الوقت- قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية اليوم في إفتتاحيتها على لسان الكاتب "كاتريك بوبكورن" بأن محاولة الإنقلاب العسكري هي كارثة بالنسبة لتركيا، ونصر بالنسبة لأردوغان فعلى الرغم من أن عدد كبير من الإنقلابيين تم أسرهم أو قتلهم وقامت أجزاء أخرى من القوات المسلحة التركية بالإنضمام للرئيس رجب طيب أردوغان، إلا أن البلاد على شفير حرب أهلية لا مفر منها الأن.
وقالت الصحيفة بأن الكارثة الحقيقة في تركيا هي في أنه سيكون الأن هناك صعوبة بالنسبة للأتراك بمقاومة أردوغان بعد قيامه بإحتكار السلطة أكثر من ذي قبل، فعن طريق مقاومة الإنقلاب وكقائد لحكومة منتخبة ديمقراطياً، قال اردوغان إنه سيعزز شرعيته، وعلاوة على ذلك، كل المعارضة ستخضع الأن لحكمه حيث يمكن أن يصفها بأنها تدعم الإرهاب ويمكنه معاقبتها على هذا النحو.
ونقلت الصحيفة عن أحد كبار قادة المعارضة التركية الذي رفض نشر إسمه قوله: "إن حقوق الإنسان والديمقراطية في تركيا ستكون أضعف مما كانت عليه قبل الإنقلاب، فبات الأن من الصعب بالنسبة لي إنتقاد اردوغان بينما هو تحت تهديد من الإنقلابيين العسكريين".
وقال المعارض إنه لا يوجد لديه شك كبير بأن محاولة الإنقلاب قد نفذها أتباع فتح الله غولن، الذي يعيش في أمريكا منذ عام 1999.
ونقلت الصحيفة عن معارض أخر قوله "لماذا فتح الله غولن لم يساعدنا، إنه قتلنا لقد تركنا تماماً بين يدي اردوغان."
وقالت الصحيفة بأن أردوغان يعتمد الأن على فشل الإنقلاب كذريعة سماوية لإزالة جميع الذين لا يطيعونه، حيث تم إعتقال حوالي 60،000 جندي وقاضي ومدعي عام ومعلم وموظف في الخدمة المدنية.
وأردفت الصحيفة بالقول بأن الأتراك الأن مقتنعون بأن امريكا كانت متورطة في محاولة الإنقلاب، حيث كانت العلاقات بين أنقرة وواشنطن ليست جيدة من قبل، ولكنها الأن على وشك أن تزداد سوءا.
وإختتمت الصحيفة بالقول بأن أردوغان يخرج الأن أقوى سياسياً من هذه الأزمة، لكنه يحكم الدولة التركية الضعيفة، حيث يتم تجويف مؤسسات الجيش والدولة من قبل عمليات التطهير على أساس الولاء، وليس الكفاءة، فأردوغان كان من الممكن أن يستخدم الإنقلاب لتوحيد الأتراك وبدلاً من ذلك، إستغل محاولة الإنقلاب بطريقة من شأنها أن تزيد تفريق أبناء الشعب التركي.