الوقت- شدد سناتور أميركي، تعقيباً على زيارة الرئيس الأميركي "باراك أوباما" الى السعودية، على ضرورة اجراء عملية اصلاح للعلاقات الاميركية - السعودية، مشيراً الى أن الرياض لا تحرك ساكناً لوقف انتشار تنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيين في اليمن. الى ذلك، اعتبر صحفيون اميركيون أن ظاهرة التطرف بين المسلمين تعود بشكل أساس الى السياسات السعودية، وعليه رأوا أن السعودية تشرع التطرف وتساهم في "خلق الارهابيين".
انتقادات أميركية لاذعة للسعودية
فی هذا المجال دعا السناتور الأميركي عن الحزب الديمقراطي "Chris Murphy" خلال ندوة نظمها معهد "Brookings" بتاريخ الحادي والعشرين من نيسان ابريل الجاري الى اعادة النظر بطبيعة العلاقات الاميركية السعودية. "Murphy" الذي يرعى مع السناتور الجمهوري "Rand Paul" مشروع قرار قدماه الى الكونغرس الاسبوع الفائت يحدد شروطًا جديدة لتقديم المساعدات العسكرية الاميركية الى السعودية في ظل الحرب على اليمن، قال إن "الناس يلاحظون نفاقنا بالشرق الاوسط عندما نتحدث عن القيم فيما يبدو أن (مسألة القيم) في أسفل الاولويات باطار العلاقات الاميركية السعودية".
وفيما شكك "Murphy" بمدى التزام الرياض بمحاربة تنظيمي "القاعدة" و"داعش" على ضوء الحرب على اليمن، لفت الى أن "النزاع في اليمن أوجد مساحة هائلة كي تنمو "القاعدة"، وتحدث عن "نمو "بلا منازع" للقاعدة بسبب عدم ملاحقة الجماعة من قبل التحالف الذي تقوده السعودية".
كما شدد السناتور الاميركي على انه "لم يسبق وان رأينا تنظيم القاعدة بشبه الجزيرة العربية يسيطر على كل هذه الاراضي ويحصل على الدخل المالي كما هو الحال اليوم"، مضيفاً إن ليس هناك الكثير من الكلام يقال عن سبب سماحنا بمواصلة ذلك".
كما حذر "Murphy" من أن الدعم الاميركي للحرب على اليمن قد أوجد حالة عداء مشتعلة عند الشعب اليمني تجاه الولايات المتحدة، وقال "فقط في الكونغرس وواشنطن لا يتم الحديث عن مشاركة اميركا في الحرب على اليمن". اما على صعيد المنطقة، فشدد على ان "الدور الاميركي بالحرب على اليمن موضوع بارز"، مشيراً الى ان "الشعب اليمني يعتبر ان حملة القصف الجوي ليست حملة قصف سعودية، بل حملة قصف اميركية سعودية".
الى ذلك، أكد "Murphy" خلال مقابلة أجريت معه ضمن برنامج "PBS Newshour" ايضاً يوم أمس بتاريخ الحادي والعشرين من نيسان ابريل الجاري، أن ضحايا الانسانية للحرب على اليمن هي "كارثية""، منبهاً الى أن "الحرب على اليمن تشن بالاسلحة والطيران الاميركي". كما كرر كلامه عن عدم استهداف السعوديين "القاعدة" أو "داعش" في اليمن، مشدداً على انه ما من شك بان "جزءا من جذور "القاعدة" و"داعش" يمر عبر تصدير السعودية للوهابية".
السعودية مصدّرة النفط و"التعصب الديني"
الصحفي الاميركي "Nicholas Kristof" كتب مقالة نشرتها صحيفة "New York Times" بتاريخ عشرين نيسان ابريل والتي حملت عنوان: "اوباما في السعودية: مصدّرة النفط والتعصب الديني".
وقال الكاتب انه وبينما يجب ادانة التحيزات ضد المسلمين مثل تلك التي تتمثل بكلام المرشحين الجمهوريين الاثنين للرئاسة الاميركية "Donald Trump" و "Ted Cruz"، الا انه من المهم ايضاً الاعتراف بوجود "سلالات تعصب وتطرف داخل العالم الاسلامي"، لافتاً الى ان السعودية هي مصدر الكثير من هذه السلالات.
وتحدث الكاتب عن "دور غادر" تلعبه السعودية بزرع الفوضى و"تشويه صورة الاسلام في جميع انحاء العالم"، معتبراً ان "القادة السعوديين يلحقون ضرراً أكبر بكثير بالاسلام مما يمكن أن يلحقه أي من "Trump" أو "Cruz" (المرشحين الجمهوريين الاثنين للرئاسة الاميركية).
كما اتهم الكاتب السعودية بالترويج للتطرف والكراهية وكذلك الكراهية تجاه النساء، اضافة الى الانقسام "السني الشيعي الذي يتجسد بالحرب الاهلية الشرق أوسطية" على حد وصفه. وعليه قال انه يجب "اعادة تسمية السعودية بمملكة التخلف".
وأشار الكاتب الى أن المسألة لا تتعلق فقط بكون النساء السعوديات ممنوعات من القيادة، أو بمنع بناء الكنائس في السعودية أو بكون الشيعة داخل السعودية يتعرضون للقمع الوحشي. ولفت الى أن السعودية، كونها المكان الذي بدأ منه الاسلام، لها قوة تأثير هائلة على المسلمين حول العالم. ورأى أن مقاربة السعودية تجاه الاسلام لها "شرعية خاصة"، متحدثاً عن "امتداد هائل لرجال الدين السعوديين ونشر الآراء السعودية على صعيد عالمي من قبل الاعلام التابع للرياض". وفي الاطار عينه، اشار الى "تمويل السعودية للمدارس "الدينية" في الدول الفقيرة بغية زرع الكراهية".
وتابع الكاتب: "من باكستان الى مالي، المدارس "الدينية" الممولة سعودياً برزت وزرعت التطرف الديني واحياناً الارهابيين". ولفت الى "وثيقة لوزارة الخارجية الاميركية كشف عنها موقع "ويكيليكس" تفيد بأن المدارس "الدينية" المتطرفة بباكستان تقدم للعائلات الفقيرة مبلغ 6,500 دولار كجائزة مقابل تسليم ابن لها لتلقينه بالمعتقدات المتطرفة".
بناء عليه، رأى ان "السعوية تشرّع التطرف والتعصب الاسلامي حول العالم"، وقال إن "وقف التفجيرات في اماكن مثل بروكسل او “San Bernardino” (بولاية كاليفورنيا) يتطلب وقف التحريض من قبل السعودية ودول خليجية اخرى".
كما اعتبر أن الخطأ الاكبر الذي ارتبكه اوباما هو "توفير السلام للسعودية من اجل شن الحرب على اليمن"، منبهاً من ان "ذلك يورط اميركا باعمال قد تكون جرائم حرب بحسب منظمة "Human Rights Watch"".
وفي الختام، أكد الكاتب انه حان الوقت للاعتراف بان السعودية ليست مجرد "محطة وقودنا"، معتبراً انها ايضاً "منبع السم في العالم الاسلامي" وان "تعصبها الاعمى" هو الذي يؤجج التعصب الاعمى في الداخل الاميركي.