي تكريت وكركوك. واكد مصدر امني أنّ القوات المشتركة فتحت ممرا يؤدي الى منطقة البوعجيل.
وفي الدور، سيطرت القوى الامنية المختصة على أول بلدة في القضاء، بعدما سيطروا على أكاديمية الشرطة من الجنوب، وحي القادسية والطين والبو عبيد من الشمال. كما حرّرت مدينة الدور وسبع قرى محاذية لمحافظة صلاح الدين ضمن المرحلة الاولى للعمليات العسكرية فيها, وفي وقت سابق استعادت القوات العراقية السيطرة على حقلي علاس وعجيل النفطيين شمالي المحافظة.
أما في مدينة سامراء، فقد فتح الجيش ساتر الخط الأول للتنظيم ودمر 12 مركبة بمن فيها من مسلحين بمعارك عنيفة على مشارف المدينة.وأكدت المعلومات أن القوات العراقية والحشد الشعبي تمكنوا من تحرير مناطق البو فراج والعباسية وطريشه شمال سامراء من تنظيم "داعش"الارهابي.
من جانبه قال قائد عمليات سامراء اللواء الركن عماد الزهيري، إن قوة أمنية مشتركة من القوات العراقية والحشد الشعبي تمكنت من تحرير ثلاثة مناطق ضمن قضاء سامراء. وأفاد عماد الزهيري مقتل وإصابة العشرات من عناصر تنظيم "داعش" في تلك العمليات. وصرح مصدر أمني في عمليات دجلة، أن قوة أمنية مشتركة قتلت 3 انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة قرب منطقة مطيبجة جنوب سامراء. في غضون هذه التقدمات السريعة التي يحققها الجيش العراقي والقوات المساندة له تكمنت فرق الهندسة العسكرية من تفكيك 150 عبوة ناسفة في أطراف تكريت.
عملية تحرير اخرى في الأنبار:
وفي موازاة العملية في محافظة صلاح الدين أعلنت قيادة عمليات الجزيرة والبادية في محافظة الأنبار غربي العراق عن بدء عملية عسكرية كبيرة لأستعادة السيطرة على مناطق جبة وكبيسة في البغدادي التي تقع على مسافة 90 كيلومترا غرب الرمادي مركز محافظة الانبار ومنطقة البوحياة في حديثة التي تبعد بمسافة 140 كيلومترا غرب الرمادي، وتمكنت من قتل 16 من مسلحي تنظيم داعش الارهابي.وأصبحت هذه القوات قاب قوسين او أدنى من استعادة منطقة الميسريه شرق البغدادي وأجزاء واسعة من ناحية جبة التابعة لقضاء حديثة غربي الأنبار.
وتحدثتْ أنباءٌ عن حربِ شوارعَ في حيِ القادسية شماليَ المدينةِ حيثُ تتمركزُ قيادةُ تنظيم داعش الارهابية و وحلفاؤُها من عصاباتِ حزبِ البعث بقيادةِ الهارب عزة الدوري فيما أكدت المعلومات عن تراجع المجاميع الارهابية إلى الخطوط الخلفية بعد أن شنت القوات العراقية هجوما واسعا ضد مواقعها.
العملية مستمرة بجهود أبناء العراق
في سياق متصل أكد مصدر أمني رفيع المستوى في قيادة عمليات سامراء في محافظة صلاح الدين قد أشار إلى بدء هجوم القوات الأمنية والحشد الشعبي وأكثر من 2000 متطوع من مقاتلي العشائر السنية من مدن بيجي وسامراء والدجيل، لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت ، الواقعة على بعد 150 كيلومترا شمال العاصمة بغداد،فضلا عن مدن وبلدات أخرى فيها. ويقول مراقبون ان مشهد التلاحم الشعبي مع المؤسسة العسكرية بقواتها المختلفة يعتبر اكبر تجسيد للوحدة الوطنية، التي ثبتتها وقائع الميدان بعيدا عن الرهانات الخاسرة. وتعكس النجاحات الميدانية حقائق ثابتة، اولها عدم جدوى التحالف الاميركي الذي يستعرض بالجو منذ شهور، وأن من يتخذ هذا التحالف حليفاً فسيبشر بطول مدت التحرير هذا أن تحقق ،حيث قالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إن واشنطن لا تقدم أي مساعدة جوية للعملية . كما يؤكد حقيقة قالها العراق بمؤسساته وشعبه وهو يثبتها اليوم في قدرته على استرجاع زمام المبادرة، على الرغم من المواقف السياسية وتصريحات المشككين في الداخل والخارج، كما تؤكد تلك التطورات قوة وعزم بغداد على محاربة الارهاب.
اذاً وبناءاً على سير هذه المعارك كما تحدثنا سابقاً فان القوات المهاجمة مدعومة بغطاء جوي عراقي، لا يفصلها عن مركز تكريت من جهة الجنوب الا كيلومترا واحدا، بالموازاة سجل حدوث حالات هروب جماعي لقيادات داعش، بينما صور الارهابيين القتلى تتحدث عن نفسها.وعليه ان الانتصار في معركة تكريت من شأنه اعادة الحسابات وتثبيت المعادلات وتسقط الرهانات على قدرة تنظيم داعش الارهابية كورقة ضغط للحصول على مكاسب شخصية وتفتيت وحدة العراق.