الوقت - وصفت دراسة عرضها الموقع الخاص لمركز هوفر للدراسات في أمريكا السعودية بأنها تشكل أكبر خطر على أمن منطقة الشرق الأوسط (غرب آسيا) وقد أتت الدراسة بقلم توبي سي جونز الذي اعتبر أن التدخلات المخربة للسعودية في سياسة دول المنطقة قد ازدادت بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي.
ويقول الكاتب: ظهرت السعودية في العقد الأخير كواحدة من أشد القوى الفاعلة في الشرق الأوسط. وقد دفع سقوط صدام حسين وتزايد قوة ايران بالاضافة إلى الفوضى التي عمت العالم العربي بسبب الثورات التي قامت، دفع السعودية إلى زيادة مستوى تدخلاتها في هذه الدول من خلال أزلامها في مصر، البحرين، سوريا، العراق واليمن من خلال المال وعدم الاستقرار سعيا إلى تحويل المنطقة بما يتطابق مع إرادتها.
ويضيف الكاتب، لما يزيد عن 50 عاما كانت السياسة السعودية إقليميا وداخليا تتمحور حول الأمن وحفظ الاستقرار. أما حاليا فالمسألة مغايرة ففي رد فعل على الانتقادات الأخيرة التي تعرضت لها الرياض حول الدخول في نقاشات غير ضرورية مع ايران، أجاب وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" عبر مقالة في نيويورك تايمز مؤكدا الكلام التكراري على أن ايران تتدخل بشكل خطر في ملفات المنطقة من سوريا وصولا إلى اليمن. وأضاف الجبير أن السعودية لن تسمح أبدا لايران أن تضعف أمنها وأمن الدول الحليفة لها.
ويؤكد الكاتب وهو أستاذ التاريخ في جامعة روتغرز الأمريكية في السياق أنه لطالما تم التأكيد والقول لهم إن التهديد الحقيقي الذي يواجه المنطقة الخطرة (الشرق الأوسط) إنما يأتي من السعودية كأكبر خطر موجود.
على أي حال فان بعض مصادر القلق العميقة والتي لا ترتبط بايران بل ترتبط بالمصالح المتناقضة وعدم الاستقرار الداخلي السعودي يتم غض النظر عنها. ومن مصادر القلق السعودي تأتي التحديات الداخلية بالاضافة إلى العوامل الاقليمية في محاولة لحفظ حكم حلفاء السعودية في المنطقة في مواجهة القوى الوطنية الديمقراطية في بلاد كالبحرين ومصر واليمن. اضافة إلى حفظ موقع السعودية كأقوى قدرة نفطية في المنطقة. والسعي إلى تهميش واضعاف القوى والمجتمعات التي لا تريد الاستسلام لارادة الرياض من خلال وضع العوائق واختلاق الأزمات والأهم من كل ذلك الاطمئنان إلى أن الشعب السعودي في الداخل لن يتحرك للمطالبة بحقوق سياسية كبيرة.
ويضيف الكاتب في حديثه، وبما أن الحلفاء الغربيين للسعودية وأهمهم أمريكا وبريطانيا لم يكتفوا فقط بغض الطرف عن تصرفات الرياض بل يساعدون وبشكل مباشر على تقوية القدرة العسكرية للأخيرة جعل من السعودية وحكامها أكثر اندفاعا وجرأة. حتى وصلوا الى مرحلة يقومون بما يريدون دون الخوف من أي مساءلة. وکان من نتائج هذا الأمر المعاناة التي يعيشها آلاف اليمنيين بالاضافة إلى أهالي البحرين وسوريا. واضافة إلى ذلك ازدادت الأخطار التي تهدد المنطقة وخاصة من خلال الدعم الذي يقدم إلى الحركات التكفيرية والارهابية.
ويضيف الكاتب أن التدخل العسكري السعودي في اليمن أدى بالسعودية إلى الوقوع في مستنقع من صنيعها. وقتل ما يزيد عن 6 الاف يمني إنما يعود بمعظمه إلى الغارات السعودية. كما تمنع الرياض إجراء تحقيقات دولية حول جرائم حرب ترتكب في اليمن في وقت ليس هناك من أي ضغوط دولية تذكر في هذا الاتجاه.
واضافة إلى الخسائر البشرية الكبيرة، فان التدخل السعودي كان له آثار سياسية كبيرة وواضحة على المنطقة. ومن أجل التغطية على الجرائم التي ترتكبها الرياض تقوم بالادعاء بان ايران تساعد على نشر الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة، وعلى نشر الفتن والتفرقة والحرب بين الشيعة والسنة. ومخرجات هذه السياسة السعودية مشهودة في دول المنطقة إن كان في اليمن، سوريا والعراق أو حتى في الداخل السعودي نفسه.