الوقت – يوما بعد يوم تنجلي السياسات الخبيثة التي يتبعها آل سعود ضد الشيعة في داخل السعودية وفي المنطقة حيث باتت أصوات الشجب والإستنكار لهذه السياسات تتعالى حتى من قبل الصحافة الغربية التي تصرف الرياض اموالا طائلة لشراء أصواتها، وفي جديد المواقف قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في تقرير لها يوم الأربعاء إن العداء ضد الإقلية الشيعية في داخل السعودية يتزايد، وهو ما يظهر جليا على مواقع التواصل الإجتماعي وفي خطب رجال الدين السعوديين.
واضافت الصحيفة الأمريكية : تتهم السعودية إيران بشكل دائم في إثارة التوتر الطائفي في المملكة، لكنها في الوقت ذاته تصف مواطنيها الشيعة على منابرها الرسمية والتعليمية بنفس الألفاظ التي يستخدمها تنظيم داعش في وصف تلك الطائفة، مثل الرافضة، الهراطقة ومقاتلو الزرادشتية.
وتابعت وول ستريت جورنال: ان السعودية تدعم وتروج تفسيرا متطرفا عن الإسلام يعتبر الشيعة مرتدين وهذه الرؤية تجاه الشيعة موجودة في أوساط الكثير من الجماعات المتطرفة المسلحة.
وأضافت الصحيفة الامريكية: مع وصول الملك سلمان الى الحكم في السعودية دخلت العلاقات الايرانية السعودية مرحلة من التوتر الشديد فالسعودية قد بدأت هجماتها على اليمن منذ قرابة 18 شهرا في حين تقوم الرياض بإتهام ايران باستمرار بأنها تتدخل في شؤون الدول العربية لزعزعة الأمن في المنطقة.
ان المواقف الرسمية للسلطات السعودية خلال السنتين الماضيتين قد زادت الخلافات الطائفية في هذ البلد وأججت الشعور المناهض للشيعة في الشبكات الإجتماعية والرأي العام السعودي وكذلك في الخطابات التلفزيونية ومنابر رجال الدين.
ان المفتي العام في السعودية قد وصف مؤخرا الشيعة بالكذابين الذين يريدون زعزعة أمن العالم الإسلامي وقد نقلت وكالة الأنباء السعودية هذه التصريحات لكن مكتب المفتي السعودي لم يفندها.
وقد أشارت الصحيفة الأمريكية إلی تدهور العلاقات السعودية الإيرانية واعتبرت إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي آية الله الشيخ نمر النمر في كانون الثاني/يناير، وما تلا ذلك من أحداث وقطع العلاقات السعودية الايرانية ووقوف الأمير السعودي تركي الفيصل في اجتماع زمرة منافقي خلق الإرهابية في باريس نماذج لهذا التدهور والتوتر في العلاقات.
وقالت الصحيفة انه في الوقت ذاته، يعتبر تنظيم داعش مسؤولا عن مجمل الهجمات الإرهابية الـ 30 التي أصابت السعودية واستهدف منها مناطق الطائفة الشيعية، مما دفع السلطات إلى زيادة القوات الأمنية هناك وهو ما أشاد به القادة الشيعة، وفقا للصحيفة، لكن هؤلاء القادة يتوقعون في الوقت نفسه من المسؤولين السعوديين منع انتشار المشاعر المناهضة للشيعة والتي تزداد انتشارا وعمل المزيد لوقف التوتر الطائفي.
ويقول "محمد الجبران" وهو أحد الناشطين الشيعة في منطقة الإحساء في المنطقة الشرقية من السعودية: عندما تصفون الشيعة في جرائدكم بالروافض أو الطابور الخامس وعملاء وأدوات ايران في السعودية من الطبيعي جدا ان يكوّن الرأي العام إنطباعا عدائيا عن الشيعة.
ان القوانين السعودية تقول بأن تأجيج الخلافات الطائفية يمكن ان يتسبب بملاحقات قضائية وقد أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية ان المسؤولين السعوديين يريدون تطبيق القانون بهذا الصدد لكن مراقبة الكتابات المتطرفة (المناهضة للشيعة) التي تنتشر في الشبكات الإجتماعية السعودية تعتبر أمرا صعبا بالنسبة للمسؤولين السعوديين!
وتقول وول ستريت جورنال ان المسؤولين السعوديين قد سعوا الى إخماد إحتجاجات القادة والناشطين الشيعة بعد إعدام الشيخ النمر وقد إعتقلوا في شهر مارس الماضي أحد العلماء الشيعة وهو الشيخ حسين الردحي الذي هاجم سياسات النظام السعودي في أحد خطاباته وأعلن دعمه وتأييده لحزب الله لبنان، والمعروف ان السلطات السعودية تضع حزب الله في قائمتها للجماعات الإرهابية.
يذكر أن محكمة في الرياض تنظر حاليا في قضية لـ 30 سعوديا جرى اعتقالهم منذ عام 2013، متهمين بالتجسس لصالح إيران، ومحاولة نشر التشيع، وسبق لمحامي الدفاع عن هؤلاء طه الحاجي أن قال ان موكليه لم يحصلوا على محاكمة عادلة وان محاكمتهم كانت مسيسة بشكل فاضح في ظل توتر العلاقات بين السعودية وإيران.
وتم استدعاء الحاجي في آذار/مارس إلى التحقيق من قبل السلطات السعودية، ليهرب بعدها من السعودية متجها إلى ألمانيا حيث تقدم بطلب اللجوء السياسي.