الوقت- تشتد المنافسة داخل الأحزاب الأمريكية لاختيار مرشحيهم لخوض معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتدخل المنافسة مرحلة جديدة اليوم الثلاثاء الأول من اذار مارس وهو ما يطلق عليه اسم الثلاثاء الكبير، حيث يمكن أن تحسم بعض الترشيحات من خلال الانتخابات التمهيدية التي ستتم بشكل متزامن في بعض الولايات والمناطق الأمريكية.
والانتخابات التمهيدية لرئاسة الجمهورية الأمريكية لا تقل أهمية عن نفس الانتخابات الأساسية، كما أن تحضيراتها لا تقل تعقيدا عن الانتخابات الأساسية. فطريقة اختيار المرشحين بين ولاية وأخرى تختلف عن بعضها البعض. ففي بعض الولايات يتم الاختيار من خلال انتخابات وصناديق الاقتراع وفي ولايات أخرى يتم الاختيار من خلال جلسات اللجان الحزبية. كما تختلف طريقة توزيع نسب الأصوات بين المرشحين حيث تعتمد بعض الولايات النسبية المطلقة وولايات أخرى يختلف فيها وزن الأصوات بين أعضاء الحزب الواحد. واللافت أيضا أن الولايات تقوم بانتخاب ممثلين عنها ليقوموا بانتخاب مرشحهم أي أنهم لا يختارون مرشحهم الرئاسي بشكل مباشر بل عبر ممثل وسيط عنهم. وعدد الممثلين مرتبط بعدد أعضاء الحزب في كل ولاية. وهؤلاء الممثلين يقسمون بدورهم إلى قسمين. فقسم يعلن عن مرشحه ومن سينتخب خلال المجمع العمومي للحزب وقسم آخر يدعون بالممثلين الغير متعهدين بمعنى أنهم لا يعلنون عن مرشح خاص لانتخابه ولديهم الحق بانتخاب أي من المرشحين دون العودة إلى رأي من انتخبوهم من الحزب.
بالنسبة إلى الحزب الجمهوري فان عدد الممثلين الغير متعهدين هو 3 لكل ولاية وهم رئيس الحزب وعضوي اللجنة الشعبية للحزب (وعادة فان هؤلاء الممثلين يقومون باختيار المرشحين حسب أغلبية الأصوات). أما الحزب الديمقراطي وعلى خلاف اسمه فقد خصص 20 بالمئة من الأصوات للممثلين الغير متعهدين. ويضمون قيادات الحزب من أعضاء مجالس ولجان حزبية وعادة يستفيد ذوي النفوذ من المرشحين من هذه الأصوات والتي تفوت الفرصة على الأعضاء الجدد لدخول معترك الانتخابات الرئاسية.
بناء على ما تقدم يصبح من الواضح أن شعار "لكل فرد صوت" ليس دقيقا فهناك الشريحة العادية من الحزبيين والطبقة المميزة التي تتمتع بأصوات مرجحة وخاصة لدى الحزب الديمقراطي. حيث يمكن لهم التأثير بشكل كبير على النتائج النهائية. هذا في وقت يتم اختيار من حصل على النصف زائد واحد من الأصوات كمرشح الولاية للانتخابات الرئاسية. ويبلغ عدد أصوات الولايات (أي الممثلين) 4763 للحزب الديمقراطي و 2471 للحزب الجمهوري.
وبالعودة إلى المنافسة القائمة حاليا والتي بدأت تشتد وستستمر حتى 8 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وطبقا للاحصاءات فان "دونالد ترامب" رجل الأعمال وصاحب الشخصية والمواقف المثيرة للجدل قد يتمكن في الثلاثاء الكبير ورغم المعارضة الواسعة التي يواجهها حتى من داخل حزبه أن يتقدم على منافسيه واذا ما حقق تقدما في هذه المرحلة يكون قد قطع شوطا كبيرا وتخطى المحطة الخامسة له في حملته الانتخابية وذلك بعد الانجازات التي حققها في ولايات ايوا نيوهمشاير نيفادا وكارولاينا الجنوبية. وبذلك يكون قد اقترب كثيرا من تحقيق الفوز ليكون ممثلا للحزب الجمهوري الذي يعد من أقدم وأكبر الأحزاب الأميركية في المعركة الانتخابية للوصول إلى البيت الأبيض. وقد كان "ترامب" خلال خطاباته الأخيرة أكد أنه سيكون الفائز في وجه المرشح الاخر.
أما في الجهة الأخرى فان "كلينتون" تتقدم بقوة نحو الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي، فعلى الرغم من أنها تواجه منافس قوي كساندرز إلا أن حظوظها بنيل ترشيح حزبها عالية بسبب الاحتمالات القوية التي ترجح أن يقوم الأعضاء الغير متعهدين بانتخابها، وهذا ما تؤكده أيضا استطلاعات للرأي وسط الديمقراطيين. وكان من اللافت أن كلينتون خلال الأسبوع الفائت وخلال خطاب لها في ولاية كارولاينا الجنوبية قد وجهت الكلام إلى "دونالد ترامب" بدل أن توجهه إلى منافسها داخل الديمقراطيين "برني ساندرز" في اشارة واضحة إلى ثقتها بنيل ترشيح الديمقراطيين.
وبالعودة إلى الثلاثاء الكبير فقد جرت العادة بفوز المرشح الذي يحصد أكبر عدد من الأصوات في هذا اليوم. ويقول "جان برابندر" أحد الخبراء الاستراتيجيين في أمريكا أن هذا اليوم هو الحاسم والسبب الحالة النفسية التي يستطيع خلقها المرشحون من خلال نقل خطاباتهم وحملاتهم الانتخابية على شاشات التلفزة في هذا اليوم. ومن المقرر أن تجري الانتخابات متزامنة في ولايات منها الاباما كلورادو جورجيا ماساشوستس مينسوتا اوكلاهوما تنسي تكساس و فرجينيا.