الوقت- ارتفع عدد القتلى والمصابين في هجمات سيناء الإرهابية التي استهدفت مقار أمنية مساء الخميس الى أكثر من 150 عسكرياً ومدنياً، بينما أعلن ما يسمى بـ«أنصار بيت المقدس» الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم.
وفور الهجوم الذي تم بحرفية عالية وعلى مستوى غير مسبوق من التنسيق، حسب وكالة (أسوشيتيد برس) الأمريكية، قطع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس الجمعة مشاركته في القمة الأفريقية المنعقدة حاليا بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، عائداً الى القاهرة.
تفاصيل الهجوم
أصدر ما يسمى بتنظيم «أنصار بيت المقدس» الموالي لتنظيم داعش الارهابي بيانًا على شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» أعلن فيه مسؤوليته عن الهجمات الإرهابية في العريش ورفح والشيخ زويد، مشيراً إلى أن ثلاث سيارات مفخخة تحمل 10 أطنان من المتفجرات قد أخترقت المنطقة الأمنية للجيش والشرطة في العريش، أولى تلك السيارات "صهريج" محمل بأطنان المتفجرات استهدف الكتيبة 101.
وأضاف التنظيم في بيانه، أن السيارة الثانية استهدفت المربع الأمني بضاحية السلام الذي يضم مديرية الأمن والأمن الوطني ومبنى المخابرات الحربية وفندق القوات المسلحة، وتبعهم دخول اثنين من الانتحاريين بأسلحة خفيفة وأحزمة ناسفة.
كما أشار التنظيم الإرهابي إلى هجوم آخر على كمائن الغاز بجنوب العريش وجنوب شرق العريش، باستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والآر بي جي.
وقال بيان التنظيم إن عناصره استخدمت الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة في الهجوم على كمائن الجورة والبوابة وأبو طويلة وكميني جنوب رفح، كما تم استخدام قذائف الهاون في الهجوم على كمين معسكر الزهور بالشيخ زويد.
وأعلن البيان ما سماه بـ"نتائج العملية" والتي قال إنها أسفرت عن مئات القتلى وعشرات المصابين بينهم ضباط كبار، إلى جانب تدمير مقراتهم.
وأعلن تنظيم ولاية سيناء أن تلك التفجيرات تأتي ضمن سلسلة عمليات تحمل اسم "قسما لنثأرن"، وقال البيان إنها "بهدف انتصار المسلمين والثأر للمحبوسين في سجون الحكومة المصرية المرتدة".
كما ونشر تنظيم ولاية سيناء، في حسابه على تويتر، صورا لعدد من التفجيرات التي استهدفت سيناء مساء الخميس.
وغيرت جماعة ما يسمى بـ"أنصار بيت المقدس"، التي تنشط في محافظة شمال سيناء، اسمها إلى "ولاية سيناء"، بعد إعلان بيعتها لتنظيم داعش الإرهابي.
الى ذلك أكدت مصادر طبية ارتفاع عدد القتلى والمصابين إلى أكثر من 150 من القوات المسلحة والشرطة والمدنيين، من بينهم 25 عسكرياً في الهجوم على الكتيبة «101»، بجانب مقتل ضابط جيش بكمين البراهمة «زعرب» برفح، وأصيب 62 عسكرياً و9 مدنيين في هجمات العريش، بجانب إصابة 4 عسكريين بكمين أبوطويلة بالشيخ زويد وإصابة 6 مدنيين من أسرة واحدة بهجوم على كمين «سيدوت» برفح.
وفور الهجوم انتقلت نحو 45 سيارة إسعاف إلى مواقع الأحداث، وقامت بنقل جثث القتلى والمصابين إلى مستشفيات العريش العام والعريش العسكري والشيخ زويد ورفح المركزيين.
يذكر أن هذه الهجمات الإرهابية الجديدة تأتي بعد إعلان الحكومة المصرية يوم الأحد مد حالة الطوارئ ثلاثة أشهر أخرى في مناطق بشمال سيناء بسبب الأوضاع الأمنية.
وفرضت الحكومة المصرية حالة الطوارئ بالمنطقة لأول مرة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد مقتل 33 جنديا في هجوم لمسلحين استهدف قوات الجيش في شمال سيناء.
استنفار الجيش
وقد أعلن الجيش المصري حالة الاستنفار عقب الهجوم، وعقد المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية اجتماعاً لبحث وتحليل الحادث وتحديد رد فعل الجيش على تلك التفجيرات.
وأصدر المجلس في ختام الاجتماع بياناً نعى فيه شهداء الحادث وندّد بذلك العمل الارهابي، مؤكداً على ان الجيش لن يتثنى عن القيام بواجبه نحو اقتلاع جذور الإرهاب مهما حدث بل وسيقوم باستكمال الهجمات على الارهاب في سيناء وتكثيفها اكثر.
ودعا بيان القوات المسلحة الى "استمرار وتكثيف أعمال المداهمات والملاحقات لكافة عناصر الإرهاب والتطرف بسيناء وكافة ربوع البلاد بالتعاون مع عناصر الشرطة المدنية وبالدعم المطلق من جموع شعب مصر العظيم".
وأضاف البيان: "يشيد المجلس الأعلى للقوات المسلحة ببطولات أفراد القوات المسلحة والشرطة المدنية في التصدي للأعمال الإجرامية التي تهدف إلى النيل من استقرار الوطن ، ويثمن المجلس مدى الوعي لدى الشعب المصري بما تبذله القوات المسلحة من جهود وتضحيات لمجابهة عناصر التطرف والارهاب ذودا عن مقدرات شعب مصر العظيم".