الوقت- الضفة الغربية تحتل مكانة هامة في النظرية الأمنية والاستراتيجية العامة للكيان الصهيوني مما جعل تل أبيب تضع برنامج خاص للسيطرة على هذه المنطقة بالكامل لمواجهة أية حركة مسلحة.
منذ اواسط عقد الثمانينيات في القرن العشرين فتحت صفحة جديدة من نضال الشعب الفلسطيني ضد المحتلية ( المحتلين ) الصهاينة تاسياً بالثورة الاسلامية في ايران التي حققت انتصاراً باهراً على النظام الطاغوتي بقيادة الامام الخميني (رحمه الله) وقبل تلك الآونة لم تشهد الساحة اية عمليات جهادية ضد الصهاينة في عمق الاراضي الفلسطينية حيث بدات ثورة الحجارة الاولى ومن ثم اتسع نطاقها لينفض الشعب في الاقصى وتنطلق الانتفاضة الثانية الامر الذي تمخض عنه حدوث تغييرات هامة على المستويين المحلي والعالمي فعرف العالم باسره بان الشعب والحكومة الفلسطينية لهما هوية مستقلة.
ان العالم عرف هوية الشعب الفلسطيني بعد انتفاضته الباسلة اذ ان معظم الشعوب كانت متاثرة بالاعلام الغربي المسموم الموجه ضد ابناء الشعب الفلسطيني والمدافع عن الحركة الصهيونية البغيضة رغم ان الصهاينة اقلية محدودة في الاراضي الفلسطينية لذلك بعد ان شاهد العالم الآلاف من الفلسطينيين نساء ورجالاً يقذفون الجنود المدججين بالسلاح حجارة وقطعاً صغيرة مما لديهم من خشب وحديد ادرك ان شعباً باسره يعيش في ظلام مطبق وهو يريد ان يسمع صوته ويعلن عن حقوقه المسلوبة.
وهذه الانتفاضة المدوية لم تقتصر اصداؤها على الاعلام العالمي فحسب بل كانت لها آثار عملية وبما في ذلك ظهور حكومة باسم " حكومة فلسطين " الى النور مما اضطر الغربيين واعداء الشعب الفلسطيني لان يتحدثوا عن دولة في الاراضي المحتلة ما عدا دولة الصهاينة اللقيطة بعد ان كانوا يتجاهلون الانسان الفلسطيني من الاساس وكل هذا بكل تاكيد من بركات المقاومة والنضال وعدم الاستسلام للاعداء.
لقد بدأ الشعب الفلسطيني حركته الجهادية ضد الصهاينة منذ باكورة اقتحام الصهاينة للاراضي المحتلة في اواخر القرن التاسع عشر الميلادي وما زال يقاوم حتى هذه اللحظة وبالطبع فان الكيان الصهيوني ليس وحيداً والا لقضي عليه بين ليلة وضحاها لكنه مدعوم باعتى القوى العالمية الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية.
وبمرور الزمان وجد الصهاينة انفسهم في مازق امام مقاومة الشعب الفلسطيني فتصدوا له بشتى السبل وبالتالي اضطر الغربيون لان يؤسسوا تشكيلات سياسية موالية لها وبما في ذلك سلطة الحكم الذاتي لاجل ان يعترف العالم بدولة فلسطينية تحمل مواصفات يستسيغها الغرب لاجل اعقام المقاومة الا ان ابناء الشعب الفلسطيني طوال مقاومتهم المسلحة البطولية طوال 120 عاماً اثبتوا عدم اذعانهم لما يحاك ضدهم واصرارهم على تحرير اراضيهم ومقدساتهم من براثن الصهاينة المتطرفين دون ان يتوانوا لحظة عن ذلك.
وقد ادرك الصهاينة اهمية الضفة الغربية ومدى تاثيرها في مقاومة الشعب الفلسطيني لذلك قام ساسة تل ابيب باقرار قوانين وضوابط خاصة للسيطرة عليها وعرقلة كل جهد ينصب في مصلحة الشعب الفلسطيني والاشراف على تحركات ابطال المقاومة للحيلولة دون قيامهم باية عملية جهادية ودون وصول السلاح لهم حيث قاموا ببناء جدار الفصل العنصري الذي كان يهدف بشكل اساسي الى تجريد الضفة من المقاومة وقمع كل حركة شعبية تحررية وذلك ضمن مخططات صهيونية تمت البرمجة لها بشكل دقيق وهي:
1 – حظر جميع النشاطات المنظمة في الضفة الغربية حيث قام الصهاينة بتجميد نشاطات جميع المنظمات المدنية الفلسطينية لدرجة انهم حظروا مراكز تدريس وتحفيظ القرآن الكريم ايضاً.
2 – اعتقال الآلاف من الشبان والاحداث اذ ان الشغل الشاغل للقوات الصهيونية بمختلف صنوفها في الضفة الغربية هو مقارعة الشباب الفلسطيني حتى وان لم يكن هناك ادلة كافية لذلك ولم يتورع الصهاينة عن تعذيب الاسرى والتنكيل بهم لدرجة ان بعضهم تجرع كاس الشهادة في تلك السجون المرعبة.
3 – اعتقال القادة السياسيين والشخصيات البارزة التي يعتمد عليها الناس ويتبعون اوامرها وبالطبع فان هذه التصرفات الهوجاء كان لها تاثير كبير على واقع الاحداث في الضفة الغربية حيث لم يستثن الصهاينة اية شخصية كانت لان الامر الهام لهم هو قمع كل من يعارضهم وحتى لو عجزوا عن اعتقال شخص ما فانهم يغتالونه على مراى ومسمع الاعلام العالمي باسره.
4 – معاقبة جميع ساكني الضفة الغربية وبما في ذلك الممانعة من تداول الاموال بين التجار وعدم السماح بدفع اجور الموظفين والعمال والضغط على سلطة الحكم الذاتي لطرد كل من يشك به بالتعاون المقاومة والحركات الاسلامية.
5 – حظر كل ادارة محلية تضم مسؤولين ممن يدعمون المقاومة الفلسطينية بواسطة الصهاينة وسلطة الحكم الذاتي ومحاصرتها اقتصادياً وسياسياً.
6 – شن هجمة اعلامية واسعة ضد جميع تيارات المقاومة والقوى الداعية الى حمل السلاح ضد الصهاينة من قبل وسائل الاعلام الصهيونية والغربية بمساندة وسائل الاعلام العربية العميلة للغرب.
7 – تسخير ارهابيي داعش العملاء للكيان الصهيوني لضرب مقاومة الشعب الفلسطيني بطرق ملتوية وتشويه سمعة المقاومة لدرجة ان الصهاينة ربطوا اليوم بين كل مجاهد فلسطيني يدعو الى تحرير اراضيه من براث المحتلين وبين ارهابيي داعش التكفيريين الذين يعتبرون اعداء للشعب الفلسطيني كما يصرحون بانفسهم.