الوقت- كعادتهم يستغل الصهاينة انشغال العالم و خصوصاً عالمنا العربي بالهجمات الارهابية التي تفتك فيه من كل ناحیة و صوب، و تنتشر في جميع أسقاعه، و لأن مصالح الإرهاب تتقاطع و لم يفوت الصهاينة الفرصة للإقدام على فعل استفزازي جديد يضربون به كل الاعتبارات العربية و الدولية عرض الحائط، و لا يكترثون حتى لتحذيرات أقرب حلفائهم كفرنسا و أمريكا ليس لعدم رهبة الحليف إنما لضعف الخصم و المدى الدنيء الذي وصل إليه الصهاينة باستخفافهم و استهانتهم بالفلسطينيين و العرب جميعاً.
القرار الاسرائيلي جاء استفزازياً بعد تقرير اللجنة الرباعية
سمح رئيس وزراء العدو "نتنياهو" بتمرير مشروع بناء 240 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات القدس الشرقية، و اتى هذا القرار بعد أيام من تقرير للجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط الذي دعا إلى وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
و لكن هذا القرار الجريء في توقيته لم يلق سوى الادانات عالمياً و اقليمياً رغم أنه جاء في وقت ينشغل فيه العالم بالهجمات الارهابية الخطيرة جداً التي قام بها داعش في العراق و السعودية و لبنان، و نال الكيان الكثير من التحذيرات والادانات و التي كان أهمها:
تنديد أممي
انتقد الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" قرار الكيان الاسرائيلي بشدة الذي أعلن فيه الموافقة على بناء وحدات سكنية جديدة في مستوطنات بالضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين.
وقال "ستيفان دوجاريك" المتحدث باسم "بان کی مون" في بيان: إن الأمين العام "يجدد التاكيد على أن المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي ويحث حكومة إسرائيل على تجميد هذه القرارات واتخاذ خطوات تخدم مصلحة السلام والحل النهائي العادل".
هذا و حذر مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط "نيكولاي ملادينوف" من أن "حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني في الشرق الأوسط يتلاشى بعد أن رفضت الجهتان انتقادات الوسطاء الدوليين"، مشيراً إلى أن " تقرير اللجنة الرباعية يدق جرس انذار بأننا ننزلق نحو حقيقة الدولة الواحدة الخطرة والتي لا تتوافق مع آمال الشعبين". وسأل من يستطيع الادعاء بأنه ليس بإمكانه فعل المزيد لإنهاء التحريض؟ هل ينكر أي شخص أن المستوطنات غير القانونية؟ تقوض آمال حل الدولتين؟" داعيا القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية لـ"تنفيذ التوصيات المذكورة في التقرير".
فرنسا تستنكر القرار
و استنكرت وزارة الخارجية الفرنسية قرار الكيان الاسرائيلي ببناء مستوطنات جديدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "رومان نادال" إن التقرير الأخير للجنة الرباعية اعتبر أن أي إعلان جديد عن بناء مستوطنات غير قانونية بالنسبة للقانون الدولي "يؤجج التوتر" و اعتبرت الخارجية في بيانها الاستنكاري أن هلا يمكن لأي تطور على الأرض ان يبرر مثل هذه النوعية من الاجراءات.
الفصائل و السلطة الفلسطينية تعترض و تندد
شجبت وزارة الخارجية الفلسطينية مصادقة الکیان الاسرائیلي على بناء وحدات استيطانية على أراضي القدس الشرقية، معتبرة ذلك "تخطيا للخطوط الحمراء".
وقالت الوزارة في بيان صحفي "ندين بأشد العبارات هذا التغول الاستيطاني المنفلت من أي اعتبار للقانون الدولي، ومن أي احترام لدعوات المجتمع الدولي بضرورة وقف الاستيطان وتداعياته الخطيرة على حل الدولتين والسلام في المنطقة برمتها".
من جانبها سارعت منظمة التحرير الفلسطينية إلى التنديد بالقرار الإسرائيلي الجديد، كما تلت ذلك بيانات عدة لمنظمات و فصائل المقاومة التي استنكرت هذا القرار و توعدت الكيان بالرد بالشكل و المكان المناسب على انتهاكات العدو هذه لكل القوانين و الأعراف الدولية.