الوقت- جبهة الإرهاب ومؤيدوها وخاصة الغربيين الذین کانوا یعتزمون تنفیذ سيناريو تقسيم وتجزئة دول المنطقة، عاشت أیاماً صعبة في الأشهر الأخيرة من العام الماضي، وواجهت هزائم وإخفاقات كبيرة في الحرب مع الجیشین العراقي والسوري والميليشيات الشعبیة.
ففي العراق وبفضل المرجعیة الدينية العلیا الواعیة والبصیرة، ألحقت قوات الجيش العراقي والمتطوعين العراقيين من وحدات الحشد الشعبي هزائم ساحقة علی أرهابيي داعش في الأشهر الأخيرة من العام الماضي.
وفي سوریا أیضاً، تکبّد الإرهابيون خسائر فادحة فاقت تصوراتهم ، وفي كل يوم یصبح حصار الجيش العربي السوري علیهم أكثر وأشد إحكاماً.
الجرائم الفظيعة التي يرتكبها الإرهابيون التكفيریون باسم الإسلام ومعظم ضحاياهاهم من المسلمین، لا يترك مجالاً للشك لدی أحد أن الغرب وحلفائه في المنطقة، قد اجتذبوا الإرهابيين المرتزقة من دول مختلفة بهدف إرکاع سوريا المقاومة وتقسیم العراق.
وقد حمل حضور الرئيس السوري بشار الأسد بین جنوده في منطقة جوبر رسائل مختلفة ، من أهمها أن الجیش والشعب والحکومة التي اتخذت نهج المقاومة في هذا البلد، هي الضمانة للحفاظ علی سوريا وإنقاذها، ویظهر هذا الحضور أن الميدان العسكري هو الوحید الذي سیفسّر جنيف واحد وجنيف اثنين.
الحرب علی داعش تقترب من نهایاتها، لأن هذا التنظیم الإرهابي هو مجموعة متعددة الجنسيات مع أهداف محددة من قبل أسیادهم الأمريكيین والإسرائیلیین، وتتمتع بالدولارات الممنوحة من قادة الرجعية العربية ودعمهم. وهي مجموعة غريبة تماماً عن العراق وسوريا، وموجة الهروب تنتشر بين إرهابيي هذا التنظیم الإرهابي. ولا یوجد أيّ سلاح يمكن أن يقاوم إرادة الشعب في العراق وسوريا، والعديد من الشبان قد سارعوا إلی محاربة هذه الجماعة التکفیریة بعد انکشاف الطبيعة الحقيقية لهذه المجموعة الإرهابیة وإثبات ادعاءاتها الكاذبة.
والمؤامرة التي خطّط لها في العام الماضي کانت وصول داعش بعد احتلال الموصل، إلی بغداد وفتحها ومن ثم السیطرة علی کل العراق. ولکن بسبب العوامل السالفة الذكر ليس فقط أن التكفيریین قد فشلوا في تحقيق هدفهم النهائي، بل خسروا المناطق التي احتلوها واحدة تلو الأخری أیضاً وذلك بعد خسائر وأضرار فادحة. ومسار إخفاقاتهم قد بلغ ذروته خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي، إلی أن بدأت علامات بدایة انهيار هذه الجماعة الغازیة تتكشف في مختلف المناطق.
الیوم وبعد أن أخذ داعش في الصعود خلال بضعة أشهر، بدأ یسیر طریق الهبوط والسقوط ، وکما وعد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فإن العام الجديد سیکون عام هزیمة داعش الکاملة وانتصار الشعب والحکومة العراقیین بشکل کامل.
الجيش العربي السوري أیضاً حقق نجاحات كبيرة في الحرب مع الإرهابیین الذین تدفقوا إلی هذا البلد من ثلاثة وثمانين بلداً في العالم حسب ما قاله المسؤولون السوريون، بهدف تنفیذ المؤامرة الغربية الإسرائیلیة المشؤومة وکذلك الرجعية العربية .
إذن من خلال النظر إلی التطورات المتسارعة في العراق وسوريا، یجب القول بأن النجاحات المثيرة للإعجاب التي حققها الجیشان العراقي والسوري في محاربة الإرهابيين المدعومین من الغرب والکیان الإسرائیلي وأنظمة الرجعية العربية ، تحمل رسالة مفادها إن المشروع الداعشي الذي خطّط له کل من أمريکا والکیان الإسرائیلي وعملائهما المحليين قد فشل فشلاً ذریعاً، وإذا استمرت النجاحات والانتصارات لحكومات سوريا والعراق بنفس الطريقة، فلن ننتظر طویلاً حتی نشهد دقّ المسمار الأخير في نعش داعش والخطة الخطيرة لأسیادهم في أمیرکا والکیان الإسرائیلي.