الوقت- في هذه الأيام وعقب تنفیذ هجمة إلكترونية ضد شركة إنتاج أفلام أمريكية، تحوّل موضوع الهجمات الإلكترونية والحرب الإلكترونية إلی موضوع هام في الساحة الدولية . ولكن في الخبر الجدید في هذا السياق، تتحدث وسائل الإعلام الأمريكية عن احتمال وقوع هجمات سيبرانية ضد إيران من قبل البنوك والمؤسسات المالية الأمريكية .
وفي الأسابيع الأخيرة نشرت أخبار ومواضیع عدیدة في وسائل الإعلام الغربية حول أن إيران نفّذت هجمات إلكترونية واسعة النطاق ضد مؤسسات وبنی تحتية في العديد من البلدان مثل أمريكا . والخطوط العامة لهذه الأخبار هي أن إیران تشكل تهديداً للأمن السيبراني العالمي ويجب التصدي لها . ومع ذلك ثمة أنباء تقول إن الأمر هو عكس ما تم نشره تماماً .
وفي هذا المجال أشارت شبكة بلومبرج الإخبارية الأمريكية في تقرير لها إلى أن البنوك والمؤسسات المالية في الولايات المتحدة الأمیرکیة ربما کانت ضالعة في تنفيذ سلسلة من الهجمات الإلكترونية ضد الخوادم الإيرانية ، الهجمات التي تمت بذريعة التصدي لما سمي "حملة الهجمات الإلكترونية الإيرانیة في عام 2012". وتحقق "وکالة المخابرات المرکزیة الأمیرکیة" في الوقت الراهن في هذه المسألة.
ورداً على هذا الموضوع ، وصف عضو في مجلس النواب الأمريكي مايكل ماكول، الوضع الحالي بالنسبة إلی الهجمات الإلكترونية بأنه "نوع من الغرب المتوحش"، مشیراً إلی أن هذه الهجمات نفّذت من قبل البنوك الأمريكية دون الحصول على أي ترخيص .
وعلى أساس تقرير شبكة بلومبرج ، اقترحت شركة "جي بي مورجان" علی مكتب التحقيقات الفدرالي في حالة واحدة أن ینفّذ من أماكن خارج أمريكا، هجمات على خوادم کان یزعم بأنها شنت هجمات إلكترونية ضد هذه الشركة ، غير أن المسؤولين في الاجتماع رفضوا اقتراح الشركة بسبب قضايا قانونية .
مع ذلك وعلى الرغم من رفض هذا الاقتراح، وجد المحققون في وکالة المخابرات المرکزیة الأمیرکیة أنه قد تم القيام بالهجوم الذي اقترحته جي بي مورجان في وقت لاحق من قبل طرف ثالث ضد الخوادم المذکورة . ووفقاً لذلك يحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي حالیاً في أنه هل هاجمت البنوك الأمیرکیة حقاً الخوادم الإيرانیة من خلال إجراء غير مشروع أم لا؟
وعلى أية حال یتم نشر هذا التقرير في حین نشرت في الأسابيع الأخيرة كما أسلفنا عدة مزاعم عن هجمات إلكترونية من قبل إيران ضد الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من البلدان ، وتحاول هذه المزاعم تقدیم إيران على أنها تهديد للأمن السيبراني العالمي . ومع ذلك یتضح الآن أنه قبل فترة طويلة من هذه الهجمات المزعومة ، کانت البنوك والمؤسسات الأمريكية هي التي تشن هجوماً منظماً ضد جمهوریة إیران الإسلامیة.