الكلام الايراني هذا المرة جاء من رأس الهرم في الدولة الاسلامية حيث جدد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي تاكيده ضرورة تسليح الضفة الغربية، واعدادها للدفاع عن نفسها في مواجهة الاعتداءات الصهيونية. وأكد سماحته على "ان الكيان الصهيوني يسعى للهيمنة على القدس والمسجد الاقصى والمزيد من اضعاف الفلسطينيين، لذلك ينبغي على جميع الشعوب الاسلامية وكذلك العلماء الطلب من حكومات بلادهم الاهتمام بالقضية الفلسطينية ومتابعتها" وأضاف " اننا نشكر الباري تعالى لان الجمهورية الاسلامية الايرانية والحكومة والشعب يتفقون في الرأي على دعم فلسطين والعداء للكيان الصهيوني ولم ينحرفوا عن المسار الذي رسمه الامام الراحل (رض). وأكد سماحته على أن تقديم الدعم لحركات المقاومة ضد العدو الصهيوني أولية للشعب والحكومة الايرانية بغض النظرعن الانتماءات المذهبية لهذه الحركات حيث قال: "ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وبفضل الله تعالى لم تقع في اسر القيود والخلافات الطائفية وهي مثلما تدعم حزب الله الشيعي في لبنان فانها تدعم ايضا حركات حماس والجهاد الاسلامي وسائر الفصائل من اهل السنة في فلسطين وستواصل هذا الدعم".
الكلام الايراني هذا لم يكن الاول وان كان الأهم فقد تكررت التأكيدات الايرانية من المسؤولين العسكريين الايرانيين، فقد أكد نائب القائد العام للحرس الثوري العمید حسین سلامي بان الضفة الغربیة ستتحول الی جحیم للصهاینة في یوم لیس ببعید. وسبقه قبل ذلك قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الايراني العميد امير علي حاجي زاده الذي اعلن في 25 آب الماضي، عندما اسقطت ايران طائرة استطلاع الصهيونية، بأن الحرس الثوري يخطط للاسراع بمسار تسليح الضفة الغربية.
الدعم الايراني لحركات المقاومة ضد العدو الصهيوني ليس بالجديد فبعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني (رحمه الله) التي آطاحت بالنظام الطاغوتي العميل للغرب فتحت صفحة جديدة من نضال الشعب الفلسطيني ضد المحتل الصهيوني وقبل تلك الفترة اقتصرت عمليات المقاومة ضد الصهاينة على ضرب مصالح صهيونية في الخارج ولم تشهد الساحة اية عمليات جهادية في عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة، وبانطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى" ثورة الحجارة" والثانية "انتفاضة الاقصى المبارک " ما نتج عنهما من حدوث تغييرات هامة على المستويين المحلي والعالمي واستطاع الشعب الفلسطيني المقاوم وبقدراته البسيطة من ايصال صوته للعالم بأسره وتعريفه بقضيته العادلة وحقوقه المشروعة. فمعظم الشعوب العالم كانت متاثرة بکذب الاعلام الغربي الموجه الذي كان ومازال تسيطر عليه اللوبيات الصهيونية صاحبة النفوذ المالي والسياسي القوي في العالم . فشهد العالم الآلاف من الفلسطينيين نساء ورجالاً شيبا وشبان يقذفون الجنود المدججين بالسلاح الكامل بحجارة صغيرة وادرك الغرب ان هناک شعباً هو الشعب الفلسطيني سلبت حقوقه وهناک ارض اسمها فلسيطن مغتصبة وآن هناک قوة ظلامية تدعى قوة الاحتلال " الاسرائيلي ". تلك المقاومة البطولية استطاعت اكتساب آثار عملية على الساحة فظهرت حكومة باسم “حكومة فلسطين" مما اجبر الغرب على تغير لهجته اتجاه القضية الفلسطينية وبدء بالحديث عن حل للدولتين.
ثمة ما يشبه الإجماع الفلسطيني على انسداد أفق التفاوض وتآكل “حل الدولتين” وإخفاق الوسيط الأمريكي الحصري في الوصول إلى حل تفاوضي بعد عشرين عاماً من العبث والمماطلة والحالة الإقليمية والدولية المحيطة بالقضية الفلسطينية مؤاتية تماماً لخيار تسليح المقاومة في الضفة الغربية وعسكرتها وکسر قبضة سلطة أبو مازن وأجهزة أمنه عليها التي لا تخجل من التجاهر بالتنسيق الأمني مع العدو الصهيوني.
وبالرغم من محاولة بعض الدول العربية التي تدورفي فلك التبيعة للولايات المتحدة الامريكية ومشاريهعا الخبيثة التي تحيكها للمنطقة في وأد اي حركة مقاومة للعدو الصهيوني وسعيها الدائم عبر وسائل أعلامها الموجه للترويج للقوة الصهيونية " الجبارة " وحرف الرأي العام العربي عن العدو الأساسي المتمثل بالحركة الصهونية وتحويله باتجاه اخيه العربي والمسلم لم تفلح معها كل هذه المحاولات في زرع بذور الوهن في القلب الفلسطيني المقاوم بل على العكس تماما فقد شهدت الساحة الفلسطينية زيادة نسبة العمليات الاستشهادية البطولية وبأبسط الوسائل المتاحة مما استدعى بتل أبيب للتيقظ لأهمية الضفة الغربية ومدى تأثيرها في مقاومة الشعب الفلسطيني فأقرت قوانين وضوابط خاصة للسيطرة عليها وعرقلة كل تحركات أبطال المقاومة للحيلولة دون قيامهم بأية عملية جهادية ودون وصول السلاح لهم.
وبالرغم من الحالة التي تسود بعض دول المنطقة و تسخير الارهابيين لتشويه حرکات المقاومة الاسلامية بدءا بحزب الله مرورا بحماس وانتهاءا بالجهاد الاسلامي وبطرق ملتوية والسعي الدائم لتشويه صورة رجال المقاومة والدول الداعمة لها لدرجة ان الصهاينة ربطوا اليوم بين كل مجاهد يدعو الى تحرير اراضيه من رجس الاحتلال وبين ارهابيي داعش التكفيريين الذين يعتبرون اعداء للشعب الفلسطيني كما يصرحون هم بانفسهم.