الوقت- "حسن الجوار" كلمة توصف واقع الحال في السياسة الخارجية الايرانية، كما ان تعزيز العلاقات مع جيرانها في كافة المجالات تعد من الاولويات الأساسية لطهران، لذلك فان افتتاح خطوط سكك حديد شرق بحر قزوين بين ايران-تركمانستان-كازاخستان يندرج في هذا الاطار خاصةً أن العلاقات التاريخية بين البلدان الثلاثة تحظى باهمية خاصة.
رعى رؤساء ايران وتركمانستان وكازاخستان مراسم تدشين مشروع خطوط السكك الحديدية بين الدول الثلاث في محطة آك يايلا الواقعة في الاراضي التركمانستانية.
وقال الرئيس الايراني حسن روحاني خلال مراسم الافتتاح: إن التقارب التأريخي بين ايران وتركمانستان وكازاخستان يكتسب أهمية خاصة، داعياً الى أن تكون دولنا الثلاث أكثر تلاحماً بما يلبي تطلعات شعوبنا، والى السعي للتقارب والتواصل بين دولنا أكثر فأكثر.
وأضاف: ان افتتاح خط سكك الحديد يشكل خطوة مهمة على طريق طموح شعوب دولنا الثلاث، موضحاً ان الخط يقرب المسافة مع الصين وأوروبا والخليج الفارسي.
وتابع روحاني: ان الخط يشكل خطوة أولى للتواصل بين دولنا وأنه علينا القيام بتوسيع هذا الخط بما يلبي احتياجات دولنا الثلاث والدول الأخرى، مؤكداً ان ايران على استعداد لتوسيع هذا الخط وإيصاله إلى مناطق أخرى.
وصرح قائلا، یجب ان نبذل الجهود للمزید من تقارب العلاقات لتعزیز السلام والاستقرار والامن في المنطقة وان نوفر الظروف اللازمة لتحسین العلاقات بین هذه البلدان الثلاثة.
واشار الی ان تشکیل لجنة مشترکة بین ایران وترکمانستان وکازخستان بامکانه ان یسرع تعزیز التعاون الاقتصادي ویجب ان تتعزز الی جانب العلاقات الثقافیة والسیاسیة بصورة متزامنة.
وصرح ان القیام بالاستثمار الثنائي والثلاثي في المناطق الحرة والمشاریع الاقتصادیة یعزز الاواصر، قائلا ان هذا التعاون یحقق الاستقرار والسلام والامن المشترك للمنطقة اضافة الى فوائدها الاقتصادیة.
من جانبة قال رئيس جمهورية تركمنستان قربانقلي بردي محمد اف: إن خطوط سكك حديد ايران-تركمانستان-كازاخستان ستؤدي الى إزدهار دول المنطقة مؤكداً أن هذه الشبكة ستعزز العلاقات القائمة على حسن الجوار بين البلدان الثلاث. وأوضح ان هذه الشبكة ستصبح في المستقبل القريب طريقاً دولياً يلقي اهتمام مختلف دول العالم.
وأضاف: ان تعزیز النقل يؤدي الی توطید الاواصر بین الشعوب، معتبراً تدشین خط سكك الحدید بین ایران وترکمانستان وکازاخستان بانه سیفضي الی انجازات کثیرة فی المجالات الاقتصادیة والسیاسیة والجغرافیة، مضیفا ان هذا المشروع یوفر ارضیة التعاون والتدشین المشترك للمشاریع.
واعتبر تدشین هذا الخط بانه ثمرة سنوات من الجهود لهذه البلدان الثلاثة قائلا اننا نستطیع من خلال هذا الخط تصدیر السلع والبضائع من الدول الاسیویة الی الدول الاوروبیة مشیرا الی الاهمیة الجیوسیاسیة لهذا الخط.
من جهته، اعتبر رئيس جمهورية كازاخستان سلطان نظربايف إن افتتاح سكك حديد ايران-تركمانستان-كازاخستان من شأنه أن يزيد حصة الدول الثلاثة في الاقتصاد الاقليمي والعالمي.
وأضاف:ان انشاء هذا الخط السككي یهدف الی تعزیز العلاقات الثنائیة وکذلك تنمیة العلاقات الاقلیمیة قائلاً: ان منظمة تعاون الدول المطلة علی بحر قزوین یمکن ان تسرع هذه العلاقات.
وتابع: ان ایران دولة کبیرة في المنطقة وان اقامة العلاقات التجاریة مع ایران التي تمتلك اقتصادا قویا یمکن ان يؤدي الی نمونا الاقتصادي.
وأشار الى أن سكك الحديد المشتركة تحظى بأهمية بالغة للبلدان الثلاث، مهنئاً نظيرية التركمانستاني والايراني بتدشين هذا المشروع.
وتفقد الرئيسان الايراني والتركمانستاني وبرفقة الرئيس الكازاخستاني نورسلطان نظربايف، المعرض الثقافي والفني للصناعات اليدوية الذي اقيم في المنطقة.
وخطوط السكك الحديدية كركان-اينجه برون هي جزء من ممر السكك الحديدي الممتد شرق بحر قزوين، ويربط البلدان الثلاثة ايران-تركمانستان-كازاخستان، بهدف وصول دول آسيا الوسطى سيما تركمانستان وكازاخستان الى مياه الخليج الفارسي وبحر عمان. وبتدشين هذا المشروع ستصل دول آسيا الوسطى الى المياه الحرة وستخرج من العزلة، وستتحول ايران الى ممر للنقل الآسيوي من الشمال باتجاه الجنوب والمياه الحرة.
وتدشين هذا المشروع سيساهم بارتقاء العلاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية على الصعيد الدولي فضلاً عن توفير الارضية لترانزيت السلع والمسافرين وبحجم واسع بين الدول المجاورة، فمثلاً ان حجم الترانزيت بين الصين واوروبا يتخطى 350 مليون طن سنويا ومن الممكن لهذه السكة أن تكون ممرا ترانزيتيا.
وتم المصادقة على إنشاء خطوط السكك الحديدية بين ايران-تركمانستان-كازاخستان عام 2009 في الاجتماع المشترك بين رؤساء الدول الثلاثة، وبدأت عمليات تنفيذ وتطوير هذا المشروع عام 2010.
ويبلغ طول خطوط السكك الحديدية بين إيران وتركمانستان وكازاخستان أكثر من 920 كلم، ويمتد أكثر من 85 كيلومتر من مسافة خطوط السكك الحديدية في الأراضي الإيرانية، و700 كم في تركمانستان، و140 كم المتبقية في الأراضي الكازاخستانية.
ان تنفيذ هذه المشاریع الإستراتیجیة الضخمة تساعد على تعزيز أواصر العلاقة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسة بين هذه الدول المطلة على بحر قزوين وتحد من حجم الأطماع الغربية في الاستيلاء على ثرواتها، فضلاً عن تحقيقها الامن للمنطقة اضافة الى فوائدها الاقتصادیة.
اذاً، ان السكة الحديدية بين الدول الثلاث تهدف الی توسیع ممر جدید یمتد من الشمال الی الجنوب ذات اهمیة بالغة للمنطقة والعالم، وبامكانه ربط الدول الكبرى مثل الصين وروسيا وباكستان وتركيا والعراق بالدول الاخرى عن طريق الخليج الفارسي وبحر عمان، كما أن هذه البلدان الثلاثة باستطاعتها تطوير امكانيات هذا الخط في مرحلة جديدة، وبالتالي يصبح هذا الخط طريقا دوليا يلقي اهتمام مختلف دول العالم.