الوقت - نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريراً أكدت فيه إن اللواء قاسم سليماني يقدم المشورة العسكرية للقوات العراقية المشاركة في العمليات المصيرية لتحرير مدينة الفلوجة من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأشارت الصحيفة إلى أن قوات الكوماندوز الأمريكية تسعى بالتنسيق مع القوات الكردية السورية إلى السيطرة على مدينة الرقّة التي تعتبر المعقل الرئيسي لهذا التنظيم في شمال سوريا، في حين تقوم إيران بدعم القوات العراقية لتحرير مدينة الفلوجة من عناصر هذا التنظيم.
وذكرت الصحيفة إن إيران أرسلت عدداً من مستشاريها العسكريين وفي مقدمتهم اللواء قاسم سليماني لدعم القوات العراقية والحشد الشعبي والشرطة الإتحادية المشاركة في عمليات تحرير الفلوجة من تنظيم "داعش" وباقي الجماعات الإرهابية.
وأوضحت "نيويورك تايمز" إن أمريكا وعلى الرغم من الإتفاق الأمني المبرم بينها وبين العراق بقيت مترددة في دعم القوات العراقية من أجل تحرير الفلوجة من "داعش" واكتفت بتوجيه ضربات جويّة لهذا التنظيم، في حين سارعت إيران إلى إرسال مستشاريها وفي مقدمتهم اللواء قاسم سليماني لدعم العراق في حربه ضد الإرهاب وقد تجلى ذلك مرة أخرى وبشكل واضح خلال الأيام الأخيرة حيث تتواصل العمليات العسكرية للجيش العراقي والحشد الشعبي لتحرير الفلوجة من العناصر الإرهابية.
وطرحت "نيويورك تايمز" تساؤلا حول ما إذا كان ارهابيو "داعش" داخل الفلوجة سيقاتلون حتى الرمق الأخير أو أنهم سيعملون على إلقاء أسلحتهم والإختفاء بين المدنيين كما حصل في معارك سابقة.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن عشرات الآلاف من الجنود العراقيين والحشد الشعبي والشرطة الإتحادية متواجدون الآن في ضواحي الفلوجة وينتظرون الأوامر من القيادات العسكرية العليا لتحريرها بالكامل من الجماعات الإرهابية.
وفي وقت سابق أكد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي "أبو مهدي المهندس" إن الحكومة العراقية طلبت من قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلامية في إيران اللواء قاسم سليماني، التواجد في العراق لمساندة القوات العراقية المشتركة في حربها ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وشدد المهندس على إن المستشارين الإيرانيين متواجدون مع القوات العراقية منذ بداية عمليات تحرير الفلوجة وعلى رأسهم اللواء قاسم سليماني، مشيراً إلى أن سليماني جاء بطلب من الحكومة العراقية وبالإتفاق مع القائد العام للقوات المسلحة العراقية ورئيس الوزراء حيدر العبادي.
وتجدر الإشارة إلى أن الفلوجة ذات الغالبية السنيّة تعرضت لنقص شديد في المواد الغذاية والأدوية لعدم تمكن الحكومة العراقية من إيصال المؤن الإنسانية إليها بسبب وجود العناصر الإرهابية، في حين لقي الكثير من سكّانها مصرعهم على يد هذه العناصر أثناء محاولتهم الهروب من المدينة فيما دفن آخرون تحت أنقاض المباني التي إنهارت جراء القصف خلال الأيام الأخيرة.
وكان المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني قد أكد على ضرورة الحفاظ على أرواح المدنيين في الفلوجة، مشدداً على أن إنقاذ المدنيين أهم بكثير من قتل الإرهابيين. وقال ممثل المرجعية في مدينة كربلاء المقدسة السيد أحمد الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة الماضية في الصحن الحسيني إن إنقاذ إنسان بريء مما يحيط به من المخاطر أهم وأعظم من إستهداف العدو، فيما أكدت الحكومة العراقية على ضرورة إيصال المعونات الإنسانية وإيواء النازحين من الفلوجة في مناطق آمنة.
وتحظى الفلوجة بأهمية إستراتيجية لعدّة أسباب بينها قربها من العاصمة العراقية، حيث لا تبعد عنها سوى 65 كلم تقريباً، وشهدت خلال السنوات الثلاثة عشر الماضية الكثير من المعارك وحروب العصابات، كما تحوّلت إلى قاعدة للجماعات الإرهابية لتنفيذ هجمات دموية ضد الشعب العراقي ومؤسساته الحكومية والمدنية لاسيّما في بغداد والتي راح ضحيتها المئات من الأبرياء بين شهيد وجريح. بالإضافة إلى ذلك تقع الفلوجة على الطريق الرئيسي الواصل بين العراق والأردن، الذي يحظى بأهمية إستراتيجية من الناحيتين العسكرية والإقتصادية.