الوقت- بات الإعلام الغربي أو حتى الوسائل الإعلامية للدول الإسلامية تتحدث اليوم بكثرة عن ظاهرة تسمى "الإرهاب الإسلامي الأوروبي" أو "المسلمين الاوروبيين الإرهابيين" والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما حقيقة وكنه هذه الظاهرة ومن يقف خلف إثارة هذا الموضوع وما هو هدفه ومن يستفيد من استمرار هذه الضجة؟ وهذه أسئلة قلّما يتم التطرق اليها في الدراسات العلمية والبحثية.
تعتبر الظاهرة المسماة "الإرهاب الإسلامي الأوروبي" ظاهرة مصطنعة وملفقة تواطأت الدول الغربية وبعض الجماعات المتطرفة الوهابية والتكفيرية فيما بينهم لصناعتها، في وقت لايمكن إلصاق هذه الظاهرة وهذه التهمة الى الدين الإسلامي الحنيف، وفي أفضل الأحوال يمكن القول أنها متصلة بالفرق السلفية أو الوهابية التكفيرية. ومن جهة أخرى يجب القول ان رغبة وميول المسلمين الأوروبيين نحو هذه الجماعات ضئيلة جدا لكن وللأسف الشديد تثير الدول الغربية ظاهرة " الإرهاب الإسلامي الأوروبي" المصطنعة بشكل مستمر وتضخمها في وسائلها الإعلامية، وذلك لأسباب وغايات مريبة.
وفيما يخص مصلحة الدول الأوروبية من إثارة هذا الموضوع يمكن القول ان هذه الدول تبحث عن تأمين مصالحها في أي وقت سواء كانت الظاهرة المسماة بالإرهاب الإسلامي تقف في وجه الغرب والقيم الغربية أو حينما تمعن في بث الخلافات الطائفية في داخل الدول الإسلامية قبل اندلاع الحرب السورية أو بعده.
ان مواجهة الإرهاب وما يسمى بظاهرة "الإرهاب الإسلامي الأوروبي" تعتبر أمرا في منتهى السهولة والبساطة بالنسبة للدول الغربية لأن معلومات هذه الأشخاص والإحصائيات المتعلقة بهم موجودة بالكامل عند أجهزة المخابرات التابعة للدول المذكورة، ومن جهة أخرى فإن الكثير من المسلمين الأوروبيين المنتمين للجماعات الإرهابية "الإسلامية" هم أشخاص ذا مستوى تعليمي متدني وقليلو الخبرة ويتأثرون بسهولة بقوانين الأنظمة والحكومات ويخضعون لها ولذلك فإن السيطرة على هذه الجماعات أو مواجهتها وخاصة في أراضي الدول الأوروبية يعتبر أمرا سهلا لكن يبدو ان الأحزاب الحاكمة في الدول الأوروبية تسعى الى إستغلال موضوع تواجد ونشاط هذه الجماعات في داخل القارة الأوروبية إستغلالا سياسيا. وفي الحقيقية يمكن القول ان سبب عدم المواجهة الجدية لهذه الجماعات وكذلك السماح بنشاط الجماعات المتطرفة هو ايجاد رعب وخوف أكبر في أوروبا ومن ثم تبرير الإجراءات الأمنية والسياسات التوسعية لبعض الدول الاوروبية الساعية الى شن الحروب.
ومن جهة أخرى يسبب الإحتفاظ بخطر إحتمال نمو التطرف بين المسلمين بإذكاء نيران الإسلامفوبيا حيث يتم إلصاق تهمة التطرف والعنف إلى أي نشاط سياسي أو عام للمسلمين وفي النتيجة يصبح احتمال نمو التطرف ذريعة لممارسة الضغط على المسلمين وتحجيم نشاطاتهم القانونية وهذا يمكن ان يؤدي تدريجيا الى وقف حركة تيار الصحوة الإسلامية بين المسلمين الساكنين في أوروبا أو تهميش هذه الحركة. ان إزدياد الرعب والخوف من الإسلام والمسلمين يمكن ان يؤثر أيضا وبشكل سلبي على رغبة المواطنين الأوروبيين الأصليين نحو الإسلام وتعاليمه.
وفي الخلاصة يمكن القول ان الهدف الرئيسي للدول الأوروبية الغربية من إثارة موضوع الظاهرة المسماة بـ "الإرهاب الإسلامي الأوروبي" هو تشديد الإسلامفوبيا وإيجاد ذريعة لتنفيذ السياسات العدوانية والأمنية وإبعاد الرأي العام عن قضية المشاكل الإقتصادية في أوروبا وكذلك مواجهة نمو وإنتشار الإسلام الحقيقي والأصيل في البلدان الأوروبية، وهنا يظهر بعض الأشخاص الإنتهازيين على هيئة قادة الجماعات الإرهابية في أوروبا وتنطلي خداعهم على بعض العناصر الخائبة والضعيفة اقتصاديا وإجتماعيا وإقتصاديا ويميلون نحو أفكار هذه الجماعات المتطرفة وينفذون الألاعيب السياسية للدول الغربية.