الوقت- غطى المشهد السوري وتطوراته صدارة الصحف العالمية. فيما تساءلت العديد من الصحف عن جدوى التوغل التركي، أبرزت أخرى حجم النفاق الأمريكي المُتمثل في براغماتية واشنطن تجاه حلفائها، لا سيما تركيا والأكراد. كما احتل موضوع إستعادة داريا من قِبَل النظام السوري، محور بحثٍ تحدَّث عن بداية إعلان إنتصار النظام في سوريا. فيما اعتبرت إحدى الصحف، حلب، نموذج الفشل الأمريكي الإستراتيجي. هذه المواضيع بالإضافة الى تطورات الإنتخابات الأمريكية، نذكرها موجزةً في هذا التقرير.
فايننشال تايمز: التوغل التركي ومحاولة احتواء الأكراد
أشارت صحيفة فايننشيال تايمز، في مقالٍ للكاتب "ديفيد غاردنير" إلى أن توغل الجيش التركي في سوريا، هدفه تذكير واشنطن بقيمة أنقرة الحليفة الأمريكية في الناتو. لكن ذلك لا يعني انتهاء التصادم التركي مع الغرب. وهو ما يجعل أردغان يخاطر بالقتال على أكثر من جبهة واحدة، بحسب تعبير الكاتب. فيما يُعتبر التصادم الأمريكي التركي، إحدى تلك الجبهات، والتي تختلف فيها أنقرة وواشنطن على تسليم فتح الله غولن. كما أن الإتحاد الأوروبي، هو الجبهة الثانية بعد أمريكا والذي تعتبره تركيا خائناً للعلاقة الهادفة لضم تركيا الى الإتحاد. كما باتت الجبهة الروسية الإيرانية اليوم، حاجة لأنقرة من أجل إعادة المصلحة في الأزمة السورية. كما تساءل الكاتب حول قدرة أنقرة، مقارعة الجميع الى جانب التمرد الكردي، والذي يُعتبر أحد المُعضلات الكبيرة لتركيا.
فورين بوليسي: براغماتية أمريكا بين تركيا والأكراد
أشارت صحيفة فورين بوليسي، في مقال للكاتب "هنري باركي" الى براغماتية واشنطن في التعاطي مع كلٍ من الأكراد وتركيا. وهو ما عبَّرت عنه الخطوة التركية من خلال عملية جرابلس، والتي تُمثل نقلة نوعية في السياسة التركية، ومثال تعاونٍ جديد بين أنقرة و واشنطن. وهو ما توقَّف عنده الكاتب بالقول بأن أمريكا هي نفسها التي كانت المتهم بإنقلاب تركيا الفاشل، والتي تتهمها أنقرة بدعم طموحات حزب الإتحاد الديمقراطي، تقوم اليوم بإرضاء تركيا. فعلى الرغم من وجود تحالفٍ أمريكي كردي في سوريا، فإن المقاتلات الحربية الأمريكية، وفَّرت غطاءاً جوياً للقوات التركية لعبور الأراضي السورية. وهو ما تزامن مع زيارة جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي، لمنع التدهور في العلاقات التركية الأمريكية.
الإندبندنت: ما جدوى التدخل التركي في سوريا؟
أشارت صحيفة إندبندنت، في مقال للكاتب "باترك كوكبيرن"، الى أن السجل التركي في الحرب السورية منذ خمس سنوات كان كارثياً، في ظل سعي أنقرة لإسقاط النظام والقضاء على القدرة الكردية المُتنامية في الشمال السوري بدعمٍ أمريكي. وتساءل الكاتب عن السبب الحالي للهجوم، ومدى نجاعته، وإن كان يمكن القيام به ضد تنظيم داعش الإرهابي. في حين شكَّك الكاتب بإمكانية سماح واشنطن أو موسكو لتمادي تدخل تركيا في سوريا!
نيويورك تايمز: حلب رمز الفشل الأمريكي
أشارت صحيفة نيويورك تايمز في مقال للكاتب "روجير كوهين"، الى أن حلب، هي رمز الفشل والتراجع الأميركي. وقارن الكاتب بين ما حل بمنطقة "سيراييفو" وما يجري الآن في حلب. مؤكداً بأن دور أمريكا والناتو قبل عشرين عاماً في سيراييفو، كان أفضل، وأدى لرفع الحصار الصربي والوصول لشبه سلامٍ كامل في البوسنة. فيما تحدث الكاتب عن القواسم المشتركة بين المدينتين، حيث تتمتعا بتنوُّع مذهبي وديني، الى جانب الصبغة الثقافية. في حين كان المدنيين بحسب رأيه الضحايا الأكبر.
وعلَّق الكاتب على دبلوماسية أوباما الفاشلة مع روسيا. وهو ما جعل القوة الأمريكية تفقد هيبتها، حيث باتت روسيا سيدة الميدان وتفرض المعادلات من سوريا الى أوكرانيا. فيما أكد الكاتب أن سياسة أوباما خلال سنواته الثمانية، أنتجت عالماً معقداً يسوده التشاؤم. فيما اعتبر سياسته تجاه سوريا أحد أخطائه إدارته الكبرى، والتي تُضاف إلى أخطائه في ليبيا بعد سقوط النظام.
وول سترين جورنال: ترامب رجل التناقضات!
أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية في مقال للكاتب "فريد بارنيس" إلى تصريحات دونالد ترامب المتناقضة، والتي كان آخرها تقديمه الإعتذار الى كل من تسبب في إيلامهم عبر تصريحاته. وقال الكاتب إن ترامب ناشد المواطنين من أصول أفريقية تأييده في الإنتخابات، كما بدأ بتليين مواقفه المتطرفة، كتلك المتعلقة بترحيل المهاجرين غير الشرعيين. فيما أوقف ترامب انتقاداته للصحافة، والتي جعلته هدفاً للنقد. لكن بارنيس شكَّك في قدرة ترامب على الاستمرار في سلوكه الجديد، معتبراً أنه شخص غير قابل للإنضباط. مما يجعل وصوله الى البيت الأبيض صعباً. فيما نصح الكاتب ترامب بالعمل على ترويض غروره، والثبات في خطابه الودي الذي يمكن أن يجعله يتغلَّب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون وخاصة أن استطلاعات الرأي أظهرت أن الناخبين يُفضلون مواقفه على العديد من القضايا الأخرى. كما طلب منه عدم السعي الدؤوب للبقاء في صدراة الإعلام لأن ذلك سيجعله في حاجة للدفاع عن نفسه وسيصُّب في صالح كلينتون.