الوقت - احتلت المواجهات في حلب مؤخراً موقعًا مهماً على لائحة التضليل الدولي و العربي للشعوب العالمية و العربية جراء الذي يجري في مدينة حلب تحت عنوان الانسانية. فنسمع تصريحأ سعودياً من هناك عن وجوب وقف قصف الطائرات السورية للمدنيين في حلب، و نسمع تصريحًا أخر قطري من هناك عن أن معارك حلب أبرزت عدم جدية النظام السوري و جيشه في الحل السياسي في سوريا. أيضا أعلنت الجامعة العربية عن عقد جلسة طارئة لها في القاهرة يوم الأربعاء من أجل بحث الوضع في حلب بعد طلب من قطر و السعودية. كلّ هذا الحرص على حلب و سكان حلب و الأبرياء فيها لم نشهده عندما قام الارهابيون باحتلال مثلاً تدمر و درعا و أعزاز و غيرها من المدن السورية، فلماذا أصبح الجميع مهتماً بحلب؟ و ما هو الهدف من تضخيم الوضع الانساني فيها؟
حلب أو الشهباء، هي عاصمة الاقتصاد السوري و قلب صناعتها، منذ اندلاع الأزمة الى اليوم تقلبت الأحوال في حلب كثيراً، تمت السيطرة على كل ريفها و على أكثر من ثلثي الأحياء فيها من قبل جبهة النصرة المصنفة على لوائح الارهاب، و لم يتحرك أحد من العرب مستنكراً.
وحاليا بعد أن تمكن الجيش السوري من دحر الارهابيين و محاصرتهم داخل أجزاء من مدينة حلب و بعد أن استعاد الجيش السيطرة على أريافها هنا تعالت الأصوات العالمية مطالبة و بكل وقاحة بوقف الأعمال العسكرية في حلب، كتصريح وزير خارجية فرنسا الذي أبدى " قلقه من استعدادات يقوم بها الجيش العربي السوري لاستعادة حلب".
وبجانب التصريحات التي أطلقت من قبل الشخصيات العربية والغربية لوقف العمليات في حلب، أثارت وسائل الإعلام العربية والغربية ضجة كبيرة ضد انجازات الجيش السوري في حلب للتغطية على إنتكاسة الجماعات الإرهابية في هذه المحافظة.
و يهدف هذا التضليل الإعلامي الذي اختارته الدول العربية و العالمية و من خلفهم الارهابيين الى: حماية و منع انتكاسات جديدة للمعارضة (جبهة النصرة) ذات الوجود الأكبر في مدينة حلب و حمايتها و ادخالها في الهدنة.
استمرار المعركة في سوريا، حيث تعتبر جبهة النصرة كلاعب أساسي ينفذ رغبات و أهداف السعودية و أمريكا في سوريا، و تعتبر جبهة النصرة العبائة الكبيرة التي تحتمي بها الجماعات الارهابية الأخرى كجيش الاسلام و احرار الشام.
حجب الإخفاق الكبير الذي أصابها وانتهت اليه خطتها في حلب التي كان مقدرا لها او كانت قيادة العدوان على حلب تتوخى منها تغيير معادلات ميدانية تمكنها من إعادة رسم توازنات سياسية تصرفها في اروقة المباحثات في جنيف اوعلى طاولة التفاوض إذا توصل الأطراف الى مرحلة التحادث المباشر.
اذاً، ان الصخب الإعلامي القائم حالياً و الذي يستهدف دفاع الجيش السوري عن المدينة الذي لم ينطلق بعد الى الهجوم، وظيفته أمرين أولاً الحجب على هزيمة تحالف الشر بقيادة أمريكا، ثانياً قطع الطريق على الجيش العربي السوري للدخول إلى حلب.