الوقت- في موقف يبعث على الاستغراب والاستهجان ادعت عائلة الدركي الاردني علي محمد زريقات الذي قتل في انفجار في البحرين ان ابنها ذهب الى البحرين دفاعا عن الاسلام لأن الشيعة في البحرين يسبون الصحابة ، وجاء هذا الموقف بعد ان رأت عائلة زريقات بيانات التعزية التي هطلت على عائلة الطيار الاردني معاذ الكساسبة لذي احرقه تنظيم داعش من مختلف اصقاع العالم.
وادعت عائلة الدركي الأردني زريقات ان ابنها كان يريد الدفاع عن أهل السنة لكن هذا الادعاء قوبل بالاستهجان من قبل الكثير من الاشخاص في شبكات التواصل الاجتماعي ومنها تويتر ، وقد كتب الدكتور "بو راشد" من البحرين متسائلا عائلة زريقات : كيف تقولون ان ابنكم كان يريد الدفاع عن الاسلام في هذا البلد في وقت كان في دورة تدريبية ؟ هل نقبل بروايتكم أم برواية المنامة وعمان ؟ واضاف بوراشد : اذا كنتم تقولون انه كان يدافع عن الصحابة فانتم قد بدأتم حربا طائفية واذا كنتم تقولون انه كان يدافع عن العرب فقد بدأتم حربا عرقية.
وكتب شخص آخر اسمه "عباس المرشد" ان البيان الكاذب الصادر عن عائلة زريقات يثبت حقدهم المذهبي وان جميع العالم يعلمون بأن ادعاءهم ليس الا كذبا.
ونشر شخص آخر اسمه "ابو اياد" صورة عن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو الى جانب الملك الاردني وكتب تحتها : نتانياهو يعزي الملك الاردني بمقتل الدركي الاردني في البحرين.
واضاف ابو اياد : لا اعرف لماذا لم ترسل عائلة زريقات ابنها الى فلسطين للدفاع عن الاسلام.
اما "هديل بوقريص" فقد كتبت : ان ادعاءات عائلة الدركي الاردني القتيل تعارض ادعاءات تواجد العسكريين الاردنيين في البحرين للمشاركة في دورة تدريبية وتثبت ان العسكريين الاردنيين يقومون بقمع الشعب البحريني تحت غطاء الدفاع عن الدين.
وكتب الناشط السياسي حسن عبدالنبي : فليوضحوا هذا التناقض , مرة يقولون بأن الدركي الاردني جاء الى البحرين للتدريب ومرة يقولون للدفاع عن الاسلام لكنني لم اعرف لماذا لايوجدون ذرائع للذهاب الى فلسطين والدفاع عنها؟
كما كتبت "نوال عطية" : هل ان الشعب البحريني هو شعب كافر لكي يتم جلب المرتزقة الاردنيين الى البحرين للدفاع عن الاسلام وقمع الكفار؟
ولم تقتصر دعوات الاستهجان على البحرينيين فقط وقد اعتبر النائب الأردني طارق خوري، أن وجود قوات الدرك الأردني في البحرين ليس قرارا أردنيا ولا يحمل أي هدف نبيل.
وقال خوري في تصريح صحافي : أنا متأكد من أن وجود الدرك الأردني في البحرين يجوز أن يكون قرارا أميركيا أو ما شابه، وليس قرارا أردنيا حرا ولا لهدف نبيل" وأضاف : المعادلة لا تتناسب مع الواقع الأردني ولا داعي للأردني أن يكون طرفا فيها ".
ويقول خوري ان الكثير من العسكريين الاردنيين قد ذهبوا الى البحرين لللانضمام الى قوات الأمن والجيش في البحرين ويضيف: ان الشعوب هي التي تغير حكامها لكن في البحرين هناك نظام يريد استبدال الشعب عبر تجنيس الاجانب.
هذا وتمضي الثورة البحرينية نحو الامام منذ اندلاعها في سنة 2011 ولا يأبه البحرينيون بكل حملات القمع والتنكيل التي يتعرضون لها على يد الجيش وقوات الأمن البحرينية والمجنسين الجدد في صفوف القوات العسكرية البحرينية وكذلك القوات السعودية والاماراتية ويضاف الى هذ كله سحب الجنسيات من المعارضين البحرينيين.
وتبقى مشاركة القوات العربية في قمع الشعب البحريني الاعزل وصمة عار في جبين هذه القوات التي تتخاذل في التحرك وحتى اتخاذ المواقف عندما يتعرض الشعب الفلسطيني الى ابشع انواع لقتل والتعذيب على يد الجيش الصهيوني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفي القدس التي تتعرض الى التهويد بشكل كامل.
وليس هذا أول موقف من هذا النوع للاردن وقواتها المسلحة حيث يعتبر الكثير من العرب ان الأردن تحمي ظهر العدو الصهيوني في مواجهة الدول العربية واذا كانت الاردن قد بعثت قواتها لقمع الشعب البحريني فان هذه السياسة ايضا يمكن وضعها في خانة الخيانة الاردنية.