الوقت- في ظل "الترنيمة" الطائفية التي تنشدها فضائيات ما يسمى بـ"عاصفة الحزم"، عقد ملتقى "أهل السنة في اليمن" أمس الأربعاء 23 مارس/ آذار 2016 مؤتمر موسع يهدف لرفض الطائفية والعدوان والحصار والتدخلات الخارجية في اليمن"، إضافةً إلى الخروج برؤية شرعية جامعة لمجمل التداعيات والأحداث التي تنخر في جسد المجتمع اليمني وتهدد حاضره ومستقبله.
وتناول المؤتمر المنعقد بمحافظة الحديدة تحت شعار "معاً لرفض الطائفية والعدوان والحصار" عدداً من الأوراق المقدمة من مشائخ وعلماء السنة التي تناولت الجذور التاريخية للتحريض المذهبي والمناطقي وكيفية خروج الأمة الإسلامية من هذه الفتن.
وأكد العلماء رفضهم كافة التدخلات الخارجية في الشأن اليمني من أيّ طرف كان، كما دعوا الى تحمّل المسؤولية الشرعية في كشف ما يتعرض له الشعب اليمني ومن حصار جائر وعدوان غاشم.
وأكد المشاركون في أعمال الملتقى الذي حضرته أكثر من 400 شخصية من العلماء والخطباء والفقهاء والدعاة والمرشدين بإنة ونظراً لخطورة المرحلة التي تمر بها بلادنا من حصار خانق وعدوان ظالم أستهدف البشر والحجر ودمر كل المقدرات وسعى جاهداً الى إشعال نار الفتنة بين اليمنيين وتأجيج الطائفية والمناطقية بين المسلمين وتعميق الخلافات والعمل على تفكيك الأخوة الأيمانية أكدوا على رفض الطائفية والسعودية الغاشم على بلادهم والتدخلات الخارجية من أي طرف كان وتحت أي مسمى ؛ ورفض كل مايمس سيادة الوطن وأستقلالة أو يتعارض مع الشريعة الأسلامية.
الشيخ عبدالرحمن عبدالله مكرم " امام وخطيب الجامع الكبير بمدينة الحديدة تلى بيان المؤتمر موضحاً اهمية الحفاظ على اخوة ابناء الشعب اليمني ووحدته الايمانية والوطنية داعياً كافة العلماء والخطباء والدعاة والمثقفين والاعلاميين الى الابتعاد عن نشر الخطاب التحريضي.
وخاطب بيان الملتقى علماء الأمة الاسلامية واصحاب الضمائر الحية واحرار العالم - على حد ما ورد في البيان - الى فك الحصار الخانق على اليمن والذي مضى عليه عام ودعاهم الى ادانة العدوان الخارجي على اليمن.
وطالب البيان كافة الأطراف المتنازعة التحلي بالإيمان والحكمة في حل القضايا والخلافات بما يحفظ وحدتهم واخوّتهم ورفض كافة التدخلات الخارجية من اي طرفٍ كان وتحت أي مسمى ورفض كل ما يمس سيادة الوطن واستقلاله.
وطالب الملتقى الجهات الرسمية وضع تشريعاتٍ عاجلة تجرم التحريض بكافة اشكاله وتعاقب كل من دعا لذلك.
وحث البيان وزارة التربية والتعليم وضع مقرراتٍ دراسية تغرس القيم والأخلاق وتنشر ثقافة القبول بالآخر واصلاح ذات البين وتعزز الولاء لله ولرسوله والوطن معتمدةً في ذلك على اساس الكتاب والسنة النبوية.
كما دعا الملتقى العلماء والخطباء والمرشدين القيام بواجباتهم في توحيد الكلمة وحماية الثغور من اي عدوان خارجي وتحصين الجبهة الداخلية وتوثيق عرى المحبة والاخوة بين اليمنيين جميعاً مؤكداً انهم قاموا بتشكيل لجنة لمتابعة العمل لمخرجات المؤتمر.
ودعا العلماء الى نشر ثقافة المحبة والتأخي والتعلي والتسامح ووقف الأقتتال الداخلي وأحترام الرأي والقبول بالأخر وفقاً لأحكام الشريعة الأسلامية كما دعوا علماء الامة الأسلامية واصحاب الضمائر الحية وأباة الضيم وأحرار العالم الى فك الحصار الخانق المضروب براً وبحراً وجواً منذ عام على شعب مسلم قوامة أكثر من خمسة وعشرين مليون أنسان كما ندعوهم الى إدانة السعودية الخارجي على يمن الأيمان والحكمة وتجريمة ومواجهتة بكل السبل المشروعة التي نص عليها القرأن الكريم والسنة النبوية المطهرة والعمل على إيقافة مع التأكيد بأن لاشرعية دينية أو أخلاقية أو سياسية للعدوان.
وقدم خلال الملتقى ثلاث أوراق عمل الأولى حول دعوة الإسلام إلى السلم بين المسلمين قدمها الشيخ محمد المهدي فيما تناولت الورقة الثانية دور المساجد ووسائل الإعلام في محاربة الطائفية والتكفير وإرهاب المسلمين للشيخ محمد علي مرعي .
في حين تطرقت الورقة الثالثة التي قدمها الشيخ محمد طاهر أنعم، إلى خطر الطائفية والمناطقية على المجتمعات وتحريم الدعوة إليها.
وأثريت أوراق العمل بالنقاش وإبداء الملاحظات من قبل العلماء والدعاة وتقديم المقترحات الهادفة إلى الاستفادة منها على أرض الواقع.
وهدف ملتقى علماء ودعاة أهل السنة الذي انعقد بمدينة الحديدة تحت شعار " معا لرفض الطائفية والعدوان والحصار والتدخلات الخارجية في اليمن" إلى الخروج برؤية شرعية جامعة لمجمل التداعيات والأحداث التي تنخر في جسد المجتمع اليمني وتهدد حاضره ومستقبله انطلاقا من دور العلماء واستشعارا للمسئولية وللأمانة الملقاة على عاتقهم.