الوقت- عملیات التعذيب التي تمارس بحق الشعب البحریني على نطاق واسع منذ قيام الثورة، قد أظهرت للعالم الوجه العنیف وغير الإنساني لآل خليفة ، ومع ذلك، فإن هذا النظام وبغض النظر عن احتجاجات منظمات حقوق الإنسان ، وفي ظل الصمت المشجع للمدعین الكذابين ، یستمر في عملیات القمع.
ویحدث ذلك في حين أن صقر آل خليفة وهو من الأسرة الحاكمة في البحرين ، قد اعترف صراحة في مقال له بوجود التعذيب في سجون هذا النظام ، ومع ذلك اعتبره أمراً غير مهم .
تجاهل أميركا الصارخ لانتهاكات حقوق الإنسان في البحرين علی نطاق واسع
والأمر المؤسف والمثیر للتأمل حول البحرين ، هو الصمت المترافق مع التواطؤ من قبل من یدعون کذباً الدفاع عن حقوق الإنسان مع نظام آل خليفة ، وغض الطرف عن القمع والتعذيب بحق الشعب البحريني .
وقد أثار تجاهل الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان في البحرين من قبل المدّعین وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ، انتقادات شديدة من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان العالمیة .
وکان مركز البحرين لحقوق الإنسان قد أعرب عن خيبة أمله في هذا المجال تجاه تصريحات بعض المسؤولین الأميركيین ، بما في ذلك وزيرة الخارجية الأمیرکیة آنذاك هيلاري كلينتون ونائبها جانيت ساندرسون .
السفير الأميركي الأسبق لدی هايتي والجزائر جانيت ساندرسون ، قد زار البحرين خلال الحادي عشر إلى الثالث عشر من أكتوبر ، ولكنه أطلق تصريحات مثيرة للجدل ، عندما تحدث عن الدعم الأمیرکي لنظام آل خلیفة قائلاً : "أعلن صراحة أننا لم نأت إلی هنا لفرض أفكارنا على الآخرين، (في إشارة إلى نظام آل خلیفة) ولكننا أتینا لتشجيع بلدان المنطقة کي تحقق أولوياتها في المنطقة، والحوار الذي دار بيننا (المسؤول الأمیرکي ونظام آل خليفة) حول حقوق الإنسان ، كان صعباً ، ومع ذلك فإن المحادثات ستستمر وهي تعد جزءاً من علاقاتنا المشتركة".
مركز البحرين لحقوق الإنسان قد عبر عن أسفه حیال تصريحات ساندرسون هذه ، وأكد أن هذه التصريحات تتعارض مع سياسات أمريكا في حماية حقوق الإنسان.
کما أن هذه التصریحات لا تعكس الوضع الحالي في البحرين ، حیث تتعرض (يتعرض ) الناس للظلم والقهر، وهي أيضاً تغایر الالتزامات العلنية والمتكررة للرئيس الأمريكي باراك أوباما حول حماية حقوق الإنسان.
لقد انتهك نظام آل خليفة حقوق الإنسان على نطاق واسع منذ الأيام الأولى من الثورة السلمية في البحرين وخاصة في الأشهر الثلاثة الأولی منها ، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي والظالم بحق العشرات من نشطاء حقوق الإنسان والمئات من المدنيين بمن فيهم الأطفال، ومنع العائلات والمحامين من اللقاء بالمعتقلين، ومعاقبة المعتقلين من خلال فصلهم من العمل قبل المحاكمة ، هي من جملة أعمال التعذيب المختلفة التي یمارسها نظام آل خلیفة على نطاق واسع والتي لم يسبق لها مثيل في هذا البلد .
هذا بالإضافة إلى أن كل شيء یخضع لسيطرة النظام الذي حظر وسائل الإعلام من تغطية الاحتجاجات ، حتى المواقع الإنترنتیة والإخباریة . کما لم یسلم كل منظمات حقوق الإنسان في البحرین من الإجراءات القمعية للنظام البحريني أیضاً .وقد انتقد مركز البحرين لحقوق الإنسان المسؤولین الأمريكيین بما في ذلك ساندرسون نائب وزيرة الخارجية الأمريكیة آنذاك هيلاري كلينتون ، وذلك بسبب صمته إزاء الإجراءات القمعية لآل خليفة ، وأکد المرکز أن ساندرسون قد تجاهل في تصریحاته الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان التي تحدث في البحرین ، وامتنع خلال الفترة التي قضاها في البحرين عن الاجتماع بممثلي منظمات حقوق الإنسان البحرينیة مثل مركز البحرين لحقوق الإنسان، وذلك للحصول على معلومات حول الوضع البحریني الداخلي قبل التعليق عليه .
تصريحات هذا المسؤول الامريكي کانت تتناقض بشکل واضح مع العديد من التصريحات والتقارير الإعلامية التي نشرت من قبل العشرات من الصحفيين الناشطين في مجال حقوق الإنسان حول تفاقم أزمة حقوق الإنسان في البحرين .
وفي اليوم الحادي والثلاثين من أكتوبر عام 2011، وفي حين كانت أجواء القمع والاحتقان تسود البحرين ، هنأت وزيرة الخارجية الأمريكیة آنذاك هيلاري كلينتون في تصريح لها نظام آل خليفة بسبب إجراء الانتخابات البلدية والنيابية الصوریة ، وفي إشادة لنظام الحكم في البحرين قالت : يمكن للمجتمعات المتعددة الأعراق والأدیان أن تتعامل مع التحدیات التي تواجهها ، من خلال الإصلاح السلمي والمؤسسات القانونية.
وبما أن كلينتون قد وجهت انتقاداً ظاهریاً لحالة حقوق الإنسان في البحرين لخداع الرأي العام ، وعبرت أیضاً عن دعم بلادها للإصلاحات المنشودة في البحرين ، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن أمريكا لا تزال تعتمد على حلفائها في البحرين.
وجاء هذا الثناء المخادع للديمقراطية الأمريكية في البحرين في حین کانت المبادئ الأساسية للديمقراطية وحرية التعبير وتأسیس مؤسسات المجتمع المدني ، عرضة لإجراءات آل خليفة الأكثر وحشية .
هذا في الوقت الذي کان نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش السید "جو ستورك" قد قال : إن البحرين تشهد عودة كاملة إلى الديكتاتورية ، حیث عززت الحكومة سيطرتها على جميع المؤسسات ، وأغلقت وسائل الإعلام التي لا ترضی علی أدائها ، وذلك بهدف إسكات المنتقدين وتخويف وسائل الإعلام الأخری . وکل هذا یحدث وسط صمت أمیرکي مطبق علی هذه الإجراءات .
وکانت منظمة "فرونت لاین" قد أکدت حول الوضع الداخلي في البحرين أن المدافعین عن حقوق الإنسان بالإضافة إلى التهديدات والقيود، کانوا یتعرضون للاعتقال التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة .
کما تحدث أیضاً مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان عن "القمع الوحشي الذي یتعرض له المدافعون عن حقوق الإنسان في البحرين" ، وذلك خلال الدورة الخامسة عشرة للجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان .
وکان کل من مركز حماية لدعم المدافعين عن حقوق الأنسان ، ومنظمة مراسلون بلا حدود ، والاتحاد الدولي للصحفيين ، والمنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان والعديد من المنظمات غير الحكومية الأخری، قد أعربت عن قلقها العميق إزاء الحالة المتدهورة لحقوق الإنسان في البحرين.
کما أدان مركز البحرين لحقوق الإنسان تصريحات ساندرسون نائب وزيرة الخارجية الأمريكیة آنذاك هيلاري كلينتون ، داعیاً واشنطن إلی الضغط على نظام آل خليفة من أجل وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان الواسعة النطاق .
غرف التعذيب السرية في البحرين
في التاسع والعشرين من يوليو 2012 ، کان علي العشیري وهو أحد القادة في جمعیة الوفاق البحرینیة ، قد قال حول كشف صحيفة التايمز البريطانية عن وجود أماكن سرية لتعذيب الثوريين في البحرين ، قال : إن هذا الأمر یؤکد الواقع الموجود في البحرين ، و وجود هذه الأماكن ثابت لدی الجمعیات السياسة البحرينیة .
وکانت صحيفة التايمز قد أشارت إلی أن بعض الضباط اعترفوا بوجود التعذيب في أماكن سرية في البحرين .
کما نشرت صحيفة نيويورك تايمز أیضاً محادثات مع بعض الشبان الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم ، حیث قال هؤلاء الشبان إنهم تعرضوا للتعذيب في جمعية شباب البحرين ، وقال أحدهم لوسائل الإعلام الأمريكية إنه تعرض للضرب بالعصي والأحزمة واللكم والركل .
وأکد علي العشیري علی إثبات التعذيب والإجراءات المنظمة لنظام آل خليفة في انتهاك حقوق الإنسان ، وقال : هنالك العديد من التحریات قامت بها جمعیات حقوق الإنسان تثبت وجود أماكن للتعذيب ، ومن الممکن أن تکون هذه الأماکن غير معروفة ، وربما تكون أماكن مثل جمعية شباب البحرين أو البلدیات التي تحولت إلی مراكز للتعذيب ، وإن موضوع التعذيب في البحرين لیس أمراً جدیداً بل هو أمر یحدث باستمرار .
هذا في حین أنه حتی البسیوني الذي کان مکلفاً من قبل العاهل البحریني ، قد اعترف في تقريره بتعذيب المتظاهرين ، ومع ذلك لم يكف نظام آل خليفة عن تعذيب المعارضين . وقد استمر التعذيب حتى خارج أقسام الشرطة ، فعلى سبيل المثال، کانوا یلقون القبض علی الشبان أو الأطفال في الشوارع أو في سيارات الشرطة أو المزارع أو الطرق المغلقة وأماكن أخرى مشابهة ویمارسون التعذيب بحقهم ، لأن مثل هذه الأماکن کانت تخلو من وجود كاميرات تسجل هذه الجرائم .
ووفقاً لتقارير جمعيات حقوق الإنسان، فقد عذبت قوات الأمن التابعة لنظام آل خليفة المتظاهرين داخل السجون وخارجها .
وکانت قوات أمن النظام في البحرين تمنع علاج المصابين في المستشفيات ، وفي هذا السياق نشرت وسائل الإعلام صورة لأحد الثوار في الماحوز ، قد تعرض لكسور في اليد واخترقت طلقة ناریة ظهره.
إغراق منازل الناس في الغازات السامة الخانقة
ومن الحالات الأخری لانتهاك حقوق الإنسان في البحرين ، هي الهجمات اللیلیة والمفاجئة لقوات الأمن ضد الناس العزل وإغراق منازلهم في الغازات السامة التي يحظر القانون الدولي استخدامها . وقد استهدفت هذه الهجمات عدداً كبيراً من الناس، بما في ذلك النساء والأطفال الذین تعرضوا لاستنشاق هذه الغازات السامة، کما قتل عدد منهم بما في ذلك عدد من الأطفال . وحتی النساء الحوامل هي الأخری لم تسلم من نیران كراهية وانتقام مرتزقة آل خليفة ، الذین کانوا غالباً غير بحرينيين والذين منحهم النظام البحريني الجنسیة البحرینیة بهدف تغيير التركيبة السكانية في هذا البلد .