الوقت- وقع الرئيس الامريكي باراك أوباما الليلة الماضية، قانونا لتعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل وجاء في القانون أَنَ اسرائيل هي شريكة استراتيجية رئيسية للولايات المتحدة. وينص القانون على تعزيز التعاون بين البلدين ،في العديد من المجالات، منها تطوير أنظمة الصواريخ الدفاعية، والامن الداخلي، وامن الحواسيب ،والطاقة والمياه و الزراعة و غيرها .
وفي خطوة أتت مفاجئة من حيث التوقيت، أقر الكونغرس الأميركي بالإجماع يوم الجمعة الفائت تخصيص 225 مليون دولار كتمويل عاجل لمنظومة القبة الحديدية للدفاع الصاروخي في إسرائيل، ويأتي التصويت على مشروع القانون بعد يومين من إعلان وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تسليم شحنات من الذخيرة لإسرائيل.
وقد تمت الموافقة من قبل الكونغرس على هذا التمويل بأغلبية 395 صوتا مقابل ثمانية أصوات معارضة، في تصويت جرى بوقت متأخر من مساء الجمعة، حيث تم إقرار هذا التمويل قبل أن يبدأ الكونغرس عطلته الصيفية التي تستمر خمسة أسابيع. ويفترض أن يوقع الرئيس باراك أوباما على هذا القرار بشكل عاجل.
وقال السيناتور الجمهوري جون ماكين إن هناك حاجة ملحة لتعزيز منظومة القبة الحديدية خاصة مع استمرار إطلاق الصواريخ نحو المدن والبلدات الإسرائيلية.
ويشكل هذا التمويل جزءا من 3.1 مليارات دولار طلبتها الإدارة الأميركية للمساعدة العسكرية لإسرائيل المستفيدة الأولى في العالم من المساعدات الخارجية الأميركية. وهذا التمويل الطارئ الذي سيزيد العجز الأميركي، سيسمح بتزويد القبة الحديدية بصواريخ اعتراضية إضافية.
وكان البيت الأبيض طلب 176 مليون دولار لنظام القبة الحديدية عام 2015 لكن أعضاء الكونغرس رفعوا هذا المبلغ. وعادة ما يزيد الكونغرس المبالغ التي يطلبها الرئيس الأميركي لتمويل المشاريع المرتبطة بأمن اسرائيل. يُشار إلى أن الكونغرس خصص 235 مليون دولار للقبة الحديدية العام الماضي.
وكانت أمريكا قد سمحت خلال الأيام الماضية للكيان الغاصب بالدخول إلى المخزون الإستراتيجي لإعادة التزود بقذائف من عيار "40 ملم" وقذائف هاون من عيار "120 ملم" لاستنزاف المخزونات القديمة التي سيتعين نهاية الأمر "تعويضها" وفقا لما كشفه مسؤول عسكري أميركي طلب عدم الإفصاح عن اسمه .
وكانت الذخائر وضعت في الكيان الغاصب في إطار برنامج يديره الجيش الأميركي، ويطلق عليه "مخزون احتياطيات حرب حلفاء-إسرائيل" الذي يتم بموجبه تخزين الذخائر محليا لاستخدام الولايات المتحدة، ويمكن لإسرائيل استخدامها في المواقف الطارئة .
هذا القرار الجديد و العرض السخي الذي أتى في وقت تعاني فيه الحكومة الأمريكية من عجز كبير في الميزانية، دليل اخر على قوة اللوبي الصهيوني المتمثل بمنظمة ايباك الصهيونية بشكل رئيسي، و قدرتها الهائلة في الضغط على القرار الأمريكي، حيث أحرجته أكثر من مرة في اتخاذ قرارات بعيدة كل البعد عن توجهاته و أولوياته. و رغم العجز الكبير في الموازنة الأمريكية و الديون المتراكمة على الخزينة الأمريكية، لم تبخل أمريكا على ربيبتها اسرائيل بالمال الوفير دعما لمبدأ تفوق الكيان الصهيوني في المنطقة عسكريا و أمنيا و للمحافظة على اقتصاد هذا الكيان الذي يواجه الكثير من التحديات الداخلية .
رغم الوضع الاقتصادي المتردي في أمريكا و الخلافات الداخلية التي فجرها نتنياهو باقالة وزيرين مهمين في حكومته وزيرة العدل تسيبي ليفني و وزير المالية يائير ليبيد، و رغم التوتر الذي حصل بين أمريكا و الكيان الصهيوني اثر المفاوضات التي حصلت في عمان مؤخرا حول الملف النووي الايراني و التي يجمع الكثيرون أنها كادت تتكلل بالنجاح لولا ضغط اللوبي الصهيوني على اللاعب الأمريكي، الا أن المصلحة الاسرائيلية العليا حفظت مكانتها فوق كل المصالح، حتى أنها تتقدم على مصلحة الشعب الأمريكي نفسه، الذي يعاني من مشاكل عدة ليس أقلها ارتفاع نسبة البطالة و الفوائد المصرفية و الضرائب واستفحال الدين العام و غيرها من المشاكل التي يرى فيها البعض الداء الذي يمكن أن يقضي على الامبراطورية الأمريكية.
بالمحصلة لا مصلحة تعلو على مصلحة اسرائيل في المنطقة، فلا يمكن لأمريكا الا أن تحافظ على هذا الكيان المزروع في خاصرة الشرق الأوسط، حفاظا على مصالحها و درعا متقدما يقيها نار الشعوب ان انتفضت، فطبيعي جدا هذا السخاء و طبيعي جدا أن تحرم الحكومة الأمريكية أبناءها لتتخم اسرائيل التي تحارب نيابة عنها، واللوبي الصهيوني حاضر ليذكر الحكومة الأمريكية بهذا الدرس ليلا و نهارا.