الوقت- تعتبر شركة أبل من أشهر الشركات المختصة في الصناعات التكنولوجية كالهواتف الذكية والحواسيب الشخصية، هذه الشركة الأمريكية الواقعة في مدينة كوبرتينو بولاية كاليفورنيا على الساحل الغربي لأمريكا تعد أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية والتي تبلغ ما يقارب 672 مليار دولار، وذلك حسب تقرير أُعد من قبل "وول ستريت"، ووفقًا للتقرير نفسه تعتبر أبل من أكثر الشركات ربحية في العالم.
تعتمد هذه الشركة على سياسة أمنية مشددة منعًا لأي اختراق محتمل، إلا أن المخترقين "أو الهاكرز" لجؤوا إلى سياسة جديدة هذه المرة، وهي سياسة الرشاوي المالية، إذ قامت مجموعات مجهولة بعرض أموال على موظفي الشركة مقابل استخدام بياناتهم الشخصية للولوج إلى نظام الشركة، وقد عرض المخترقون مبالغ مالية ضخمة مقابل الحساب الواحد من الحسابات الخاصة بالعاملين على سيرفر آبل.
وقال بعض موظفي شركة آبل في إيرلندا أنهم تلقوا رسائل على البريد الإلكتروني من قبل بعض المخترقين، وكانت الرسائل عبارة عن عروض مالية مقابل الحصول على بيانات العمال الشخصية مثل البريد الإلكتروني وكلمة السر وغيرها، وذلك لاختراق سيرفرات أبل، وقال بعض العاملين هناك أنه عُرضت عليهم مبالغ ضخمة تصل إلى 23 ألف دولار كرشوة.
هذه العروض جعلت شركة آبل تشعر بالخطر فسارعت إلى أخذ إجراءات وقائية، كان من بينها إطلاق نظام داخلي تحت اسم "تنمو بنفسك"، ولا تزال التفاصيل الدقيقة لهذا النظام مجهولة إلى الآن، ولاكن على ما يبو أن هذا النظام يعتمد على تذكير الموظفين بولائهم للشركة وتشجيعهم على النمو الذاتي بعيدًا عن الأساليب الملتوية، وليس غريبًا أن يكون هذا النظام يحتوي بعض التهديدات لمن يثبت تعامله مع المخترقين أو الغرباء.
يرى الموظفون والعاملون في شركة آبل أنه يصعب اختراق نظام هذه الشركة بالطريقة التقليدية ولهذا لجأ الهاكرز إلى الرشوة المادية للحصول على معلومات تمكنهم من الولوج إلى سيرفرات أبل بطريقة آمنة، ورغم أن الأيام القادمة ستكشف نتائج خطة الهاكرز الجديدة، إلا أن التنبؤات تشير إلى أن احتمال استجابة موظفي الشركة للهاكر مرتفعة، وهناك سابقة رشوة كبيرة في الشركة، فمنذ عدة سنوات تم إلقاء القبض على أحد مديري الشركة في قسم تأمين القطع، وتم توجيه اتهام له بتقاضي مليون دولار كرشوة من إحدى الشركات الأسيوية التي تتعامل مع آبل، وكانت الرشوة مقابل الحصول على معلومات سرية خاصة بآبل.
ومن العوامل التي تزيد من فرص نجاح الهاكرز في اختراق الشركة من خلال الرشاوي هي ظروف العمل التي يعاني منها موظفوا الشركة وخاصة في معامل آبل المتواجدة في آسيا، وفي الأعوام السابقة طفت فضيحة كبيرة شوهت سمعت آبل، ففي عام 2013 ظهرت تقارير كشفت أن مصانع تركيب أيفون 5S في الصين لم تدفع للعمال ما يزيد عن مليون دولار من أجورهم المستحقة، وقد أجبر العمال على العمل لساعات إضافية في هذا المصنع ووصلت مدة العمل إلى 11 ساعة في اليوم، وفي النهاية لم يتم دفع أجور الساعات الإضافية للعمال، وعلى إثر ذلك أرسلت آبل كتابًا إلى معاملها جاء فيه: "نحن مهمومين بالادعاءات الأخيرة المتعلقة بالعمل لساعات إضافية مفرط بها، وساعات عمل إضافية غير مدفوعة الأجر، وأيضًا حالات عمل سيئة في مركزنا في مدينة ووشي الصينية، وهناك فريق تدقيق في طريقه لووشي للتحقيق بهذه الادعاءات بشكل مفصّل".
وفي السياق نفسه انتهك معمل Foxconn الأساسي لشركة آبل حقوق العمال بشكل كبير مما أدى إلى انتحار عدد من العمال والموظفين، وكذلك فإن مصنع Pegatron شهد تطبيق ظروف عمل في غاية القسوة، حتى أن بعض التقارير أشارت إلى أن معمل Foxconn يعتبر ملهى ومكان للتسلية إذا ما قورن مع مصنع Pegatron.
ظروف العمل القاسية التي يعاني منها موظفوا أبل يمكن أن تنعكس سلبًا على جودة المحصولات التي تنتجها هذه الشركة، كما أنها يمكن أن تشكل ثغرة نفوذ كبيرة للمخترقين والهاكرز الذين يمكن أن يُخرجوا شركة آبل من سوق المنافسة لسنوات عديدة في حال نجاحهم باختراق سيرفراتها الداخلية، ويرى كثيرون أن كل ما بوسع آبل أن تفعله هو تقوية أنظمتها الأمنية، ولا يمكن لها أن تمنع الرشاوي التي يمكن أن تُحدث خروقات يصعب على الشركة اكتشافها أو منعها.
