الوقت- قال الكاتب البريطاني "سايمون جينكنز" في مقال له نشرته الغارديان البريطانية بأن "الإرهاب" بات حاليا يحصل على الإعلام والترويج، ويجفف الموارد، ويغير قوانين الدول ويقيد حرية التنقل دون أن يفجر أي قنبلة.
وأردف الكاتب في مقاله "الترويج للإرهاب لا يخدم إلا مجموعتين فقط، الأولى صناعة الأمن والأخرى "الإرهابيون" ووسائل الإعلام والتي هي الناشر الرئيسي للخوف العام، أصبحت غبية ومفيدة للمجموعتين، يجب عليها أن تتوقف عن هذا الترويج.
حيث قال ان هناك اهتمام وصفه بالمبالغ فيه من وسائل الإعلام الأوروبية بأمن منافسات كأس أمم أوروبا لكرة القدم 2016 المقامة حاليا في فرنسا .
وأوضح أن أغلب تأثير "الإرهاب" الحديث يأتي من كثرة الترويج والتضخيم داعياُ وسائل الإعلام إلى ترك أجهزة الأمن لتؤدي مهامها في فرنسا دون نشر الخوف.
وقال إن السؤال الذي تطرحه وسائل الإعلام على مسؤولي الأمن الفرنسيين هذه الأيام هو: هل تستطيعون ضمان الأمن خلال المنافسات؟ معلقا بأن هذا السؤال لا يترك مجالا إلا لإجابتين فقط هما "نعم أو لا"، والأولى لن تكون إلا كذبة لأنه لا أحد يضمن عدم وجود مخاطر، والثانية من شأنها إثارة الخوف وسط الناس.
وأضاف أن إقامة منافسات الدوري الأوروبي في فرنسا عقب التفجيرات التي وقعت العام الماضي تتضمن مخاطر واضحة، لكنها ليست أكبر مما تتضمنه إقامتها في أي مكان آخر، فكل التجمعات الكبيرة تتيح هدفا لمن يريدون تنفيذ أعمال القتل الجماعي، وما حدث في تونس وباريس وبروكسل يثبت أن كل الأهداف متساوية في قيمتها بالنسبة "للإرهابيين".
وأشار إلى أن خبراء الأمن يميلون إلى الاستهزاء من نشر الأعداد الكبيرة من الشرطة المسلحة والجنود وإقامة الحواجز الأمنية وتفتيش الحقائب لأنهم يعتقدون أن محاربة "الإرهاب" لن تكون فعالة إلا إذا تمت في المصدر، باختراق المجموعات والخلايا "الإرهابية" وبالضربات الوقائية، ويقولون إن الفشل لا ينتج من عدم الحماية، بل من غياب الاستخبارات المسبقة.
وقال الكاتب أيضا إن 90% من تأثير "الإرهاب" لا يوجد في الأعمال "الإرهابية" نفسها، بل في الضجة التي تدور حولها، وفي الإحساس بعدم الأمن الذي تصنعه بشكل رئيسي وسائل الإعلام وردود الفعل المبالغ فيها من قبل الأجهزة الأمنية.
ويتسائل مراقبون هل تصب اراء الكاتب البريطاني بعد ان ضرب الارهاب عقر الديار الاوروبية ما قالته الحكومة السورية منذ اكثر من خمس سنوات بان وسائل إعلام خليجية وأوروبية تساهم بشكل كبير في تاجيج الإرهاب في سوريا؟