اعتبر وزير الدفاع الايراني حسين دهقان التهديدات الاميركية
والاسرائيلية المباشرة خلال السنوات الاخيرة باستهداف المنشآت النووية
وغيرها من المرافق الحيوية بانها خاوية، مبيناً ان العداء بين ايران ونظام
الهيمنة هو في الاساس صراع جوهري.
وقال العميد دهقان في حوار خاص
مع قناة العالم الاخبارية: ان هؤلاء وظفوا كل ما لديهم من طاقات في
المجالات المختلفة كالعسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية، الا ان كل
هذا العداء والحقد والحظر جعل من امتنا أقوى مقاومة وأكثر قدرة على الحضور
في الساحة وأفشلت جميع جهودهم.
خواء التهديدات الاميركية والاسرائيلية
واعتبر
الوزير دهقان، التهديدات التي اطلقت في السابق او حالياً أو القول انهم
دائماً يبحثون جميع الخيارات المطروحة على الطاولة، بانها خاوية، وقال: اذا
كانوا فعلاً قادرين على هذا العمل ان كان في ادارة الساحة او تولي مسؤولية
تداعيات اجراءاتهم الوقحة فانهم لن يترددوا، موضحاً، ان هذه التهديدات رغم
اننا نأخذها على محمل الجد، الا انها لم تؤثر كثيراً على عزيمتنا،
واستطعنا اثبات أحقيتنا في هذا المسار للعالم أجمع.
وحول
المباحثات النووية، اكد ان ما حث اميركا على الدخول في المفاوضات مع
ايران، هو حاجتها لهذه المفاوضات، وذلك لتحسين صورتها السيئة في العالم،
وقال: "لذلك نحن نعتقد ان التهديد يأتي من قبل الولايات المتحدة، ولكن ما
هو المهم هو ان نتمتع بأعلى مستوى الجاهزية كي لا نسمح ابداً للاميركان
والكيان الاسرائيلي بالتجرؤ والاعتداء علينا".
لا مفاوضات حول المنظومة الصاروخية
وحول
الاصرار الاميركي ودول مجموعة 5+1، بادراج المنظومة الصاروخية الايرانية
في المباحثات النووية، قال ان ما نبحثه اليوم مع الدول الست هو فقط القضية
النووية، ولا يتضمن جدول اعمالنا بحث اي موضوع آخر، ولن نرضخ للمطالب
المبالغ فيها في هذه المفاوضات، مبيناً ان الصواريخ مرتبطة فقط بالقدرات
الدفاعية لجمهورية ايران الاسلامية ليس الا.
وحول المساعدة التي
تقدمها جمهورية ايران الاسلامية للعراق لمواجهة جماعة "داعش الارهابية،
والدور الذي تلعبه ايران في محاربة "داعش" في العراق وكذلك التقارير بشأن
مشاركة قائد فيلق القدس في إيران اللواء قاسم سليماني في بعض العمليات
التحررية، قال العميد دهقان: "نحن نعتبر جماعة "داعش" الارهابية تيار
تكفيري صهيوني وتمثل تهديد للمنطقة والعالم، حيث انضم اليها افراد من مختلف
الدول الاوروبية ومن جميع انحاء العالم بدوافع مختلفة وتعاونوا مع هذه
الجماعة الارهابية، ومارسوا أفضح الجرائم ضد الانسانية والبشرية لم يسبق
لها مثيل في تاريخ البشرية".
واضاف، ان هؤلاء الارهابيون سيعودون
يوماً الى بلادهم، واذا ما ترسخ هذا النوع من السلوك حيث الافكار الخاطئة
في تلك البلدان، فبالتأكيد سيشكل تهديداً جاداً للبشرية في كل مكان.
جماعة "داعش" تيار صهيوني
واوضح:
"نحن لا نرى جماعة "داعش" بانها تيار داخلي، وانما يقف وراءه اميركا
والكيان الاسرائيلي اللذان يدربان ويمولان ويجهزان مسليحه، بالتعاون مع
الاسف من بعض دول المنطقة، والذين يتصورون انهم من خلال تقوية "داعش"،
باستطاعتهم تحديد قوة جمهورية ايران الاسلامية ومحاصرة الدول الاسلامية".
واكد
العميد دهقان، "نشهد اليوم تدمير البنية التحتية لسوريا والعراق على يد
هذه الجماعة الصهيونية، اضافة الى ارتكابها مجازر وابادة جماعية ضد الآف
الابرياء في المناطق المختلفة، معتبراً ان هذ الجماعة التكفيرية تزعزع امن
واستقرار المنطقة.
التعاون مع العراق وسوريا لمكافحة الارهاب
وشدد
على انه "من الطبيعي ان يكون لدينا تعاون مع الحكومتين السورية والعراقية
للمساعدة على حفظ امنهما واستقرارهما"، معتبراً ان امن واستقرار سوريا
والعراق هو من أمن واستقرار المنطقة.
واوضح، "انه بعد شراء
الاسلحة والمعدات العسكرية من ايران، قدمنا المشورة والتدريب للجيش والقوى
المقاومة في سوريا والعراق ولبنان، وهذا ما نعلنه بصورة واضحة وصريحة،
وحتى مشاركة العميد سليمان لم تكن الا من اجل تقديم المشورة والتوجيه
والتدريب".
ونفى العميد دهقان، تواجد اي قوات ايرانية في سوريا
والعراق، وان الافراد الذين كانوا هناك هو للاستشارة والتدريب وتقدم
المساعدة بشأن اعداد الخطط العسكرية.
واكد، ان جميع القادة
العسكريين في العراق جميعهم من العراقيين، لافتاً الى ان الشعب العراقي
بالتعاون مع حكومته ومرجعيته الدينية قادر على حل الازمة العراقية، وقال:
"كما شاهدنا لحد الآن النجاحات الباهرة التي حققها الجيش والحشد الشعبي،
سنشهد في المستقبل القريب تطهير العراق من دنس التيار هذا التيار التكفيري
الصهيوني".
تهديد الامن القومي خط أحمر
وفي رده على
سؤال بشأن تصريح وزير الخارجية العراقي بان بلاده لا تمانع ان تقوم
الطائرات الايرانية باستهداف اوكار جماعة "داعش" الارهابية، وهل حقاً شنت
الطائرات الايرانية مقار "داعش" داخل الاراضي العراقية، اعتبر العميد
دهقان، ان الامن والاستقرار مهم جداً بالنسبة لايران، حتى لو كان هذا
التهديد يتجاوز حدود البلد، واذا ما ارادت "داعش" التجاوز على الحدود
الايرانية فستواجه برد قوي، معلناً استعداد طهران تقديم المساعدة فيما لو
طلبت الحكومة العراقية ذلك بشكل رسمي.
كما اكد وزير الدفاع
الايراني، ان الامن القومي خط أحمر، وان ايران اعلنت صراحة على ان العتبات
المقدسة في العراق خط أحمر بالنسبة لها، مبيناً انه لو حاولت جماعة "داعش"
او اي جماعة مسلحة آخرة تهديد هذه المراكز المقدسة فستتدخل جمهورية ايران
الاسلامية لحمايتها.
وحول الهجوم الذي شنه الكيان الاسرائيلي على
بعض مواقع الجيش السوري قرب العاصمة دمشق، وصف العميد دهقان، جماعة "داعش"
بانها تيار صهيوني، ومن الطبيعي ان يقوم الكيان الاسرائيلي بحمايتها،
وبالعكس فانه لن يمتنع عن اتخاذ اي عمل من شأنه تقويض المقاومة.
الصراع في المنطقة من اجل حماية الكيان الاسرائيلي
واوضح،
انه ينبغي ان يكون مفهوماً للناس في المنطقة ان كل ما يحدث في سوريا
والعراق هو في الحقيقة من اجل حماية أمن الكيان الاسرائيلي، مضيفاً، انه
على هؤلاء الناس ان يعلموا ان "داعش" لم تظهر اي رد فعل ازاء العدوان
الاسرائيلي الدموي على قطاع غزة على مدى 50 يوماً، ولذا نخلص الى النتيجة
بان كل ما يحدث في المنطقة هو لصالح اميركا والكيان الاسرائيلي ونظام
الهيمنة، وان الكيان الاسرائيلي سيفعل اي عمل بهدف اضعاف محور المقاومة.
وقال
العميد دهقان: ان الفصائل المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا لديها الكثير
من البنية التحتية الصناعية والعسكرية، وقادرة في جميع المراحل على صناعة
وانتاج الصواريخ، مشيراً الى ان جمهورية ايران الاسلامية قدمت المساعدة
للفصائل المقاومة في مجال الصناعة والتقنية، واعلنت رسمياً انها ستتعاون مع
المقاومة في هذين المجالين امتثالاً لتوصيات قائد الثورة الاسلامية، على
انه يجب ان تكون الضفة الغربية مسلحة مثل قطاع غزة، مشيراً الى ان حماية
المقاومة وضعت ضمن الاستراتيجيات العامة لجمهورية ايران الاسلامية، ويتم
متابعة هذا الامر.
وفند وزير الدفاع الايراني
الانباء التي افادت عن استهداف الكيان الاسرائيلي للصواريخ الايرانية خلال
قصفها مستودعاً على اطراف دمشق، وقال بانها غير صحيحة، مضيفاً "ليس لدينا
ادنى شك في ان الكيان الاسرائيلي لا يتردد عن استهداف اي مكان من شأنه
الحاق الدمار بامكانيات المقاومة".
وحول المساعدة العسكرية
الايرانية المقدمة للجيش اللبناني والتي منعت اميركا من وصولها، قال: ان
الامن اللبناني مهم بالنسبة لنا، وكذلك الامن العراقي والسوري. واضاف، "نحن
نعتقد في المبدأ انه يجب الحؤول دون تبديل النزاع في مناطق سوريا والعراق
ولبنان الى صراع بين الشيعة والسنة، ولذا اقترحنا على الحكومة اللبنانية
منح المساعدة لمحاربة الجماعات الارهابية والتي عرضت الامن الداخلي للخطر"،
مشيراً الى انه ايران قدمت لائحة للمسؤولين اللبنانيين ومن المقرر ان يتم
دراستها، مبيناً استعداد ايران لوضع هذه المساعدة تحت اختيار الدولة، في
حال اعلنت السلطات اللبنانية استعدادها لاستلامها.
الوكالة الدولية والتهويل من القضية النووية
وحول
مطالب الوكالة الدولية للطاقة الدولية بزيارة موقع "پارتشين"، قال العميد
دهقان: "ان الوكالة الدولية حالياً قد زارت الموقع عدة مراة، واخذت عينات
من بعض النقاط"، معلناً انهم لم يحصلوا على اي دليل يثبت وجود نشاط عسكري،
مشيراً الى ان التهويل من القضية النووية ما هو الا ذريعة لمواجهة القوة
والمكانة التي تتمتع بها ايران في المنطقة والعالم، وهؤلاء لم يتوصلوا الى
اي وثيقة تثبت مزاعمهم، بالاضافة الى ان الوكالة الدولية تعتمد على مصادر
الاخبار التابعة للصهاينة والمنافقين، معتبراً ان "الوكالة كمنظمة دولية
أصبحت العوبة بيد اعدائنا".
وشدد العميد دهقان، على شفافية
وسلمية النشاطات النووية الايرانية، والتي تتم تحت مراقبة الوكالة الدولية
للطاقة الذرية، وقال: "حالياً يستقر مفتشو الوكالة الدولية في المنشآت
النووية الايرانية، ويراقبون نشاطاتها، وليس لدينا اي قضية مخفية حتى
نبقيها سرية عن الجميع، ومع ذلك اعلنا استعدادنا للاجابة عن اي وثيقة
معتبرة تقدم في هذا المجال".
وقال: "من حسن الحظ
في الجولة الاخيرة من المباحثات النووية، طرحت الوكالة الدولية وثائق مزورة
في اجتماع الخبراء لدراسة هذه القضايا، اعترفوا بعدم وجود اي سند يثبت صحة
هذه الوثائق، بل حتى في المقابل طالبوا المسؤولين الايرانيين طرح الادلة
المتوفرة لديهم، ومع ذلك فانهم مازالوا مصرين على ادعاءاتهم، ولكن نحن
اعلنا مراراً وتكراراً عدم انحراف النشاطات النووية خارج اطار معاهدة "ان
بي تي"، وان الاتهامات التي اثيرت ضد جمهورية ايران الاسلامية ليس لها اساس
من الصحة".
الوكالة الدولية تعتمد اخباراً غير معتبرة وملفقة
وفي
اشارته الى مطالبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم الاعتماد على
الاخبار التي ينشرها الصهاينة والمنافقين، اكد ان الوكالة طرحت لحد الآن
عدة مرات اخبار غير معتبرة وملفقة، معتبراً ان طرح مجدداً مثل هذه القضايا
بالاعتماد على تلك الاخبار، يشكل ذريعة لاطالة امد الازمة.
وحول
القدرات الصاروخية، قال: ان ايران تتبوأ مكانة جيدة بين الدول التي تمتلك
مثل هذه الصواريخ كأميركا وروسيا والصين، مؤكداً ان جمهورية ايران
الاسلامية طورت مدى صواريخها بالتناسب مع التهديدات المحتملة ضدها، ووصلت
في هذا المجال الى الحد المطلوب، وتسعى جاهدة لزيادة دقة اصابة الصواريخ
لاهدافها، والافلات من الرادارات.