الوقت- لم تزل مناطق مختلفة من البحرين تشهد مسيرات واحتجاجات تطالب بالافراج عن الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الشيخ علي سلمان حيث يؤكد المشاركون خلال هتافات على مواصلة الاحتجاجات حتى الافراجِ عن الشيخ سلمان، وفيما تقوم قوات النظام بقمع التظاهرات كالعادة تظهر المؤشرات ان الامور آخذة في التصعيد.
فقد شهدت عدة مناطق بحرينية يوم الجمعة الماضي تظاهرات غضب عقب صلوات الجمعة والجماعة، غضبا لاعتقال الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان الذي يستمر النظام في اعتقاله منذ 14 يوما .
وتظاهر آلاف المواطنين في منطقة الدراز غرب العاصمة المنامة عقب شعائر الجمعة الأكبر في البلاد .
ورفع المتظاهرون الذين وصلوا للشوارع العامة صوراً للشيخ علي سلمان، مطالبين بالافراج الفوري عنه .
وقمعت قوات النظام المدججة المتظاهرين العزل بالغازات السامة والرصاص الانشطاري (الشوزن)، فيما اقتحمت المنطقة بالمدرعات المصفحة ولاحقت المتظاهرين .
وأكد المتظاهرون استمرارهم في التنديد بالاعتقال التعسفي للشيخ علي سلمان أمين عام جمعية الوفاق، وهتفوا بشعارات تطالب بإنهاء الديكتاتورية .
وخرجت التظاهرات الحاشدة في مناطق الدراز وکرزکان و البلاد القديم و غيرها، وواجهتها قوات النظام باستخدام القوة والآليات والمركبات العسكرية .
ورددت التظاهرات هتافات تؤكد أن مطالب الشعب لايمكن لها أن تخمد وان تم اعتقال رموزه وقياداته فإن ذلك لايمكن أن ينهي المطالب الشعبية، مشددين على أنه لا تراجع إلا بتحقيق الإرادة الشعبية وانفاذ الديمقراطية .
ولبت الحشود الغاضبة دعوة الشیخ سلمان التي أطلقها من خلف القضبان بالاستمرار في الحراك الشعبي السلمي.
وطالب المتظاهرون بالافراج الفوري عن الشيخ سلمان وجميع المعتقلين الذين تجاوز عددهم الثلاثة آلاف معتقل وفق تصريحات المعارضة .
وحذر عضو الأمانة العامة في جمعية الوفاق مجيد ميلاد النظام من مغبة استمرارالقمع لأنه سيرتد عليه سلباً مؤكداً أن القمع لا يمكن أن يؤدي إلى إطفاء وقود وشعلة الثورة، ووصف ميلاد موقف الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا بالنفاق السياسي كما اتهم الدول الكبرى والمجتمع الدولي بتغطية الانتهاكات الفادحة في البحرين .
هذا ودعا المساعد السياسي للأمين العام الوفاق خليل المرزوق السلطة إلى الإفراج الفوري عن الشيخ سلمان، وقال المرزوق: على النظام أن يعلم أن الشعب لم يعد يخشى الاعتقالات والشوزن والاعتداءات المتكررة عليه ، كاشفاً عن سعي الأمم المتحدة لحل قضية الشيخ سلمان .
کما نفذ علماء البحرين اعتصاما احتجاجيا على اعتقال الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان، وطالبوا بالإفراج الفوري وغير المشروط عنه.
وافاد موقع الوفاق ان هذا الاعتصام هو الثاني لعلماء البحرين، بعد أن نفذوا اعتصاما قبل نحو 10 أيام، وحذروا فيه من استمرار فيما وصفوه بالحماقات غير المحسوبة من قبل النظام في استهداف الرموز العلمائية والدينية والسياسية.
وأكد العلماء المعتصمون أن اعتقال سماحة الشيخ علي سلمان يعكس عقلية الاستبداد، فيما حذروا النظام من العواقب الوخيمة لاعتقاله.
وشدد العلماء على المطالبة بتجنيب البحرين شبح النفق المظلم وضرورة الإفراج الفوري عن الشيخ علي سلمان.
دوليا ارتفع عدد النواب البريطانيين المتضامنين مع الشيخ سلمان إلى 16 نائباً، ودعا النواب في مجلس العموم البريطاني الحكومة لاتخاذ إجراءات حاسمة تدعو إلى الإفراج عن المعتقلين البحرينيين بما فيهم الأمين العام لجمعية الوفاق.
في هذه الأثناء أكد نائب رئيس شورى جمعية الوفاق أن النظام في البحرين فشل في اقناع الرأي العالمي بأي أدلة ضد الشيخ علي سلمان لاعتقاله، مشيرا الى ان الشيخ سلمان رمز وطني وسياسي وكان يمارس دوره بسلمية.
وقال محمد جميل الجمري إن الحراك الشعبي مستمر وهناك مظاهرات في شتى قرى البحرين واضاف: هناك اصرار من قبل الشارع لإسماع صوته للعالم اجمع، لأن سماحة الشيخ علي سلمان هو رمز لهذا الوطن وهو رمز وقائد سياسي ويمارس دوره السياسي بإسلوب سلمي، وهو الذي استطاع ان يحافظ على سلمية الحراك في البحرين اضافة لكونه الشخصية المقبولة لدى جميع الفئات، والقواعد الشعبية لديها احترام لهذا الشخص وقبول وتقدير لدوره.
واعتبر ان جهود النظام البحريني في تشويه صورة الحراك السلمي في البحرين وتشويه صورة القادة السياسيين قد فشلت، وأن هذا المستوى من عدم النجاح لدى النظام يدل على نجاح واضح للجمعيات السياسية والمعارضين في البحرين في ايصال صورة الحراك الشعبي للعالم وتعريفه بما يدور في البلاد.
وقال الجمري: هناك حراك متنام، بل أن مسؤولي النظام فوجئوا بعودة الزخم الهائل للشارع البحريني حينما تتحرك 30 مسيرة في الليلة الواحدة في شتى بقاع البحرين، وهذه المسيرات اصبحت لها طابع مختلف فهي تشمل جميع الاعمار.
واشار الى أن وجود تماسك كبير جدا بين كل الاطراف في الشارع المعارض في البحرين، وقال إن هذا التوحد على الموقف هو نتيجة لاقدام السلطة على اعتقال الرمز الكبير الشيخ سلمان الذي استطاع ان يوحد ابناء الشعب بسبب اعتقاله .
من جانبها اكدت القيادية في جمعية الوفاق البحرينية احلام الخزاعي ان الحراك الشعبي في البحرين لن يتوقف مهما اعتقل النظام من رموز، بلا ان ذلك سيدفع بالشارع الثوري الى مزيد من الحركة، معتبرة ان اعتقال الامين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان فتح ملفات كثيرة ومعقدة اقتصادية وسياسية واجتماعية في البحرين.
واضافت الخزاعي: ولذلك فان هذا الشعب لن يتوقف، وحراك المعارضة ايضا، سواء السياسي او الميداني او الحقوقي.
واشارت الخزاعي "اليوم نرى هذا الشباب السلمي يتحدى آلة القمع بصدور عارية، كما كنا نراه في 14 فبراير 2011، واليوم باعتقال الشيخ علي سلمان يقدمون ذكرى 14 فبراير، حيث نرى في الشارع الرجل الكبير والمرأة والشاب الصغير والنساء والاطفال وكل فئات الشعب تتظاهر في كل مناطق البحرين احتجاجا على اعتقال هذا الرمز وهو رجل السلم، وهكذا وصفته كل البيانات والمنظمات الدولية والحقوقية.
واكدت الخزاعي ان الشيخ علي سلمان معروف على مستوى العالم بمواقفه السلمية والوطنية، ولذلك لابد ان يكون لهذه الردود من تأثير، والتأثير الاكبر هو الحراك الشعبي المستمر على الارض، مشددة على ان هذا الشعب لن يهدأ الا ان يرى رموزه خارج المعتقل.
