الوقت – يوما بعد يوم يتضح للعالم اجمع الدور الحيوي لحزب الله في الدفاع عن لبنان رغما عن اعراب الجاهلية الحديثة الذين اجتمعوا والصقوا تهما الى هذا الحزب المقاوم مؤخرا، وها هي صحيفة برافدا الروسية تتناول هذا الموضوع في مقال تحليلي قائلة ان داعش سيستغل الفرصة لمهاجمة لبنان بعد هزيمتها في سوريا اذا شعر بضعف حزب الله موضحة ان حزب الله هو السد الوحيد امام هذا الهجوم .
المقال الذي نشرته "برافدا" هو بقلم الکاتب "اندریه ویلتجک" وهو يتناول موضوع احتمال نفوذ الجماعات الارهابیة في لبنان في حال غیاب حزب الله وغیاب المساعدة الایرانیة والروسیة .
وجاء في المقال ان الدعم الروسي المؤثر لسوريا نجح في كسر شوكة الارهاب رغما عن الغرب الذي لا یرغب بصورة جادة في هزیمة وانکسار مثل هذه الجماعات الارهابیة واضاف الکاتب الروسي ان سوریا وروسیا تحاربان معا تنظيم داعش وبقیة الجماعات الارهابیة الاخرى الناشطة في المنطقة لاسیما الجماعات المدعومة من الغرب والسعودیة وقطر وترکیا.
ويتساءل الكاتب انه بعد تراجع داعش الان من جمیع المناطق الحیویة والاستراتیجیة في سوریا وفي حال تحمل هذه الجماعة الارهابیة الهزیمة النهائیة فما هي الجهة او البلد و المنطقة التي ستتوجه الیها لاحقا؟ ويقول "بالطبع ان المسلحین الدواعش لهم حضور في الجوار السوري اي في العراق، الا ان بغداد تمر في حالة توثیق لعلاقاتها مع موسکو ولذا فانه من المرجح ان المجموعات الارهابیة لا یمکن ان تنعم بالامن بالمستقبل في هذا البلد، ومع الاخذ بنظر الاعتبار جمیع الحسابات فان لبنان تعتبر اسهل مکان لنفوذ جماعة داعش الارهابیة، لاسیما ان لبنان بلد یبلغ عدد سکانها نحو 4.5 ملیون نسمة بالاضافة الى استضافته نحو 1.5 ملیون لاجیء کما ان الحدود بین سوریا ولبنان مؤخرا کانت مفتوحة تقریبا ومن السهل اجتیازها.
ويضيف المقال "ان اعدادا کبیرة من المسلحین دخلت برفقة اللاجئین الفارین من الحرب السورية الى لبنان بهدف تجدید قواهم في هذا البلد وخلق خلایا قویة وفعالة مؤثرة من اجل شن الهجوم في الوقت المناسب، ان تشکیل خلافة قویة في شمال لبنان يعتبر الحلم الکبیر لداعش لیکون طریقا للوصول الى مياه البحر الابيض المتوسط.
واشار كاتب المقال الى دور حزب الله الايجابي في الحفاظ على وحدة لبنان ونسيجه الاجتماعي قائلا "ان الحکومة اللبنانیة عارضت مرارا وتکرارا وضع اسم حزب الله علی قائمة التنظیمات الارهابیة، وهي الخطوة التي اقدمت علیها الکثیر من الدول العربیة والتابعين لها في جامعة الدول العربیة".
ويعود الكاتب ويتساءل مجددا عن "ماذا یمکن ان یفعل لبنان في مواجهة هذه المجامیع الارهابية والمؤامرات الدولیة اذ لا یمتلک اي سلاح جدید ومؤثر؟ وربما تتمکن ایران من تقدیم مساعداتها في هذا الصدد لکن اذا لم تتمکن فماذا سیکون الوضع؟" ويستخلص الكاتب "ان حزب الله یعتبر القوة الوحیدة القادرة على طرد الدواعش من جمیع المدن السوریة والتصدی لهذه المجموعة الارهابیة في الاراضي اللبنانیة ایضا".
ويحذر كاتب المقال من جهة اخرى من وقوع اي هجوم اسرائیلي على لبنان ويقول ان اشتباک جمیع قوات حزب الله في هذه الحرب یمکن ان یهییء الارضیة المناسبة لهجوم مجموعة داعش على لبنان من شمال هذا البلد وفي ظل هذه الظروف فإن جمیع الخلایا النائمة لتنظیم داعش في داخل لبنان من طرابلس حتى بیروت ستنهض لتحارب لبنان واسقاطه في غضون ایام عدیدة، ويعتبر كاتب المقال ان هذا المشروع قد خطط له سابقا وان مسؤولي الدول العربیة في الخلیج الفارسي سیشعرون بالارتیاح ازاء تدمیر لبنان لانه بذلک سیتم القضاء على احد مواقع المقاومة والقضاء على تنظیم شیعي قوي ونهب وتدمیر لبنان، ومن الممکن ان یعلن الغرب عن قلقه حیال هذا الموضوع الا ان السیناریو المحتمل هو تطبیق مرحلة متقدمة من هذه الخطة.
ويضيف كاتب المقال ان بیروت يمكن ان ترفع فیها العلم الاسود الخاص للدواعش وان هذا لیس سیناریو وهمي و خیالي ولیس امام لبنان الا الحصول على المساعدات والمطالب الخاصة بالمحافظة على وجوده من طهران وموسکو، وفي هذا الوضع لیس امام لبنان سوى الاقتراب من هاتین القوتین أي ایران وروسیا.